حدد الخبراء كمية الملح التي يحتاج إليها الفرد للمساعدة في التقليل من خطر الإصابة بنوبة قلبية مميتة. ووفقا لبحث حديث نُشر في “بي أم جي نترشين بريفنشن أند هيلث”، فإن مجرد خفض متواضع جدا من تناول الملح يوميا يمكن أن يقي بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. ومن المعروف أن الملح يرفع ضغط الدم ويمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا بما لا يزيد عن 6 غرامات من الملح يوميا، وهو ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح، وهذا يشمل الملح الموجود في الأطعمة الجاهزة والمطهية. وبحسب الدراسة تحتل الصين المرتبة الأولى من ناحية استهلاك الفرد للملح؛ إذ يستهلك الشخص الواحد 11 غراما يوميا، ومن خلال تحليل حجم السكان وتناول الملح وأمراض القلب اكتشف العلماء أن التقليل من تناول الملح بمقدار 1 غرام فقط في اليوم يمكن أن يمنع أكثر من تسعة ملايين نوبة قلبية وسكتة دماغية في الصين. وقال الباحثون، من مجموعة حملات “أكشن أون سالت”، إن تقليل تناول الملح بمقدار 1 غرام يمكن أن يمنع أيضا أكثر من أربعة ملايين حالة وفاة في البلاد في غضون ثماني سنوات. وعلى الرغم من أن البريطانيين لا يستهلكون الكثير من الملح مثل الصينيين، إلا أن الدراسة تشير إلى أن التقليل من الملح مفيد لصحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام وليس في الصين فقط. خبراء الصحة يوصون بما لا يزيد عن 6 غرامات من الملح يوميا، وهو ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح وقال جراهام ماكجريجور، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة كوين ماري بلندن ورئيس منظمة “أكشن أون سالت” والمؤلف المشارك للدراسة، “إن تقليل الملح هو الإجراء الأكثر فاعلية من حيث التكلفة لخفض ضغط الدم وتقليل عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب السكتات الدماغية وأمراض القلب”. يأتي ذلك في الوقت الذي توصلت فيه دراسة أخرى إلى أن استبدال الملح ببدائل الملح الغذائية، مثل “لو سالت”، يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية بما لا يزيد عن ملعقة صغيرة واحدة من الملح يوميا، مع الأخذ في الاعتبار كميات الملح الموجود في الأطعمة الجاهزة. ونظر الفريق في سيناريوهين آخرين، إلى جانب خفض غرام واحد من الملح يوميا،هما تقليل 3.2 غرام يوميا (انخفاض بنسبة 30 في المئة عن المتوسط) بحلول عام 2025، وتقليل تناول الملح إلى 5 غرامات يوميا بحلول عام 2030. وإذا تم بلوغ هذه الأهداف يمكن منع ما يصل إلى ضعف عدد الوفيات بأمراض القلب ، بسبب الانخفاض المقدر في ضغط الدم الانقباضي. ومع ذلك يؤكد الباحثون أن التخفيض يجب أن يكون ثابتا على مدى عدة سنوات. وتشير البرامج التعليمية التي يتم تشغيلها في المدارس الصينية إلى أن معظم السكان لن يجدوا صعوبة كبيرة في الوصول إلى هدف تخفيض غرام واحد في اليوم. وتتسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في حدوث 40 في المئة من الوفيات في الصين.هذا إضافة إلى التوسع الحضري وما صاحب ذلك من زيادة في تناول الأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة.