عقدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان الإثنين، اجتماعا مشتركا في مدينة غزة ضم قيادات أمنية وعسكرية وسياسية، وصفه البعض بـ"لقاء المصالحة" بينما أفادت بعض المصادر أنه جاء بضغط إيراني مارسته طهران على الحركتين حفاظا على صورة "المقاومة الموحدة"، ولمنع الانزلاق لمواجهة أوسع بينهما. ودبت خلافات حادة بين الحركتين المقربتين من إيران، على خلفية امتناع حركة حماس وجناحها العسكري عن المشاركة في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي استهدفت إسرائيل خلاله حركة الجهاد الإسلامي. وفيما امتنعت حماس عن المشاركة في الرد على العدوان الإسرائيلي، أشادت الصحافة الإسرائيلية بـ"نجاح إسرائيل في تحييد حركة حماس" بعد أن طلبت الحكومة الإسرائيلية من حماس عدم التدخل في "مواجهة لا تعنيها". وتفاجأت جهات عديدة بموقف حماس التي اكتفت بالإدانات وراحت تمارس ضغوطا على الجهاد لوقف القتال، الأمر الذي اعتبرته الجهاد الإسلامي "خذلانا". وأصدرت حركتا المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي بيانا عقب اللقاء الذي تم بطلب من حماس، أكدتا فيه على "تعزيز العمل المشترك بينهما"، وحذرتا إسرائيل من عواقب "أي غدر تجاه الشعب الفلسطيني والمقاومة". وأضافتا "نحذر العدو إسرائيل من أي غدر تجاه شعبنا ومقاومته الباسلة، وسيكون ردنا عليه حازما وحاسما وموحدا". وأوضح البيان أن "المقاومة هي الخيار الاستراتيجي ولا تراجع عنه ولا تردد فيه، وهي مستمرة وبتنسيق عال ومتقدم بين الحركتين والفصائل كافة". وأفادت تقارير فلسطينية أن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أعلن انسحابه من "غرفة العمليات المشتركة" التي تضم فصائل مسلحة في قطاع غزة من بينها حركة حماس التي تسيطر على القطاع. وأوضحت نفس المصادر أن الاحتقان بين الحركتين وصل مداه بعد اعتقال حماس مجموعة مسلحة من حركة الجهاد الإسلامي كانت تنوي مهاجمة الجيش الإسرائيلي، قبل أيام. ووجهت الحركتان في البيان المشترك، الشكر لإيران، مؤكدتين استمرار عمل "غرفة العمليات المشتركة" باعتبارها "منجزا وطنيا. وعلقت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية على البيان بالقول إن "إيران تدرك أنه من المهم أن تظل الجماعات الفلسطينية موحدة، حيث تحاول إيران استخدام الجهاد الإسلامي كوكيل إيراني، لإظهار أن إيران يمكن أن تهدد إسرائيل". وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، في وقت سابق، إن "الحرب الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة كانت مؤامرة للاستفراد بفصيل دون آخر ومن ثم الانتقال إلى مواجهة باقي الفصائل ومنع المقاومة من تكوين جبهة موحدة". وتوقعت مصادر فلسطينية أن يُعقد اجتماع آخر في طهران يضم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، والأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة المتواجد في طهران. ودعت الحركتان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى "الكف عن ملاحقة المقاومين الأبطال، والإفراج عن المعتقلين السياسيين وخاصة في سجن أريحا سيء الصيت، وإلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال، والتحرر من مسار أوسلو الكارثي، وإلى إطلاق المقاومة الشاملة حقيقةً لا كلاما".
مشاركة :