رغم مؤشرات الانسداد السياسي داخل المشهد العام في العراق، فإن «حالة الجمود» لا تزال تترقب فتح أبواب الحوار والتفاوض بين «التيار» و «الإطار»، وفي ظل أجواء من استبعاد التصعيد إلى درجة المواجهة المسلحة بين الطرفين «الشيعيين»، إلا أن خيارات الحل تبدو معطلة: مثلا ..توافق أغلب قوى «الإطار التنسيقي» على سيناريو حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات جديدة لحل الأزمة الحالية التي ترتفع مخاطر المواجهة في الشارع معها كل يوم، لكنها تضع شروطاً مسبقة أمام تنفيذها، أبرزها تشكيل حكومة جديدة غير حكومة مصطفى الكاظمي، وتعديل قانون الانتخابات الحالي. وفي المقابل، يتعامل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع شروط تحالف «الإطار» على أنها نوع من التحايل وقد تؤخر إجراء الانتخابات لأكثر من عامين، بما يسمح لـ «الإطار» الذي سيشكّل الحكومة، بالتفرد بها واستهداف المسؤولين في المؤسسات والوزارات المقربين منه أو التابعين للتيار الصدري، إلى جانب رفضه إجراء أي تغيير بقانون الانتخابات. وثانيا: ما يدور في الأفق من مقترحات زعيم التيار الصدري، بشأن حوارات علنية، ربما يقصد منها أن تكون متلفزة يطّلع عليها الشعب العراقي وهو أمر يبدو من المستحيل تحقيقه، إلا اذا كان على مستويات إعلامية معينة وبشكل غير رسمي ـ بحسب المحلل السياسي العراقي، فاتح عبد السلام، رئيس تحرير الطبعة الدولية لصحيفة الزمان ـ لأن العملية السياسية في العراق، قامت على نظام الكواليس والدهاليز والغرف المغلقة، وانَّ من غير المعقول بحسب منطقها التحول المباشر والسريع الى مرحلة المكاشفة مع الشعب ، لأنّ هذا لو تحقيق لسقط مبدأ المحاصصات والصفقات، ولكانت البلاد أمام مرحلة حقيقية جديدة، وهذا لا تتوافر أسبابه وعوامله ـ حاليا ـ مهما كان صوت الاعتصامات عاليا !! حركة صادقون تؤيد عقد مناظرة علنية وأعرب المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي لحركة صادقون، محمود الربيعي، عن تأييده للدعوة لعقد مناظرات علنية مباشرة بين الأطراف السياسية، في إشارة إلى المناظرة العلنية التي اقترحها زعيم التيار الصدري للأمم المتحدة. وقال الربيعي: إن المناظرات العلنية المباشرة من أكثر الأساليب الديمقراطية وضوحاً للجمهور وكشفاً للمخفي من الأمور. وأضاف: أؤيد الدعوة لها بين ممثل لقيادة التيار، وممثل لقادة الإطار، لنضع النقاط على الحروف على أن تكون ثمرة المناظرة التسليم بالحقائق والاحتكام للدستور والقانون وإنهاء الأزمة. نائبة عن الإطار التنسيقي: أوافق على دعوة الصدر بشرط ضمان سلامتي! اللافت.. أن النائبة عن الإطار التنسيقي حنان الفتلاوي، اشترطت ضمان سلامتها مقابل الموافقة على دعوة الصدر لإجراء مناظرة علنية. وذكرت الفتلاوي في تغريدة، أنه «استجابة لدعوة سماحة السيد مقتدى الصدر أعلن قبولي بالمناظرة باعتباري أحد قادة الكتل في الإطار التنسيقي شرط أن يضمن سماحته سلامتي بعد انتهاء المناظرة».. و«لا تهمني شتائم الأتباع فالإناء بالذي فيه ينضح»!! وهكذا تبدو الصورة «ضبابية»، و«الخيارات معطلة»، ويرى المحلل السياسي العراقي، فاتح عبد السلام، أن المساعي الحثيثة لتشكيل حكومة جديدة استنادا الى نتائج الانتخابات الأخيرة تقف أمام اتجاهين: الاتجاه الأول يرغب في اشراك التيار الصدري في المناصب، وهذا يعني إعادة التيار الى العملية السياسية ومجلس النواب، وحل الازمة من حيث الظاهر. والاتجاه الثاني، المضي بتشكيل حكومة من غير التيار، لكنها تلبي رغبة التيار في الاعداد لانتخابات أخرى مبكرة. وكلا الاتجاهين يتجاهلان شعارات محاربة الفساد والإصلاح التي تتصدر الاعتصامات، وفي نفس الوقت، تبدو الاعتصامات مفتوحة النهايات وغامضة الإجراءات بشأن سبل تطبيق مكافحة الفساد، في حال انعدم وجود حكومة وجرى حل البرلمان كما هو مطلوب. هذا الجمود السياسي، سوف يتم كسره بخطوة ما عاجلاً أو آجلاً، مهما كانت ناقصة، لاسيما عندما تقترب استحقاقات الموازنة المالية وتفقد بعض الطروحات زخمها مع الزمن. ويؤكد «عبد السلام»، أن تيار الصدر، اليوم، أمام استحقاق مُلح هو تحويل ما بقي من زخم المعارضة والاعتصامات، الى برنامج تفاوضي له سقف معين في المطالب، مادام انّ زعيم التيار أعلن مع التصعيد الأول عن انتماء جميع خطوات التيار السابقة واللاحقة الى السلمية والديمقراطية.
مشاركة :