وصف وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير مباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا بأنها كانت بنَّاءة ومثمرة وإيجابية. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره مولود تشويش أوغلو مساء أمس: إن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وكانت وجهات النظر متطابقة، كما نتج عنها رغبة من القائدَين في أن يُشكّل مجلس تعاون إستراتيجي رفيع المستوى بين البلدَين. وأضاف: إن مجلس التعاون الإستراتيجي بين البلدَين سيكون مهتمًا بأمور عديدة بما فيها المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعليم والشؤون الثقافية والطب وغيرها من المجالات، وسيدير المجلس وزيرا الخارجية في البلدَين بمشاركة مسؤولين من وزارات ومؤسسات وقطاعات أخرى. وأوضح الجبير أن المجلس يهدف إلى إيجاد نقلةٍ نوعيةٍ في العلاقات المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا تخدم مصالح البلدَين والشعبَين، وتُسهم في إيجاد الأمن والاستقرار والرخاء بإذن الله في المنطقة. ونوَّه بتطابق الرؤى بين البلدَين في مختلف القضايا السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة، مثمنًا الموقف التركي الداعم للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب. وأشار الجبير إلى أن محادثته مع نظيره التركي تطرَّقت إلى الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، بالإضافة إلى عملية السلام وأهمية إيجاد حل لانسحاب إسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وأضاف: كما بحثنا سُبل التصدي للإرهاب والتطرف في المنطقة، والتصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، إلى جانب بحث التعاون فيما يتعلق بالتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب. من جهته أكد وزير الخارجية التركي مولود تشويش أوغلو دعم بلاده لجهود المملكة، وتعاملها مع قضايا المنطقة على الصعيدَين السياسي والعسكري، مشددًا على مساندة تركيا الدائمة لجهود المملكة في محاربة الظلم باختلاف أشكاله، مشيرًا بذلك إلى التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية للحكومة اليمنية، إلى جانب الإسهام بفعالية كبيرة في إيجاد حل للأزمة السورية، مستشهدًا بالاجتماع الموسّع لفصائل المعارضة السورية الذي عُقِد بالرياض، معربًا عن تأييد بلاده للبيان الذي صدر عن الاجتماع. وقال: إن البيان يواكب موقف بلاده من الحرب في سوريا، الذي ينبغي أن يتوقف بالاحتكام إلى طاولة المفاوضات للخروج بحلول سلمية لمصلحة مستقبل سوريا، الذي يجب أن يكون خاليًا من بشار الأسد. ولفت أوغلو الانتباه إلى أن تركيا لا تبحث عن التوتر في علاقاتها مع أحد، مؤكدًا ترحيب بلاده ومد يدها لروسيا إذا كانت بالفعل تريد محاربة تنظيم داعش والقضاء عليه. ونوَّه وزير خارجية تركيا بالتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، الذي وصفه بأنه خطوة جادة وموفقة ضمن العمل الدولي لمواجهة الإرهاب ودحره ومحاربته، في مختلف الدول المتحالفة، مؤكدًا أن تركيا تدعم هذه الخطوة، وعازمة على المشاركة فيه بفعالية، بحيث يكون لها دور بارز وكبير، لاسيما أن هذا التحالف سيكون رادعًا للإرهاب الذي يُعدُّ شكلًا من أشكال الظلم الذي ترفضه الجمهورية التركية تمامًا وتسعى لمحاربته. وأثنى أوغلو في ختام تصريحه على المملكة العربية السعودية ومبادراتها الدائمة على مستوى العمل الإقليمي بشكلٍ عام، وفي سبيل تعزيز العلاقة مع بلاده على وجه الخصوص، مشددًا على حرص حكومة بلاده على إنجاح مشروع مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين البلدين الشقيقين، بحيث يصبح واقعًا معاشًا، لأن هذا المشروع سيزيد من ترابط البلدَين ويوثق ويضاعف العمل المشترك، على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، خصوصًا فيما يتعلق بالطاقة، ويُعزز التعاون في المجالات الصحية والثقافية والاجتماعية والسياحية.
مشاركة :