وحتى بعد ظهر الأحد، كانت فرق الدفاع المدني تواصل محاولتها الحفر بالجرارات والمعدات اليدوية لانتشال الاشخاص الذين لا يزالون عالقين في المكان. وذكر مصوّر من وكالة فرانس برس أن قوات أمنية ومن الجيش موجودة في المكان لدعم جهود الإنقاذ. ونجحت فرق الإنقاذ في انتشال ثلاثة أطفال حتى الآن من تحت الركام، وقالت إنهم "بصحة جيدة وتم نقلهم إلى المستشفى لمتابعة وضعهم الصحي". وأظهرت صور عناصر الدفاع المدني وهم يخرجون طفلاً من الأنقاض محملاً على حمّالة ووجهه وجسده مغطى بالتراب. وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني نؤاس صباح شاكر لفرانس برس إنه يتوّقع أنه "لا يزال هناك ستّة إلى ثمانية أشخاص عالقين"، تحت الركام، مؤكدا أن "عمليات الإخلاء ما زالت مستمرة حتى الآن" من جهته، أكد مدير إعلام الدفاع المدني عبد الرحمن جودت أن العمل "يتمّ بدقة متناهية للوصول إلى المصابين لأن أي خطأ قد يؤدي إلى انهيارات أخرى". وتوقّع أن يتمّ "حتى مساء اليوم مسح المنطقة المنهارة بدقة من خلال رفع الأنقاض والركام". ونقل عن شهود قولهم إنه "لا يزال هناك امرأتان ورجل وطفل" على الأقلّ محاصرون تحت الأنقاض. وقال باسم الخزعلي عمّ أحد العالقين تحت الركام، من الموقع لفرانس برس "ابن أخي مصوّر دخل إلى المرقد ليقوم بتصوير زوّار وحينها انهار الجبل من فوقهم وانهار السقف عليهم (...) وحينها جاءت الناس عليهم وجاءت الشرطة وفرق الإنقاذ ويقولون نحن تكلّمنا معهم ونسمعهم". ويضيف الرجل "أنا أخشى أن لا يؤدي هذا العمل إلى نتيجة نخاف أن يختنقوا وأن يصيبهم مكروه .... نريد أن نعرف ما السبب وماذا حصل ولماذا الجبل قريب إلى هذه الدرجة". "استنفار الجهود" كتب الرئيس العراقي برهم صالح معلّقاً على الحادثة "تلقينا بألم الحادث المفجع الذي تعرّض له أهلنا في انهيار طال مزار قطارة الإمام علي (عليه السلام) في كربلاء المقدسة". وأضاف "نشدّ على يد فرق الدفاع المدني البطلة والمتطوعين في انقاذ العالقين واسعافهم وضرورة استنفار الجهود لانقاذ باقي المُحاصرين". ووقعت الحادثة بعد ظهر السبت، عندما انهارت تلّة ترابية على مزار قطارة الإمام علي الواقع على بعد 25 كلم غرب مدينة كربلاء، وذلك بسبب "تشبّع الساتر الترابي الملاصق للمزار بالرطوبة"، كما أفادت مديرية الدفاع المدني وكالة الأنباء العراقية. وأوضح المتحدّث باسم الدفاع المدني لفرانس برس أن "كثباناً رملية وصخوراً انهارت بسبب الرطوبة العالية على مبنى المزار" الواقع على أرض منخفضة تحيط بها الرمال والصخور. وأضاف أن ذلك "تسبب بانهيار حوالى 30 بالمئة من مساحة المبنى الذي تقدر مساحته بمئة متر مربع". وقالت مديرية الدفاع المدني لوكالة الأنباء العراقية إن العمل كان متواصلاً طوال الليل. وذكرت أن فرقها تمكّنت من "إيصال الأكسجين ومياه الشرب والطعام للمحتجزين عبر اتمام عمل ثغرات في كومة الركام والكتل الخرسانية مع التواصل اللفظي المستمر لطمأنتهم". ويتوافد أعداد كبيرة من الزوار القادمين من مختلف محافظات العراق، باستمرار لزيارة القطارة التي تعد مقدسة لدى المسلمين الشيعة، لا سيّما خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويُعتقد أن الإمام علي ابن طالب قد مرّ من هناك خلال توجهه إلى معركة صفّين في العام 657 ميلادي ولذلك يحمل الموقع أهميّة كبيرة بالنسبة للمسلمين الشيعة. ويمتدّ موقع القطارة على مساحة تقدر بألف متر مربع ويضم قاعة تنبع من إحدى جدرانها الصخرية مياه.
مشاركة :