تحذير أميركي وقلق أوروبي من "تقارب" روسي تركي لخرق العقوبات

  • 8/21/2022
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت واشنطن أنقرة من مغبة المشاركة في كسر العقوبات الغربية التي فرضتها أكثر من أربعين دولة على روسيا بسبب الحرب التي تشنها موسكو في أوكرانيا، في وقت أعرب فيه مسؤولون أوروبيون عن قلقهم إزاء التقارب الروسي التركي. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن والي أدييمو نائب وزيرة الخزانة أبلغ يونس إليطاش نائب وزير المالية التركي بأن كيانات وأفرادا من روسيا يحاولون استخدام تركيا  وأضافت الوزارة أن المسؤولين ناقشا أيضاً في اتصال هاتفي الجهود الجارية لتطبيق وإنفاذ العقوبات المفروضة على روسيا. وقالت وزارة المالية التركية، في بيانها عن المكالمة، إن إليطاش شدد على عمق العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تربط تركيا بكل من روسيا وأوكرانيا، لكنه أكد أيضا لأدييمو أن أنقرة لن تسمح بأي انتهاك للعقوبات. واتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان الجمعة، على تعزيز التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة، بعد لقاء عُقد بينهما في سوتشي الروسية على ضفاف البحر الأسود. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن "إليطاش أكد أن موقف تركيا لم يتغير فيما يتعلق بالإجراءات والعقوبات الحالية، لكنها لن تسمح بانتهاك العقوبات من جانب أي مؤسسة أو شخص". وأعلن الكرملين في بيان أن الرئيسين اتفقا على "تعزيز التبادلات التجارية" بين البلدين و"تحقيق التطلعات المشتركة في مجال الاقتصاد والطاقة". ودعا الرئيسان في بيانهما المشترك إلى "خطوات ملموسة" لتوطيد التعاون في مجالات النقل والزراعة والصناعة والمالية والسياحة. وأفادت صحيفة فايننشال تايمز أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي قلقون من التقارب الحاصل بين روسيا وتركيا، محذرين من أن "تتحول تركيا لمنصة تجارة لموسكو". وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأوروبيين وصفوا سلوك تركيا مع روسيا في هذا التوقيت بأنه "انتهازي للغاية"، مؤكدين أن الاتفاقات بشأن الطاقة والغذاء بين موسكو وأنقرة تثير القلق. واتفق بوتين وأردوغان في لقاء سوتشي على أن يتم دفع إمدادات الغاز الروسي إلى تركيا "جزئيا بالروبل". وشدد ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي على دور أنقرة في نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب ترك ستريم، وقال "يجب أن يكون الشركاء الأوروبيون ممتنين لتركيا لتأمينها نقل الغاز الروسي بدون توقف". وأشاد بـ "المرحلة الجديدة والفرص المستجدّة". ويحرص أردوغان على تنفيذ مشروع محطة نووية في أكويو بجنوب تركيا الذي ستقوم مجموعة روساتوم الروسية بتشييده. وأفادت مصادر دبلوماسية أن أنقرة شعرت بالحرج من إعلان موسكو الثلاثاء الماضي، توقيع اتفاقية جديدة تتيح لأنقرة اقتناء منظومة ثانية من صواريخ إس 400.  ونفت أنقرة ذلك، موضحة أن المنظومة الثانية تدخل ضمن الاتفاقية الأولى التي تشمل أساسا منظومتين، وسيتم نقل التكنولوجيا في المنظومة الثانية. وكشفت صحيفة واشنطن بوست أن روسيا تأمل في أن توافق تركيا على منحها قنوات جديدة تساعدها على تجنب القيود على قطاعات البنوك والطاقة والصناعة. وأضافت الصحيفة أن المخابرات الأوكرانية أطلعت على الاقتراح هذا الأسبوع، وكشفت أنه "يدعو حكومة أردوغان إلى السماح لروسيا بشراء حصص في مصافي النفط التركية ومحطات النفط والخزانات".  ويقول خبراء الاقتصاد إن من شأن هذه خطوة إن تساعد روسيا في إخفاء مصدر صادراتها بعدما يبدأ الحظر النفطي للاتحاد الأوروبي العام المقبل. وأفادت الصحيفة أيضا أن روسيا طلبت أن تسمح العديد من البنوك التركية المملوكة للدولة بفتح حسابات لأكبر البنوك الروسية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي كبير لم تكشف عن اسمه قوله إن "تركيا، من حيث المبدأ، تنضم حصريا إلى العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة"، مضيفا أن بلاده "لا تزال ملتزمة باستقلال أوكرانيا وسيادتها".

مشاركة :