لا يختلف اثنان على أن تتابع الحرائق المفجعة وتكرارها من وقت لآخر في المستشفيات العامة والمجمعات التجارية في المملكة يخفي وراءه سراً مجهولاً، ويعطي مؤشراً خطيراً على أن هناك جهات مستفيدة من جراء هذه الحرائق، ومن يدري فقد تكشف لنا التحقيقات التي تجريها الجهات المختصة حول هذه الحوادث وأشباهها الكثير من الأسرار وتحل لنا الكثير من الألغاز المحيرة. وإذا سلمنا جدلاً بهذه النظرية فإن حادثة الحريق المروعة التي التهمت العديد من المرضى في مستشفى جازان العام لن تكون الأخيرة على ما يبدو، وسنجد أنفسنا أمام متوالية هندسية من الحرائق المتتابعة والمرعبة في نفس الوقت ما لم يتم تدارك هذا الأمر من قبل الجهات المعنية. إن استهداف المنشآت العامة من مستشفيات ومجمعات تجارية والتي يرتادها الكثير من الناس بشكل مستمر، يشير إلى أن المدبرين لهذه الجرائم قد اختاروا أيسر الطرق وأسهلها لتنفيذ جريمتهم وذلك بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر في الأرواح والممتلكات وبطريقة سهلة وسريعة، ويعود ذلك في الحقيقة إلى سهولة الوصول إلى هذه الأماكن وأخذ الحرية الكاملة في التحرك داخلها واختيار أماكن التنفيذ من دون أن يثير ذلك أدنى شيء من الريبة أو الشك في شخصية المنفذ. وحيث إن من الصعوبة بمكان التحكم في طبيعة الدخول أو الخروج من هذه الأماكن كونها منشآت عامة يرتادها الكثير من الناس، إلا أن تكرار مثل هذه الحوادث المحزنة يتوجب على القائمين عليها العمل على إيجاد عدد من الوسائل والسبل الوقائية والاحترازية، وذلك لمنع تكرارها مستقبلاً وتضييق الخناق على المتسببين فيها. ومن وجهة نظري فإن عقد الدورات التأهيلية لحراس الأمن في هذه المنشآت سيمنحهم أفقاً أوسع وتعاملاً أكثر احترافية وجدية في الكشف عن المندسين والمخربين داخل هذه المنشآت، ومتى ما ارتفع الحس الأمني لدى هؤلاء الحراس كان ذلك أكثر نفعاً للمنشأة وهو الأمر الذي ينعكس بالتالي على جودة وبراعة المهمة التي يقوم بها هؤلاء بعيداً عن العشوائية والمجاملات المفضية إلى الكثير من الأخطاء والإشكاليات الخطيرة. كما أن إيجاد الوسائل المادية ووسائل السلامة على المداخل والمخارج وفي كل أرجاء المنشأة وتفقد مدى جاهزيتها بين الحين والآخر كفيل بالحد من هذه الحوادث والتقليل من حدوثها، لتعود منشآتنا آمنة مطمئنة بعيدة عن أيدي المخربين والمفسدين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: حسن الشمراني يكتب..حرائق المنشآت العامة..هل تخفي وراءها سراً؟
مشاركة :