الممثلة الأكثر شعبية في فرنسا في دور مطربة تشتهر بالنشاز

  • 12/30/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يندر أن تنال فنانة تجاوزت الأربعين كل الفرص والعروض التي تنهمر على كاثرين فرو، الممثلة ذات العينين الضاحكتين التي يوحي وجهها بالراحة والأُلفة. إنها لم تعد شابة، لكنها تمتلك طاقة داخلية تفيض خارجًا. وهي ليست ساحرة الحسن، لكنها تبدو للجمهور أجمل من كثير من الشقراوات اللواتي يشبهن الدمية «باربي» في رشاقتهن الخرافية وملامحهن المرسومة بالسنتيمتر والبركال. افتقد الجمهور كاثرين فرو لأنها لم تطل من على الشاشة الكبيرة منذ بداية السنة. ثم عادت فجأة من أكثر من منبر، أولها فيلم «مارغريت» الذي حرصت على التفرغ للاستعداد له طوال سنتين، رافضة أدوارًا كثيرة إلى جانبه. وهي تعترف بأنها تحب أُسلوب كاتب السيناريو إكزافييه جيانولي، وقد طلبت منه لو يفكر فيها في حال كتب دورًا لامرأة تراوح بين الشباب والكهولة. وهكذا عرض عليها دور مارغريت، البطلة التي تعيش بين الحلم والواقع ومع شخصيات ظريفة وحية وفي عالم يتقلب بين الأوهام والأكاذيب. إنها مغنية تتمسك بالفن رغم إدراكها أنها لا تملك موهبة موسيقية. فالفن بالنسبة لها هو تعويض عن فراغ عاطفي كبير. ثم إن فرو تتجلى حين تكون هناك لمسة من الشاعرية في الدور. فشخصية مارغريت تقوم على شيء من عدم الإحساس المقترن بالعبقرية. وهو دور يناسب الممثلة التي تعشق تقمص النساء العاديات اللواتي يكبرن من دون وعي منهن. كانت كاثرين فرو مشغولة بتأدية دورها في مسرحية «الأيام الجميلة» لصامويل بيكيت حين عُرضت عليها بطولة هذا الفيلم. وهي قد استعدت له بقراءة قصة حياة فلورنس فوستر جنكينز، السيدة الأميركية الثرية التي تتوهم نفسها مغنية كبيرة. وهي الشخصية التي ألهمت كاتب السيناريو عندما رسم ملامح مارغريت. لكن أصعب ما قامت به الممثلة هو ساعات الاستماع الطويلة لغناء جنكينز لكي تتمكن من التمييز بين الأداء الجيد والسيئ. ورغم النشاز، فإن المغنية كانت قادرة على إثارة إعجاب المستمعين ونقلهم إلى آفاق غير واقعية. إن البطلة غير موهوبة لكنها تملك روحًا عذبة وشاعرية. وقد تمرنت فرو على تأدية الأغنيات بمجرد تحريك الشفتين بينما كان الصوت لمغنية محترفة تمرنت على النشاز من دون الوقوع في فخ الابتذال والتحول إلى مهرجة. ورغم أن الصوت لم يكن صوتها الحقيقي فقد كان عليها العمل مع معلم غناء لكي تجيد وقفة المطربات وطريقة الشهيق والزفير أثناء الغناء وتضبط الإيقاع أثناء «البلاي باك». في الفيلم، تتبنى مارغريت مغنية مبتدئة وتضعها تحت حمايتها. أما في الحياة اليومية فإن كاثرين فرو تتمنى لو كان لها الوقت الكافي لإعطاء دروس في التمثيل للشابات المبتدئات في الفن. وهي ترى أن ذلك أقل واجب يترتب عليها لنقل خبراتها للجيل الجديد، هي التي سمحت لها الفرص بالعمل مع أساتذة كبار في الفنون الدرامية. نزل الفيلم إلى الشاشة قبل نهاية العام وحقق إقبالا كبيرا. إن الفرنسيين يحبون شخصية كاثرين فرو البسيطة والجذابة. وفي الوقت نفسه سيراها جمهور التلفزيون في فيلم تعرضه القناة الثانية، بعنوان «القاتلة الحرباء». وبعد ذلك يمكن لجمهور المسرح أن يراها في الصيف المقبل وهي تؤدي دورًا في «زهر الصبار» مع المخرج ميشال فو. وهي مسرحية شهيرة تجمع بين الحب والكوميديا، سبق أن جرى تقديمها على مسارح «برودواي» في الولايات المتحدة وأدت الدور لورين باكال. كما نقلت للسينما وقامت ببطولتها غولدي هاون.

مشاركة :