توقع باحث استقصائي أمريكي أن تكون محاولة اغتيال مستشار الأمن القومي الأسبق جون بولتون في نيويورك عبر عناصر من الحرس الثوري، مقدمة لبناء سلسلة شبكة تجسس عنكبوتية تتبع نظام الملالي، وتسهم في تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال ضد شخصيات سياسية نافذة، وبعض العمليات الإجرامية.ولم يستبعد المحلل والخبير دانيال غرينفيلد، أن يكون طعن هادي مطر للأديب سلمان رشدي تتويجا لجهود إيران في تقليد تنظيمي القاعدة وداعش عبر بناء شبكتها العنكبوتية الإرهابية لشن هجمات داخل الولايات المتحدة.وكتب في «فرونت بيج ماغازين» أن آخر التقارير تظهر أن مطر كان على تواصل مع أعضاء من الحرس الثوري. والاتهام الحديث الموجه ضد عضو في الحرس الثوري الإرهابي بطلب اغتيال مستشار الأمن القومي الأسبق جون بولتون وفر نافذة لمعرفة كيفية استهداف إيران لمسؤولين سابقين في إدارة ترمب.كبش الفداءووفقا للتقرير الذي نقله موقع (24) الإماراتي، فقد أقام عميل الحرس الثوري علاقة مع أمريكي-إيراني على وسائل التواصل الاجتماعي عبر عرض 10 آلاف دولار مقابل الحصول على صور لبولتون، وهو شكل مألوف لعمليات التجسس حيث يطلب جاسوس أجنبي من أمريكي أن يقوم بعمل يبدو قانونيا وغير مؤذ يتضمن غالبا التقاط صور لأفراد أو سيارات. ثم يقال لكبش الفداء إنه أمام خيار إما ارتكاب المزيد من الجرائم الخطيرة أو تسليمه إلى مكتب التحقيقات الفيديرالي.وعد عميل الحرس الثوري أن تدفع إيران 250 ألف دولار لصدم بولتون بسيارة، وادعى الحرس الثوري أن بولتون غالبا ما يتمشى وحيدا في المتنزه مما يشير إلى أن الإيرانيين كان لديهم مسبقا عمليتهم الاستطلاعية الخاصة التي لم يكونوا يريدون أن تتعرض للاختراق.انتقاما لسليمانيويؤكد الباحث أن الاتهام وطعن رشدي، يسلط الضوء على بعض الحوادث الغامضة من بينها استدراج امرأة إيرانية من بيركلي رجلا أمريكيا عبر موقع للمواعدة والتقت به في فندق هندرسون بنيفادا وبعدها طعنته في عنقه، انتقاما لاغتيال قاسم سليماني، وكان مقتل القائد الإرهابي في الحرس الثوري ذريعة لمؤامرات إرهابية متنوعة ضد أفراد عسكريين وأعضاء في إدارة ترمب.ولفت إلى أن الإعلام تجاهل عملية الطعن التي حدثت في مارس على أنها سلوك غريب الأطوار، واقترح بعضه أن المعتدية مريضة نفسيا، لكن هندرسون قريب من قاعدة نيليس الجوية التي تضم مسيّرة أم كيو-9 ريبر وهي النموذج نفسه الذي استخدم لاغتيال سليماني، وبدا الهجوم جهدا ممنهجا لمهاجمة قائد مسيّرة أمريكية واستدراجه إلى الفندق وعصب عينيه وقتله. لقد كان خطة إرهابية بدت سخيفة فقط لأنها فشلت.أموال الاغتيالوأشار الباحث إلى أنها ليست المرة الأولى التي حاولت فيها إيران دفع أموال مقابل عمليات اغتيال في الولايات المتحدة، وقال «منذ عقد من الزمن، خطط عملاء في الحرس الثوري لاغتيال السفير السعودي في مقهى ميلانو، وهو مطعم مرموق في العاصمة الأمريكية يرتاده أعضاء في مجلس الشيوخ، من خلال استخدام بائع إيراني من تكساس للسيارات المستعملة عبر مخطط تم ترتيبه خلال اجتماعات في المكسيك».وأضاف «بعد عشرة أعوام، أزال الإنترنت أي حاجة للسفر الدولي. بإمكان عملاء إيران الإرهابيين الطلب من الشيعة في الولايات المتحدة ارتكاب هجمات إرهابية من دون فرض مخاطر على الحرس الثوري».