الجيش التركي يصعّد من تدخله العسكري في شمال سوريا والعراق

  • 8/21/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعرض محيط محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق لقصف جوي السبت، حيث يُعتقد أن الجيش التركي نفذ هجوما ضد مواقع المتمردين الأكراد بطائرة مسيرة تزامنا مع تصعيد الهجمات على مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. وكشفت وكالة “شفق نيوز” العراقية نقلا عن مصدرها أن “القصف استهدف منطقة يتحصن فيها عناصر من حزب العمال الكردستاني في وقت مبكر صباح السبت بناحية سيدكان التابعة لقضاء سوران في أربيل”. تركيا تستهدف أملاك المزارعين في شمال العراق ما دفع الآلاف منهم إلى مغادرة قراهم خوفا من القتل وأضاف المصدر أن “القصف كان بطائرة مسيرة، لكن لم يتم التعرف حتى الآن على حجم الخسائر”. ودائما ما تتورط تركيا في استهداف أملاك المزارعين في شمال العراق من خلال القصف المكثف ما دفع الآلاف منهم إلى مغادرة قراهم وهو ما أثار غضب السكان في عدد من المحافظات في كردستان العراق الذين طالبوا في مظاهرات بوقف الهجمات التركية. ووفق وكالة شفق نيوز “اندلعت الجمعة حرائق في مراعي قريتين بقضاء العمادية شمال دهوك نتيجة قصف مروحيات عسكرية تركية”. ويأتي التصعيد التركي الأخير في خضم حرب مستمرة تستهدف منع تشكيل كيان كردي في شمال العراق وسوريا وتداعيات ذلك على النزعة الانفصالية لأكراد تركيا في الشرق حيث يتحصن حزب العمال الكردستاني في جبال شمال العراق. وتشن تركيا بانتظام غارات جوية على شمال العراق وأرسلت قوات خاصة لدعم عملياتها الهجومية في إطار حملة طويلة الأمد في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية. ويرى مراقبون أن المتمردين الأكراد يتلقون دعما من الفصائل الكردية السورية وكذلك من بعض فصائل الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران حيث هددت قيادات في الحشد مرارا من مغبة تنفيذ تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير دفاعه خلوصي أكار باجتياح سنجار لملاحقة المتمردين الأكراد. وقد شن زعيم إحدى الفصائل الشيعية في العراق هجوما حادا ضد أنقرة بعد هجوم نفذته مسيرات تركية في يونيو الماضي واستهدف “مقرّات حكومية ومنازل مدنيين”، وفق بيان لوزارة الخارجية العراقية. وقد ردت وزارة الدفاع التركية في بيان بأن الهجوم أدى إلى تحييد ستة من “إرهابيي حزب العمال الكردستاني”. وقال شبل الزيدي الأمين العام لكتائب الإمام علي في تغريدة على حسابه بتويتر إن “تركيا ومصالحها أهداف معادية”، مضيفا بيت شعر جاء فيه “إِنّا لَقَومٌ أَبَت أَخلاقُنا شَرَفاً أَن نَبتَدي بِالأَذى مَن لَيسَ يُؤذينا”. سلاح تركيا الفتَّاك يلحق خسائر بالأكراد سلاح تركيا الفتَّاك يلحق خسائر بالأكراد ورغم التحذيرات التي وجهتها الميليشيات الموالية لإيران واصلت تركيا هجماتها، حيث أفادت وسائل إعلام حكومية عراقية في يوليو الماضي بأن تركيا شنت غارة على منتجع جبلي في محافظة دهوك أسفرت عن مقتل ثمانية سياح وإصابة 23 آخرين، قائلة إن الهجوم يشكل عملا إرهابيا. وقد اثارت تلك الهجمات تنديدا غير مسبوق من قبل كل القوى السياسية في العراق بما فيها التيار الصدري الذي طالب بتقليل التمثيل الدبلوماسي التركي ردا على تلك الهجمات. وتأتي التطورات العسكرية المتصاعدة في شمال العراق بينما تسعى تركيا لتغيير نهجها في سوريا بهدف محاصرة الأكراد، حيث اعتبر كثير من المراقبين أن التقارب بين أنقرة والنظام السوري يهدف أساسا إلى محاصرة القوات الكردية التي ترتبط بعلاقات قوية مع حزب العمال الكردستاني. ودائما ما تنتقد الحكومة المركزية في بغداد الهجمات التي تشنها تركيا بين الحين والآخر وتعتبرها “تدخلا سافرا” في الشؤون الداخلية للعراق، مهددة باتخاذ كل الإجراءات لحماية السيادة الوطنية. القصف استهدف منطقة يتحصن فيها عناصر من حزب العمال الكردستاني في وقت مبكر صباح السبت بناحية سيدكان التابعة لقضاء سوران في أربيل وفي المقابل تلتزم حكومة إقليم كردستان العراق الصمت تجاه تلك الهجمات، فيما تشير تقارير إلى أن هناك تنسيقا بين الجيش التركي وقوات البيشمركة لتعقب المسلحين في جبال قنديل نظرا إلى حجم المصالح الاقتصادية التي تجمع الطرفين. وقد تعرضت قوات البيشمركة في السنوات الأخيرة لهجمات انتقامية من قبل مسلحي حزب العمال الكردستاني أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وهو ما دفع حكومة إقليم كردستان إلى التنديد بالمتمردين وتعقبهم. وحزب العمال الكردستاني مصنف جماعة إرهابية من جانب تركيا وعدد من الدول الغربية. وقد حمل السلاح ضد الدولة التركية عام 1984 في صراع تركز في جنوب شرق تركيا وأسفر عن سقوط ما يربو على 40 ألف قتيل، فيما خيرت أغلب قيادات المتمردين التحصن في جبال شمال العراق لشن حرب عصابات ضد الجيش التركي. وطرح بعض الأتراك إنشاء منطقة عازلة شمال العراق على غرار ما حصل في شمال سوريا لمواجهة المتمردين الأكراد وذلك بعد فشل أغلب العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش التركي من “مخلب النمر” إلى “قفل المخلب” وغيرها في القضاء على التمرد. ويرى كثير من الخبراء الأتراك أن القضاء على المتمردين الأكراد وفكرة الانفصال لن يكون عسكريا وإنما من خلال منح مزيد من الحقوق السياسية والثقافية لصالح الأقلية الكردية في وقت يضيق فيه الرئيس التركي الخناق على حزب الشعوب الديمقراطي أكبر الأحزاب الكردية في تركيا.

مشاركة :