وفاة عبدالمقصود خوجة صاحب أشهر «اثنينية» ثقافية

  • 8/22/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انتقل، إلى رحمة الله تعالى، مساء أول أمس الأديب ورجل الأعمال عبدالمقصود خوجة، وذلك في أحد مستشفيات أمريكا عن عمر يناهز 86 عامًا، ويعد الراحل علامة فارقة في المشهد الثقافي بجدة على وجه الخصوص وفي المملكة عموما فقد اشتهرت «الاثنينية « التي أسسها منذ عقود طويلة وذاع صيتها على مستوى المملكة ومستوى العالم العربي، وكان الأدباء والمفكرون والصحفيون من داخل المملكة وخارجها، يحرصون على حضورها، وتم من خلالها تكريم 440 عالمًا ومفكرًا وأديبًا منذ تأسيسها. وشغل الفقيد العديد من المناصب الحكومية قبل أن يتجه إلى الأعمال الحرة. ومنحته رابطة الأدب الحديث بالقاهرة الزمالة الفخرية تقديراً لجهوده في رعاية الحركة الأدبية والفكرية في المملكة، وتم تكريم الاثنينية كمؤسسة ثقافية من قبل وزارة الإعلام في عام 2010م. ونعت هيئات وجهات حكومية الفقيد فقد نعته الموسوعة العالمية للأدب العربي «أدب» وقالت دعم الفكر والأدب عبر اثنينيته المشهورة، واحتفى من خلالها بأكثر من 452 مبدعًا. وقالت الموسوعة، في تغريدة عبر تويتر «رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. كما نعاه مجمع اللغة العربية بمكة عبر تغريدة له وقال المجمع «نعزي أولي العلم والأدب في وفاة الأديب ومكرّم الأدباء الشيخ عبدالمقصود خوجة». المثقفون ينعون الراحل خوجة «المدينة» استعرضت آراء بعض المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي الذين تأثروا كثيرا بوفاة الراحل، وعددوا مآثره، وكانت على النحو التالي: بداية يقول الكاتب إبراهيم الحازمي: الفقيد ولد في مكة المكرمة ووالده العلامة الأديب محمد سعيد خوجة ت١٣٦٠ هـ، والفقيد تعلم وتخرج من مدرسة الفلاح في مكة ثم أكمل دراسته في دمشق، ثم عاد إلى بلاده وتدرج في عدة وظائف حكومية في الديوان الملكي وفي الصحافة والنشر ثم الإذاعة، ثم استقال من العمل الحكومي عام ١٣٨٣هـ وطلب التقاعد المبكر، واتجه إلى الأعمال الحرة ثم بدأ بعد ذلك في تأسيس أقدم الصالونات الثقافية في السعودية عام ١٤٠٣هـ ويقام مساء كل اثنين في قصره يجدة ويجمع فيه رجال الفكر والعلم والدعوة والصحافة والأدب من داخل السعودية وخارجها ويقوم بتكريمهم، وقد نشر فعاليات الاثنينية في ٢٥ مجلدًا من عام ١٤٠٣ -١٤٣٣، وقد اطلعت عليها كاملة في مكتبة الملك فهد الوطنية، كما ساهم في نشر ٤٦ عنوانًا من الكتب في ٩٦ مجلدًا لكبار الأدباء والشعراء ، وتم رصد هذه الفعاليات في شبكة الإنترنت بموقع (الاثنينية) وهذا الأرشيف والموقع فيه الذكريات وحياة وصور الكثير من الأعلام وقد بلغ عدد المكرمين (465) مكرمًا فرحمه الله وقد جمع الله له بين المال والعمر المديد وبين نشر المعرفة وتكريم العلماء ورجال الأدب. متابع للحراك الثقافي رئيس أدبي الحدود الشمالية ماجد المطلق، يقول: فُجِع الوسط الأدبي والثقافي بوفاة الأديب عبدالمقصود خوجة صاحب الاثنينية الشهيرة.. والفقيد متابع أصيل للحراك الأدبي والثقافي ومستجداته، وأذكر أنه بعد أشهر من تأسيس النادي الأدبي في الحدود الشمالية عام 1429 وصلتنا دعوة كريمة منه رحمه الله لحضور الاثنينية وترشيح من يراه النادي مستحقًا للتكريم، وقد أمضى جل سنوات عمره مكرمًا للأدباء والمثقفين المبدعين؛ رافضًا أن يتم تكريمه على هذا العمل الجليل، وحان الوقت لتكريمه بعد رحيله. أبرز مثقفي العصر الحديث * الكاتب الدكتور عبدالله غريب ينعي الراحل بقوله: الراحل من أبرز المثقفين في العصر الحديث والقرن الذي مضى، مئة عام منذ ولادته وقد أفنى زهرة شبابه وجلّ عمره في خدمة الثقافة والأدب والفكر.. من خلال العديد من العضويات في الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية والعلمية والوطنية والراحل..