رابح صقر.. الفنان الأكثر جرأة وغرابة وتشويقاً

  • 12/30/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن غريباً دخول الفنان السعودي رابح صقر لقائمة الأكثر مبيعاً عبر "الايتونز" ومصارعته نجوم العالم متفوقاً على كل الفنانين العرب ممن سبقوه التجربة ومن أتوا بعده، هذا التفوق الفني الذي أتى تدرجاً في مسيرته التي وصلت إلى "33" عاما تميزت كلها بالنجاح والتفرد، منذ دخوله ساحة الغناء، حيث كان حالة ورحلة استثنائية بين زملائه الفنانين. تلك الإشارة التي يصنعها هو كانت بمثابة بداية الانطلاقة والعلاقة الشخصية التي تربطه مع الموسيقى والجمهور في آن واحد، تمثلت في ألبوم "يانسيم الليل" الذي أعطى صورة ذهنية عن المبتكر الجديد الذي تمرس صغيراً في موروثات المنطقة وقدمها في خلاصة فكر جديد، هي نفس الحالة في ألبوم "أوجه المعنى" الذي يحتل مكانة عالمية مختلفة عن غيره، لم يكن نهاية المطاف والوصول إلى المبتغى أن ينتقل بموسيقاه إلى العالم، بل هناك اشياء ضمنها التأسيس العميق الذي أوجده رابح صقر في اكتسابه من الأرض الخصبة التي يهتم بها أكثر من غيره. يستمد هذا الشموخ الفني مع بداية مع تلك التجربة الأصيلة في ألبومه الأول "يا نسيم الليل" الذي سجل في الكويت وشَهِدَ ميلاد نجم سينقل الأغنية السعودية بكل تفاصيلها الموسيقية إلى عالم آخر. قال قبل ثمان سنوات خلال المؤتمر الصحفي الذي صادف احتفالية "25" عاما في عالم الفن، أنه في كل الأحوال له توجهات وطموح اكبر من أن يمثل الاغنية السعودية على نطاق "خليجي" هذه المنطقة الجغرافية يعتبرها أقل من طموحه، يريد أن يصل للعالمية, تلك الفترة كانت حصاد سنين وسنين في الفن رغم التوقف الذي دام سنوات، الا انه يكبر أكثر.!. قال عنه عبدالمجيد عبدالله في أول تعاون بينهما إنه "كمبيوتر" الأغنية، لم يلتفت أحداً لهذه المقولة، لكنها تثبت يوماً بعد يوم أنه رحلة تجديدية في الأنغام والتوزيع الموسيقى عندما نمت تلك الصورة في إطلالته الأولى. ألبوماته الأولى كانت تحمل فكراً غريباً عن زملائه، يتجلى من خلالها في تطوير الذات والقدرات الفنية التي يمتلكها مغترباً عن غيره في طرح أفكار مختلفة كألبوم "صابرين" وأغنية "أص" وآلبوم "مغرورة" وما تبعها من تطوير في التوزيع الاوبرالي والفنتازي والتصورات التي يبكرها بين الحين والاخر. يستلهم رابح صقر هذه القدرة في التوزيع لفهمه ان للإيقاع والزمن شيء عظيم في قيادة الأغنية، لذا كان ماهراً فيه وفي تركيباته، حتى استفاد منها بعد مشوار طويل في توزيع أعمال الفنانين الخليجيين والعرب، هناك كان الموزع الموسيقي الرئيسي للعديد من ألبومات شركة "فنون الجزيرة". كون رؤيا جديدة في التوزيع الحركي لأغنيته التي تبعها السواد الأعظم من الفنانين لكنهم لم ينجحوا كما ينجح حين انتقل من الأغنية التقليدية إلى الأغنية العصرية الأكثر إثارة ونشاطاً، ساهم ذلك في زهو عدة ألبومات مع الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر وعبادي الجوهر "طال السكوت" وعبدالمجيد عبدالله وألبومات كثيرة لراشد الماجد التي رافقت تواجد رابح صقر في فنون الجزيرة قبل التوقف الذي دام ستة أعوام تواجد خلالها الفنان رابح صقر في السوق السوداء للكاسيت بشكل مكثف ليبرز معالم فكره وطموحه. منّذ "2002م" تعتبر هذه الفترة الزمنية تحولاً في الانتقال الفكري للأغنية وتحولاً ايضاً في استمالة الذوق وجلبه لسماع ما يقدمه رابح صقر من موسيقى متحولة وتكنيك عالي، بدأت كما يريدها هو، - الفكرة والتوزيع - ليست في كسب أكثر المستمعين بل في فرض الفكر الجديد الذي يحمل طموحاً آخراً، اكتسبها خلال الخبرة في التوزيع الموسيقى الذي قال عنه المتخصصون انه الأقدر على نقل الأغنية الخليجية عالمياً، قد يظن الناس حينها أن إمكاناته وأفكاره الموسيقية واختلافه عن الغير في عناصر المفاجأة باللحن والتوزيع وقراءة المشهد الغنائي وما يطلبه الجمهور, هي ذات الصدفة المتغيرة التي اوجدته, لتثبت يوماً بعد يوم أنه الوقود الدائم للحركة الغنائية والمعادلة الأكثر جرأة وغرابة وتشويقا.!, مدللاً ذلك بتعاونات عدة كانت اواخرها تعاونه المميز مع نوال الكويتية في "هد بالك" والديو الشهير "كل مافي الأمر"، رابح صقر يثبت انه المحرك الدائم للحركة الغنائية ويجعل لها بهجة ورونقاً آخراً خلال كمّ من الألحان الوجدانية والتوزيع الموسيقي. الرؤية عن رابح صقر قد تختلف كثيراً عن غيره من الفنانين بعد مشوار من التنوع الكلاسيكي والفنتازي والطرب التي يحفهم بالتوزيع الموسيقي العصري لمواكبة الفكر التقني في الموسيقى ويعطى مكانة أخرى عالمية تخطت كل الفنانين العرب. رابح صقر ومن خلال تصدره أعلى المبيعات عبر "الايتونز" في العام "2015" ودخوله ضمن الفنانين الأكثر مبيعاً عالمياً والأول عربياً يعطي انطباعاً ان من يحمل طموحاً يريد أن يحققه فليعمل عليه ويكون لنفسه نموذجا رائعا وهدفا واضحاً "وأن لكل مجتهد - مبتكر- نصيب".

مشاركة :