يوم الأربعاء 27-7-2022 يوم مرير لن يُنسى.. رحيل مؤثر ليس للوطن بل للعالم العربي, رحل صاحب شخصية وطنية بارزة, لم تغب الابتسامة يومًا عن وجهه السمح ولن يغيب نورها حتى بعد رحيله كجسد سيبقى ذكره بالخير عامرًا ومقره الفؤاد, أتحدث هنا عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود, تغمَّده الله بواسع رحمته ومغفرته, وموتانا وموتى المسلمين أجمعين.. آمين. يُصعب أن أتسلسل في هذا الطرح الرثائي وليس باليسير أن تتحدث عن مسيرة قدرها عقود من العطاء, هو رجل كان ثقيلًا في أعماله وخفيفًا في حضوره, هو الابن الـ 11 من أبناء صاحب السمو الملكي الأمير ناصر بن عبدالعزيز, ووالدته الأميرة العنود بنت رشيد بن جبر الرشيد. سار على نهج والده ومن ثم سار أبناؤه على نهجه في خدمة الدين ثم المليك والوطن, ومن أبنائه الصديق العزيز صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله, الذي كان دائمًا وأبدًا قريبًا من الصغير والكبير, يمسح على رأس اليتيم ويمسك بيد ذوي الهمم, له بصمات إنسانية ووطنية وثقافية, وكل ما يقدمه امتداد لما كان يقوم به والده. بعد معاناة مع المرض اشتدّ بشكل كبير في آخر أيامه, أذكركم هنا بحديث أشبه ما يكون كبشرى وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:- (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له). رواه مسلم تولى إمارة محافظة الخرج والدرعية سابقًا, وكان لا يقول لا لكل من يسأله حاجة أو يطلبه نجدة, أحدث نقلة وأضاف لكل منصب تقلّده, قدم الغالي والنفيس من كل ما يملكه, وكان يتواصل مع المسؤول في وقت متأخر من الليل, وعند زيارته لقريب له في المستشفى يزور كل المرضى في القسم, يطمئن على أحوالهم ويتلمس احتياجاتهم, يستشعر دومًا عظم المسؤولية وثقل الأمانة, لذلك نال ثقة ومحبة القيادة الرشيدة. الملتقى الجنة بإذن الله.
مشاركة :