قال أقوى زعيمين في ألمانيا إن البلاد قد لا تتمكن من استبدال جميع وارداتها من الغاز الطبيعي الروسي هذا الشتاء، وإنها قد تضطر للجوء إلى الطاقة النووية لسد جزء من الفجوة التي خلفها تراجع الواردات الروسية. تمر أوروبا بأسوأ أزمة طاقة منذ عقود، ما أدى إلى زيادة التضخم ووضع الدول على شفا الركود. يجبر ذلك السياسيين على النظر في جميع البدائل المتاحة، بما في ذلك تقنية الطاقة النووية التي كانت ألمانيا قد قررت استبعادها إلى الأبد بحلول نهاية العام. أكد كل من المستشار أولاف شولتس ووزير الاقتصاد روبرت هابيك في حديثهما خلال يوم الحكومة المفتوح في برلين، الأحد، أنه على الرغم من وجود خيار لتمديد عمر المفاعلات الثلاثة الأخيرة في البلاد إلى ما بعد ديسمبر، إلا أن ذلك الخيار لا يزال قيد الدراسة فقط بسبب المخاوف المتزايدة من أن أكبر اقتصادات أوروبا لن يكون قادراً على استبدال إمدادات الغاز الطبيعي الروسية المتضائلة. لا تعد تلك المرة الأولى التي تناقش فيها الحكومة الألمانية إمكانية الاعتماد على الطاقة النووية لفترة أطول مما هو مخطط لها، غير أن مثل هذه التعليقات تزداد قوةً بصورة تدريجية. في الوقت نفسه، قال "هابيك" إن هذه التقنية لا تشكل أرخص الخيارات المتاحة لألمانيا، ولا أكثرها أماناً. أما "شولتس"، فسلط الضوء على مشكلات الصيانة والإصلاح في فرنسا كتذكير بالمشاكل التي تواجهها المحطات القديمة. قال "شولتس": "ما يقلقني هو أنه ما من إجابة جاهزة للسؤال المتعلق بما سيحدث عند نفاد الغاز. إذا اتخذنا قراراً بإبقاء المحطات النووية قيد التشغيل لضمان عدم معانتنا من مشكلة هذا الشتاء، فإن المحطات ستسهم بقدر ضئيل فقط في التغلب على التحدي الذي نواجهه، لأن الأمر يتعلق بإنتاج الكهرباء دون غيرها". تبدي شركة "إي. أون" انفتاحا على المحادثات حول إطالة عمر محطتها النووية بألمانيا. وقال مشغلو المحطات النووية الألمانية، بما في ذلك "إي. أون" (EON) و"آر دبليو إي" (RWE AG)، إنهم منفتحون على مناقشة مثل هذا الخيار مع المشرعين، لكنهم شددوا على الحاجة إلى اتخاذ قرار سريع. ذكر "شولتس" أن دراسة حول أمن الإمدادات، من شأنها أن تساعد ألمانيا في اتخاذ قرار بشأن المحطات النووية، ستكون متاحة بحلول نهاية الشهر الجاري أو أوائل سبتمبر. على النقيض من ذلك، كان وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أكثر تفاؤلاً بشأن احتمال تمديد عمل المفاعلات بصورة مؤقتة، حيث قال في اليوم المفتوح: "هناك الكثير الذي يمكن قوله لاستخدام محطات الطاقة النووية الثلاث التي لدينا". على المدى القصير، سيُحدث خفض الطلب على منتجات الطاقة الفارق الأكبر بالنسبة لألمانيا وجميع الدول الأخرى التي تتحول عن الإمدادات الروسية. كانت ألمانيا حثت مواطنيها على خفض استهلاكهم، وفرضت ضريبة على استخدام الغاز في الأسبوع الماضي، كما تسعى إلى إعادة محطات توليد الطاقة بالفحم التي أخرجتها من النظام، فضلاً عن استثمارها في البنية التحتية لاستيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال. بلغ معدل امتلاء مخازن الغاز 78%، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن "الوكالة الاتحادية للشبكات"، الجهة المنظمة لصناعة الطاقة في ألمانيا. قال "هابيك": "لا يوجد سيناريو ينفد فيه الغاز كليةً، لكن هناك سيناريو لا يوجد فيه ما يكفي من الغاز قيد التخزين، فضلاً عن عدم توافر الأشكال الأخرى من الإمدادات كما كانت في السابق. لكن السؤال هو ما حجم الخلل في أسوأ السيناريوهات. هناك فجوة وهذا هو السؤال الحقيقي".
مشاركة :