القدس - حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الاثنين حزب الله اللبناني من أن أي هجوم على حقل الغاز البحري الحدودي كاريش قد يؤدي إلى حرب، في تهديد متبادل مع الجماعة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران والتي سبق لأمينها العام حسن نصرالله أن لوح بالتصعيد في حال لم ينل لبنان حقوقه البحرية. وتأتي تهديدات غانتس بعد إعلان القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي في حوار نشر على الموقع الرسمي لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، أن حزب الله اكتسب خبرة قتالية كبيرة من خلال مشاركته في الحرب السورية دعما للنظام السوري وانه بات قادرا على إدارة معركة برية لوحده والخروج منها منتصرا، مشيرا كذلك إلى قدرات الحزب الصاروخية. وسبق للجيش الإسرائيلي أن أعلن أنه أسقط طائرات مسيرة تابعة لحزب الله فوق حقل كاريش وحذر من أنه سيرد على أي تصعيد في المنطقة. وجاءت تصريحات غانتس فيما تخوض إسرائيل ولبنان مفاوضات لترسيم الحدود البحرية منذ مدة برعاية أميركية، لكن المفاوضات تبدو متعثرة ولم تسفر عن نتائج تذكر حتى الآن لكنها تفتح الباب لمسار طويل من التجاذبات والاشتراطات. وتصاعد التوتر بين الجانبين في يونيو/حزيران بعدما قامت إسرائيل باستقدام سفينة إنتاج وتخزين تابعة لشركة "إنرجيان" ومقرها لندن، للعمل على استخراج الغاز من حقل 'كاريش' الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها. وقوبلت الخطوة الإسرائيلية حينها بتهديدات من حزب الله. وفي الثاني من يوليو/تموز قالت إسرائيل إنها اعترضت ثلاث مسيّرات تابعة لحزب الله اللبناني كانت متّجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط. وقال غانتس الاثنين إن عمليات استخراج الغاز ستبدأ "عندما يكون الحقل جاهزا للإنتاج"، مشددا على أن حقل كاريش يقع ضمن المياه الإقليمية للدولة العبرية. وصرّح وزير الدفاع لإذاعة "103 إف إم" قائلا إن "دولة إسرائيل على استعداد لحماية مقدراتها والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بوساطة أميركية بشأن حقل صيدون" وهو حقل غاز آخر يعرف في لبنان باسم "حقل قانا". وأضاف "أعتقد أنه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل، واحد من جانبنا والآخر من جانبهم (لبنان)"ن معبرا عن أمله في "أن لا نضطر إلى خوض جولة أخرى من المواجهات قبل ذلك الوقت". وفي معرض رده على سؤال حول احتمال نشوب حرب في حال شن حزب الله هجوما على حقل غاز إسرائيلي رد غانتس "نعم قد يؤدي ذلك إلى رد فعل". وأكد الوزير على أن ذلك قد يؤدي إلى "قتال لعدة أيام وإلى حملة عسكرية، نحن أقوياء ومستعدون لهذا السيناريو لكننا لا نريد ذلك". ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميا. وفي العام 2006 خاض حزب الله الذي يتمتع بنفوذ سياسي كبير في لبنان، حربا دامية ضد إسرائيل استمرت 33 يوما. واستأنفت إسرائيل ولبنان المفاوضات على الحدود البحرية في العام 2020 وتوقفت لاحقا قبل العودة إليها في يونيو/حزيران. وركزت النقاشات الأولية على منطقة تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعة متنازع عليها وذلك وفقا لمطالب لبنان التي سجلت لدى الأمم المتحدة في العام 2011. ولاحقا طلب لبنان توسيع المنطقة إلى 1430 كيلومترا مربعة بحيث تشمل حقل كاريش الذي تعتبره إسرائيل ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة.