ضعف حاسة الشم يفقد الإنسان قدرا من الإدراك العاطفي

  • 8/22/2022
  • 22:32
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعد الفقدان المؤقت للقدرة على شم الروائح أحد الآثار الجانبية الشائعة للإصابة بكورونا. ولا تقتصر تداعيات الأمر على عدم التمكن أحيانا من تجنب بعض المخاطر - مثل عدم شم دخان حريق أو تسرب غاز أو حتى رائحة طعام فاسد - فالأنف له دور أيضا في العالم العاطفي. يقول طبيب الأعصاب الألماني بيتر بيرليت، "إذا ضعفت حاسة الشم، يفقد الشخص قدرا كبيرا من الإدراك العاطفي"، مضيفا أن للأمر أيضا تداعيات مسببة للاكتئاب، بحسب "الألمانية". ويضيف بيرليت، الذي يشغل منصب الأمين العام للجمعية الألمانية لطب الأعصاب، "في حالة الإصابة بعدوى كورونا يفقد نحو 40 في المائة من المصابين حاسة الشم في مرحلة مبكرة، لكن بالنسبة إلى معظمهم تعود الحاسة في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع. يضطر نحو 15 في المائة من المصابين إلى التعامل مع فقدان حاسة الشم لفترة أطول". وفي حال الإصابة بالمتحور أوميكرون تتأثر حاسة الشم بشكل أقل مقارنة ببعض المتحورات السابقة. ويؤدي فقدان حاسة الشم - من بين أمور أخرى - إلى اضطراب في النظام الغذائي، فإذا فقد شخص حاسة الشم لن يتذوق الطعام وربما لا يستطيع الطهي على نحو سليم، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى فقدان الشهية. يتابع بيرليت، "غالبا ما يتم التقليل من شأن حاسة الشم... يقول كثيرون إنه من الأفضل أن تفقد حاسة الشم لديك بدلا من أن تصاب بالعمى أو الصمم، لكن حاسة الشم تلعب دورا رئيسا في عديد من الأمور، فهي ترتبط في الدماغ بالجهاز النطاقي المسؤول عن العواطف بشكل أوثق بكثير من الحواس الأخرى". الخوف والتوتر والإحباط - كل هذا يجعل الجسم ينتج جزيئات يمكن اكتشافها في عرق الإبط ويمكن للآخرين إدراكها، لكن التركيز مع هذه الأمور يكون ضعيفا للغاية لدرجة أنها تمر في الأغلب دون وعي. يقول توماس هوميل، رئيس مركز "الشم والتذوق" متعدد التخصصات في مستشفى جامعة دريسدن، "يتواصل الناس بشكل صحيح من خلال العطور والروائح... عندما يلتقط شخص عدوى، تتغير رائحة جسمه. وعندما تتغير الحالة المزاجية - سواء بالخوف أو الفرح، يتضح ذلك أيضا في رائحة الجسم. على سبيل المثال، يمكنني أن أشم رائحة لدى زوجتي عندما تكون متوترة". ولم يستطع الطبيب والخبير الصيدلاني أن يقول ما طبيعة مثل هذه الرائحة، لكنه أضاف، "إنها ليست رائحة تقفز إلى أنفك. أنت تدرك ذلك بشكل لا شعوري".

مشاركة :