ميزانية الحلول والمستقبل 1-2 - راشد محمد الفوزان

  • 12/30/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت الميزانية العامة للدولة، وبكل صدق أقول وبكل موضوعية كما تحملها كل مقالتي واجتهادي، أن هذه الميزانية هي بداية خطوة الرؤية المستقبلية والحلول، ويفرحني الآن تدني أسعار النفط ليس طبعا بأن يقل دخل المملكة، فكلنا نتمنى الخير الوفير والفائض المالي، ولكن لننظر للوجه الآخر لأزمة تدني أسعار النفط أنها "فرصة" لكي نضع الحلول المستدامة في تنويع الدخل، فرض واقع جديد للحلول الاقتصادية الموضوعية، الدولة لم تقصر بالأمس واليوم ولا حتى غدا بدعمها للمواطن ولهذه البلاد بدعم سلع أو الخدمات أو تقديم المعونات وقت الرخاء والشدة. اليوم الميزانية العامة للدولة تقول لنا انتهى زمن الاعتماد على النفط ونحن نشهد لأول مره انخفاض الاعتماد على النفط فوصل نسبة إسهام الإيرادات غير النفطية إلى 29% وبلغت 163.5 بليون ريال، وكانت الإيرادات النفطية بلغت 444،5 بليون ريال أي ما نسبته 73%. وهذا منجز مهم وكبير نتمنى أن يستمر بذلك الاتجاه حتى يكون اقتصادنا أكثر مرونة مع التذبذبات والتقلبات المستقبلية للنفط، والتي وضعت النفط اليوم بمستويات لم يصلها منذ 11 سنة أي انخفاض وصل اليوم مستويات 75% وهذا يعني مصاعب كبيرة مستقبلا متى استمر وفق هذه المستويات. المميز أيضا بموازنة العام الجديد، التأكيد على إشراك القطاع الخاص، وتقنين الإنفاق برفع كفاءته وهذا مهم جدا، وهذا يعني أن يكون كل ريال يدفع يكون بمكانه الصحيح وله عائد منتظر سواء بمشروع أو خدمة أو إيراد. مع استمرار الدولة بحجم إنفاق عال للعام 2016 بحيث يتم المحافظة على النمو الاقتصادي وتوفر فرص العمل وتحقيق الحراك الاقتصادي، وتغطية العجز المتوقع بتوازن الاستدانة بحيث لا يضر الاقتصاد الوطني بسحب السيولة من خلال السندات التي قد تشتريها البنوك ويمكن تسويقها خارجيا، فلابد من سيولة كافية لدفع الحراك الاقتصادي. أما رفع مستويات الطاقة من البنزين والديزل والماء وغيرها رغم كل ذلك لازلنا أقل الأسعار وتم مراعاة الأقل دخلا في الكهرباء والماء، وهذه خطوة مهمة رغم عدم محبتها للناس، ولكن الهدف الأسمى والأهم هو الهدف، وسيتعود الناس على ذلك سريعا حتى بسلوكهم الاستهلاكي سيتغيرون للأفضل فكل ما كانت السلعة أقرب للمجانية والرخص أصبحت أقرب للهدر والإسراف وهذا منطقي أي السلوك ولا يعني الإقرار به. رفع مستويات الطاقة ليس هدفه فرض ضريبة على الجمهور من لا شيء، هي ضرورة ملحة لا مناص منها اليوم وقبل غد، ولنستبعد العبارات الجياشة والعواطف، فهي مصدر طاقة ودخل، فيجب أن نحافظ على مصدر الدخل لأطول فترة زمنية ممكنة، وأيضا وقف الهدر العالي الذي يتم ولم يتوقف يوما، رغم عدم توفر البدائل الكثيرة اليوم، ولكنها الضرورة ونتفهم ذلك، فعلى المستهلك أن يستخدم الطاقة وفق الاحتياج لها ويوفرها، سواء الكهرباء أو الماء أو البنزين أو غيرها، مع الأهمية في الأثر البيئي والصحة والزحام وحتى يتحول الناس لوسائل النقل العام ويستعدون لها حين تأتي، فهي ذات مكاسب كبيرة، والترشيد في حياتنا مهم ككل، ونحن مسرفون في المجمل وكلنا نعترف بذلك، لنبدأ بأنفسها ونرشد وسنجد في النهاية الأسعار كما هي، وهذه حقيقة لا تنظير بها.

مشاركة :