أثارت صور أظهرت الفنّان اللبناني راغب علامة بضيافة سفير العراق في الأردن وزوجته جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق تحت شعار “حضن راغب علامة”، خاصة أن البلد يعيش أزمة سياسية واجتماعية خانقة، ووصل الأمر ببغداد إلى استدعاء سفيرها من الأردن. وعلّق كثر على المفارقة المتعلّقة بسوء الوضع الاجتماعي والسياسي في العراق الذي يعاني سكّانه من البطالة والفقر ونقص الخدمات، في مقابل رفاهية يرون أن الطبقة السياسية تتمتّع بها. واعتبر ناشطون عبر مواقع التواصل أن الصور “غير لائقة” بشخصية دبلوماسية، بينما انتقد البعض في المقابل الهجوم الذي تعرّضت له زوجة السفير إثر تلك الصور في مجتمع لا يزال محافظا إلى حدّ كبير. ونشر الفنان اللبناني علامة الجمعة على حسابه على تويتر صورا جمعته مع السفير وزوجته. وكتب: وسخر مغرد من الصور: @DktwrAlms اشو الجماعة يتكلمون عن الحضن العربي وتاليتها (آخرتها) يطلع حضن راغب علامة. وتساءل آخر: وعلّق مغرّد باسم “مسافرٌ زاده العراق” بالقول “رسالة مفتوحة إلى راغب علامة، العراقيون يقتلون، والآلاف منهم ينامون عراة في مخيمات في هذا الحر، ولا توجد حكومة أو قانون. هل سألت السفير من يتحمل مصاريف الاستضافة الكريمة والرائعة؟”. وقال الإعلامي عوض العبدان: كما تعرّض البعض لزوجة السفير بكلمات نابية وشتائم بسبب ظهورها في الصور قريبة جدا من راغب علامة. وغرد الإعلامي علي الجابري: وطالب عضو مجلس النواب العراقي حسن الأسدي بإقالة السفير حيدر العذاري ومحاكمته لانتهاكه الدستور والقانون النافذ والقيم الوطنية. وقال الأسدي في تصريح إنّ “وسائل التواصل نشرت صورا خادشة للحياء ومنتهكة للآداب والقيم الأخلاقية التي يجمع العراقيون على رعايتها والالتزام بمضامينها”. وتابع أنّها “أظهرت زوجة سفير العراق في الأردن مع مطرب في وضع مخز يتنافى مع القيم والأخلاق والدستور العراقي وثقافة المجتمع العراقي المسلم وأعرافه”. كما وجّه التيار الصدري انتقادا لاذعا إلى سفير العراق لدى الأردن. لكن النائب السابق مشعان الجبوري اعتبر الهجوم على السفير بالأساس موجهاً ضد النظام السياسي ككل. ودافع مغردون عن السفير في المقابل. وتساءلت ناشطة: وكتب حساب: @rec_tuber أغلب الي ينتقدون الطعن بالأعراض طعنوا بعرضها… سووها متحرشة وسووه أبو كرون شكد منافقين لعد وشكد تتشابهون! #السفير_العراقي. وأعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان في وقت متأخّر السبت أنها استدعت سفيرها في الأردن إلى بغداد، بعد أن قالت في وقت سابق إنها تتابع “باهتمام ما تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من صور تُعنى بسفير جمهورية العراق في المملكة الأردنية الهاشمية”. وأضافت أنها “ستتخذ الإجراءات المناسبة بهذا الشأن وبأسرع وقت وبما يعزّز قيم الدبلوماسية العراقية”. ويذكر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها الخارجية العراقية وتصدر بيانات، فقبل أسابيع قامت بنقل السفير العراقي في لبنان حيدر شياع البراك إلى بغداد، بعد ما أثار جدلا كبيرا بظهوره بمقطع فيديو وهو يحمل قذيفة “آر.بي.جي” ويتوسط مجموعة من المسلحين أثناء زيارته لقرية لبنانية، ومن ثم أطلق قذيفة قال في ما بعد إنه يستخدمها للصيد. ويعاني العراق من أزمة سياسية واقتصادية حادة. وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب في العراق نحو 35 في المئة، وفق تقرير لمنظمة العمل الدولية في 2021، فيما حلّ العراق في المرتبة 157 (من أصل 180 دولة) في ترتيب البلدان الأكثر فسادا، بحسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية. ودافع إعلامي عن الفنان اللبناني: وغردت إعلامية لبنانية: @MariamAlbassam ما هو تعريفكم لصور “غير لائقة”؟ نكسة دبلوماسية وسحب سفراء وربما قطع علاقات ما بعرف مين.. كله بسبب صورة عادية يتم التقاطها مع فنان محبوب؟ طب ليه كده؟ وأين الواقعة الإجرامية في هذه المضبطة الجنائية؟ على هذا المعدل: كل سفير يداري على عيالو، ويغني لزوجته: يا ريت فيي خبيها. واعتبر آخرون أن القضية حرفت الأنظار حول عدة قضايا أهم في العراق. وكتب معلق في هذا السياق: وتتفاعل على مواقع التواصل في العراق قضية الفيديو المسرب لوزير الصناعة السابق صالح الجبوري وهو يؤدي القسم بالولاء لرئيس حزبه أحمد الجبوري، وأن يقوم بتنفيذ توجيهاته حرفيا بإدارة الوزارة، وبكل إخلاص، ما أثار موجة انتقادات واسعة لكيفية إدارة مؤسسات الدولة.