«الأسواق الشعبية».. سحر التراث وجاذبية المعاصرة

  • 12/30/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت الأسواق الشعبية الأسبوعية بمنطقة الباحة، مقصدًا لبعض عشاق الشراء الشعبي من زوّار المنطقة، وتشهد إقبالًا كثيفًا نظرًا لتنوع بضائعها وبساطة معروضاتها التي تمزج الماضي والحاضر وهو ما منحها ميزة تجعل الزوّار والسياح يهوون التسوُّق فيها. وتتخطى أسواق الباحة الشعبية 20 سوقًا، وتتخذ أسماءها من أيام الأسبوع مثل سوق الخميس في مدينة الباحة ووسط المخواة، وسوق الثلاثاء في قلوة إضافة إلى سوق الحجرة وسوق القرى يوم الأربعاء، وسوق السبت في بلجرشي وسوق يوم الجمعة في معشوقة وأسواق أخرى في القرى والهجر. وتتوفر في هذه الأسواق أنواع عديدة ومختلفة من السلع والمصنوعات الجلدية والمفروشات والأدوات الحرفية والخشبية والزراعية والعسل والسمن البلدي وتوجد أركان خاصة للنساء للبيع والشراء تختص بالمرأة مثل الأطياب والبخور والملابس وبعض الأوعية والتحف. الحبوب والتمور وتعد التمور سلعة رئيسة في الأسواق الأسبوعية حيث كانت تشترى من تربة وبيشة ومن قبل تجار المنطقة وتعرض طوال العام في الأسواق، إلى جانب الأقمشة والملابس المصنعة محليًا والبن واللوز والرمان والموز والعنب والمشمش والتفاح والخوخ والأدوات الزراعية المصنعة محليًا والأبقار والأغنام وغيرها. وتشكل الحبوب أحد أهم السلع الرئيسة في الأسواق كالقمح والذرة والدخن، كما أن بعضًا من أسواق منطقة الباحة كانت تمد مدن مكة وجدة والطائف بجزء من احتياجاتها من الحبوب وكان هناك تجار من المنطقة وغيرها يكتالون الحبوب وينقلونها عبر القوافل إلى هذه المدن. وكان البيع والشراء بشكل رئيس بعد صلاة الفجر من يوم انعقاد السوق وحتى العصر خاصة في الأسواق الرئيسة. وإخذ هذا في التغير مع تزايد السكان والمعروضات وتطور وسائل النقل والمواصلات، فبعض الأسواق لم يعد يضم كل الباعة في مكان واحد، وإنما أصبح هناك أماكن متباعدة نسبيًا ومتخصصة، فهناك مكان لبيع الأغنام والماشية ومكان لبيع الأعلاف ومكان آخر لبيع بضائع متنوعة. الوظيفة الإعلامية وكان للأسواق الأسبوعية وظيفة إعلامية بارزة، حيث إنه في ظل غياب وسائل الأعلام المختلفة وصعوبة التنقل عبر وسائل النقل التقليدية، كان يوم انعقاد السوق يتيح فرصة لتجمع أعداد كبيرة من الناس من قرى مختلفة ومتباعدة ويتيح مجالًا للسؤال عن الأحوال والأقرباء والأمطار وغيرها، كما كان السوق يستغل في تبليغ واستقبال رسائل شفهية عن زواج أو عودة أو مناسبة أو تحديد موعد لإجراء صلح بين أطراف مختلفة. ويتمنى كثير من الزوار والسياح تفعيل الأسواق في كل محافظة من أجل التزاور ومعرفة التراث ودعم السياحة، فالكثير من الزوار والمصطافين يبحثون عن التراث الشعبي من أجل الاقتناء ومعرفة ثقافة وتراث المنطقة. وتسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للحفاظ على التراث الوطني في المملكة وتنميته ليبقى مصدرًا للاعتزاز وموردًا ثقافيًا واقتصاديًا، ومن أبرز هذه المشروعات برنامج تطوير وإعادة تأهيل الأسواق الشعبية القائمة، وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية. المزيد من الصور :

مشاركة :