واثنينية خوجة تعتبر من أبرز أيام المملكة الثقافية بل والعربية فمن خلال الاثنينية كرم الراحل المئات من المثقفين والمثقفات والأدباء وأصحاب الفكر الذين لهم إسهامات في خدمة الوطن والأجيال داخل المملكة وذاعت اثنينيته على المستوى الخارجي وعرفها المثقفون العرب من الماء إلى الماء.. ونتمنى أن تستمر هذه الاثنينه بعد وفاته يرحمه الله ولا تنقطع بوفاته كما نتمنى أن تخلد أعماله الأدبية ويخلد اسمه على إحدى المؤسسات الثقافية في جدة أو مكة نظير ما قدم وليتأسى به من بعده من البارزين من رجال المال والأعمال. شخوص ونصوص الاثنينية * أما الكاتب والأديب إبراهيم التركي فيقول: الراحل عبدالمقصود خوجة ما نزال نرجع إلى تسجيلات اثنينيته لنتعرّف على شخوصٍ ونصوص، وندنو من أعلامٍ وحكايات امتد الاحتفاء بهم وبها ثلث قرن ووفر لها صاحبها منتدىً رقميًا ومجلداتٍ مطبوعة فصارت أحد مصادر البحث والتوثيق. تضاءل نشاط الاثنينية في العامين الأخيرين لتوعك صاحبها عبدالمقصود خوجة -يرحمه الله- أن لو شهدنا احتفاءً كبيرًا يليق به ويتجاوز العابرَ الذي يجري مراسميًا ضمن آخرين، لكن الأوان لم يفت؛ فلعل ناديي مكة وجدة الثقافيين يتبنيان ندوة علمية إعلامية حوله؛ فدوره نادرٌ وأثره ممتدٌ لا يقف عند البرنامج الخطابي، بل يتبعه بإهداء الضيف قطعة من كسوة الكعبة المشرفة صار الأكثرون يعلقونها في مداخل منازلهم عدا توفير مادة تلك الليلة لمن يبحث عنها قراءةً وسماعًا ومشاهدة. الفقيد يحتفي بالجميع * ويقول الكاتب والشاعر صالح جريبيع : ما يلفت النظر في شخصيته -رحمه الله- احتفاؤه بالجميع صغاراً كانوا أو كباراً والحديث مع الجميع والتباسط معهم وإشعارهم بأهميتهم لديه وصداقته لهم .. ورغم أن الاثنينية أصبحت أشبه بمنتدى مستقل ذي كيان أدبي وعلمي وشخصية اعتبارية تعتقد على مدار العام كل اثنين سواءً في حضوره أو غيابه إلا أن عبدالمقصود لا ينسى أن يعاملك هو وأبناؤه كضيوف داخل بيتهم ويرون أن من واجبهم الترحيب بك وإكرامك. عاشق للثقافة والنون وأخيرًا يقول رئيس فنون جدة محمد آل صبيح: الأديب ورجل المال والأعمال الراحل عبدالمقصود خوجة كان عاشقاً للثقافة والفنون جعل من بيته وجهة ثقافية عبر اثنينيته الشهيرة التي استضافت كبار المثقفين والأدباء والشخصيات المجتمعية على مختلف المشارب والتوجهات وكانت الاثنينية بمثابة المنارة التي تهتدي بها وإليها السفن وكان فعلها الثقافي وقودًا ساهم في دفع مسيرة الحراك الثقافي وبث الطاقة في جسدها في تلك المرحلة. المغردون يتفاعلون ويعددون آثار الفقيد وتفاعل عدد من المغردين على «تويتر» مع خبر وفاة الفقيد، عادين أثره الثقافي الكبير في المجتمع السعودي.. * الدكتور هاشم عبده هاشم : «بوفاة الاستاذ الكبير عبدالمقصود خوجه الليله في أمريكا حيث كان هناك في رحلة علاجية فإن الوطن والأمة يفقدون رمزًا ثقافيًا رفيعًا ساهم في نشر المعرفة الإنسانية في كل أصقاع الدنيا وجعل من اثنينيته الشهيرة ملتقى لقمم الأدب والثقافة والمعرفة ورموز الأوطان، عليه رحمة الله ورضوانه». *الدكتور أحمد قران: فقدت الساحة الثقافية والاجتماعية شخصية بارزة صاحب صالون الاثنينية الشهيرالذي كرم من خلاله رموز العلم والثقافة والأدب محليًا وعربيًا كان الصالون مفتوحًا للجميع والشيخ يستقبل الحضور مرحبًا بشوشًا كريمًا رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته * رئيس أدبي جده الدكتور عبدالله السلمي يقول: رحم الله الراحل صاحب الاثنينية (أشهر منتدى ثقافي بالمملكة) ‫عبدالمقصود خوجه ‏كرّم مئات الشخصيات الإعلامية والعلمية والسياسية، والثقافية، والفكريّة، والأدبية.. بفقده فقدنا علمًا من أعلام الوطن، غفر الله له..

مشاركة :