الإمارات تعيد سفيرها لدى إيران خلال الأيام القادمة

  • 8/21/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي - يستأنف سفير دولة الإمارات لدى إيران سيف محمد الزعابي مهامه خلال الأيام القليلة القادمة، وفق بيان صدر اليوم الأحد عن وزارة الخارجية الإماراتية، في خطوة تأتي بعد مباحثات بين طهران وأبوظبي وضمن مقاربة إماراتية تقوم على سياسة تسفير المشاكل وتعزيز جهود الأمن والاستقرار في المنطقة. وقالت الخارجية الإماراتية إن القرار جاء في إطار حرص القيادة بدولة الإمارات "على تعزيز علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتنفيذا لقرارها السابق في رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى درجة سفير". وكانت دولة الإمارات قد خفضت من مستوى تمثيلها الدبلوماسي في إيران على إثر القطيعة الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية والمملكة السعودية في 2016 احتجاجا على قيام متظاهرين إيرانيين باقتحام السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد ومحاولة إحراقهما احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي تمر النمر بعد إدانته في قضايا إرهاب. وأبقت الإمارات على علاقات اقتصادية مع إيران، وسعى البلدان في الأشهر الأخيرة إلى الانخراط في حوار لحلحلة المسائل الثنائية العالقة، وجرى تبادل زيارات. وتقيم السعودية بدورها محادثات مع خصمها اللدود إيران. ويأتي إعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية بين إيران والإمارات بعد لقاءات ثنائية رفيعة المستوى ومباحثات هاتفية بين وزيري خارجية البلدين. وفي يوليو/تموز الماضي ناقش وزيرا الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والإيراني حسين أمير عبداللهيان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين. وقالت الوكالة الأنباء الإماراتية حينها إن الشيخ عبدالله تلقى اتصالا هاتفيا من أمير عبداللهيان جرى خلاله "بحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وسبل دفعها إلى الأمام وتعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين". وأشار الشيخ عبدالله بن زايد إلى "حرص دولة الإمارات على تعزيز أمن واستقرار المنطقة وتلبية تطلعات شعوبها إلى التنمية والازدهار ودعمها لكافة الجهود المبذولة في هذا الصدد". من جهتها، أشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أنّ عبداللهيان أشاد في الاتصال الذي جرى مع نظيره الإماراتي بـ"النظرة الإيجابية لكبار المسؤولين في البلدين حول العلاقات الثنائية". وفي وقت سابق من يوليو/تموز الماضي، قال أنور قرقاش مستشار رئيس الإمارات إنّ بلاده تدرس إعادة سفيرها إلى إيران، داعيا إلى التعاون الاقتصادي الإقليمي كوسيلة لتخفيف التوترات السياسية. وقال قرقاش لصحافيين حينها "لا يمكن أن يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي. في العقد الجديد، كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي المفتاح"، مضيفا أن الإمارات "ليست طرفا في أي محور في المنطقة ضد إيران". وتابع أن "الاقتصاد أحد الأدوات لخلق ثقة متبادلة أكبر في المنطقة. علينا أن نستخدم الاقتصاد في مختلف المجالات للدفع نحو خفض تصعيد سياسي كبير". وسبق أن قالت الإمارات إن دول الخليج يجب أن تشارك في "الدبلوماسية الجماعية" للتوصل إلى اتفاق مع إيران التي تتعثر محادثاتها مع القوى الغربية بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وفي خطوة سابقة لكل هذا الحراك الدبلوماسي زار مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في ديسمبر/كانون الأول 2021 العاصمة الإيرانية تلبية لدعوة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني وكانت الزيارة الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ قطع العلاقات الإيرانية السعودية في عام 2016. وفي منتصف الشهر الحالي عينت الكويت سفيرا لها لدى إيران، بعد أكثر من ست سنوات من استدعاء الكويت كبير مبعوثيها إلى طهران تضامنا مع السعودية التي قطعت العلاقات مع الجمهورية الإسلامية في عام 2016. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية على موقعها على الإنترنت إن السفير بدر عبدالله المنيخ سلم أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران وأكدت وزارة الخارجية الكويتية تعيين منيخ مبعوثا لإيران. ولدى طهران سفير بالفعل في الكويت. وتأتي خطوة الإمارات الدبلوماسية وقبلها الكويتية فيما تجري السعودية وإيران محادثات برعاية عراقية من أجل إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ العام 2016. واستدعت الكويت مبعوثها إلى إيران فيما خفضت دول خليجية عربية أخرى مستوى العلاقات مع الجمهورية الإسلامية تضامنا مع الرياض. وحافظت الكويت على علاقات جيدة نسبيا مع طهران في ظل سياسة خارجية تعمل على توازن العلاقات مع جيرانها الأكبر. ولا تزال المحادثات بين الخصمين الإقليميين (طهران والرياض) تراوح مكانها وهي في مرحلة الاستكشاف، لكن تصدر عن الطرفين من حين إلى آخر تأكيدات بأنها "ايجابية". وبدأت السعودية محادثات مباشرة مع إيران العام الماضي. وقال وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان إنه تم إحراز بعض التقدم في خمس جولات من المحادثات التي عُقدت بوساطة عراقية لكنه "ليس كافيا". وأجرى البلدان خمس جولات من الحوار في بغداد بدءا من العام الماضي. وأقيمت الجولة الأخيرة في أبريل/نيسان وحضرها مسؤولون في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئاسة الاستخبارات السعودية، وفق تقارير صحافية. وفي يوليو/تموز الماضي أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن لقاء علنيا سيعقد في بغداد بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني، في ضوء المفاوضات التي أجراها البلدان في العاصمة العراقية خلال العام الماضي، وذلك في مقابلة تلفزيونية مع قناة كردية. وفي عام 2020 أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي خطوة نددت بها طهران. ورغم ذلك تبادل المسؤولون الإماراتيون والإيرانيون الزيارات منذ ذلك الحين.

مشاركة :