فشل المخططاتولفت دانيال غرينفيلد إلى أن فشل المخططات الإرهابية للقاعدة بعد 11 سبتمبرـ أدى إلى تخلي التنظيم الإرهابي عن مسلمته التأسيسية بالعمل كـ»قاعدة» لصالح التعهيد الجماعي للإرهاب عبر الإنترنت، ولم تعد الغالبية الساحقة من الهجمات الإرهابية للقاعدة وداعش تتطلب الترتيبات الخطيرة والمكلفة للسفر والتدريب والتي ألغت العديد من العمليات السابقة.وأشار أن غالبية الهجمات الإرهابية التي تم تعهيدها فشلت حين اتصل إرهابيون بداعش والقاعدة كي يجدوا أنفسهم على تواصل مع مكتب التحقيقات الفيديرالي، لكن نجح عدد قليل منها بشكل رهيب في بوسطن وسان برناردينو ونيويورك وأورلاندو.أعمال قذرةوأكد الخبير أن إيران كانت بطيئة في دخول اللعبة لاسيما أن المسلمين الشيعة أقلية، وقال: «اعتمد الحرس الثوري على مجموعات إرهابية فرعية مثل حزب الله والحشد الشعبي في العراق أو القاعدة وحماس للقيام بأعماله القذرة، ولا تزال أمريكا، وعلى عكس أوروبا، غير مؤاتية لعمل شبكات إرهابية موسعة أبعد من حزب الله وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين».وتابع «يستخدم حزب الله شبكاته كقطار أموال لتهريب المخدرات والسجائر، قد تقوم الشبكة الشيعية اللبنانية ببعض أعمال الاستطلاع لكنها لا تريد تهديد تدفق سيولتها من أمريكا، حيث توفر لها تلك الأموال بعض الاستقلالية عن إيران».خطر إيرانويعود الباحث ليؤكد أن «التعهد الجماعي للميليشيات الموالية لإيران يكشف عن حجم المخاطرة بالشبكات الإرهابية»، ويؤكد أن «ثمة دليل على أن إيران تلتمس من الإيرانيين والمسلمين الشيعة في الولايات المتحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي القيام بعملها القذر، بينما تقدم لهم كميات كبيرة من المال، وليس معروفا ما إذا كان الهجوم على رشدي قد تم بهذه الطريقة، لكن بما أن حسابات المعتدي على التواصل الاجتماعي مليئة بالبروباغندا الجهادية الإيرانية فربما جعله ذلك هدفا محتملا للتجنيد».ويضيف «إذا كانت إيران تعمل على نسختها الخاصة من نظام التدريب الالكتروني الذي تقوم به القاعدة وداعش فقد يصبح التهديد على الأمريكيين أخطر بكثير من طعن كاتب معارض في نيويورك أو رجل مستدرج إلى مواعدة في نيفادا، إن السيناريو المثالي للنظام الإيراني الإسلاموي بالنسبة إلى الأسلحة النووية هو تفجيرها مع إمكانية إنكار معقول لتورطه».الضعف الأمريكيوأشار إلى أن عملاء إيرانيون شنوا اغتيالات مباشرة لمعارضين سياسيين في أوروبا لكنهم كانوا أكثر حذرا تجاه التحرك على الأراضي الأمريكية، وبالرغم من الضعف الأمريكي، لا تزال إيران تخشى أمريكا وتحترمها أكثر من أوروبا، لكن ذلك قد لا يدوم إذا استمر الضعف الأمريكي وأصبح المجتمع أكثر تصدعا.ويؤكد أنه «في الوقت الحالي، تفضل طهران شن هجمات عبر الاستثمار في أصول أجنبية يمكن التخلص منها. وبمجرد أن تتوفر هذه الإمكانية وتخضع لما يكفي من الاختبار، فبالإمكان استخدامها لشن هجمات إرهابية كبيرة الحجم. بما فيها هجمات نووية».ذئاب منفردةواستغرب غرينفيلد أن إدارة بايدن تسارع لإبرام اتفاق مع إيران يشرع برنامجها للأسلحة النووية حتى مع مواصلة الحرس الثوري التخطيط لهجمات إرهابية في الولايات المتحدة، وقال «اقتراح أوباما الخارق بفصل الاتفاق النووي عن الإرهاب ترك الولايات المتحدة تفاوض بسوء نية مع نظام لم يخفِ تصميمه على قتل أمريكيين، ويوفر التعهيد الجماعي للجهاد المزيد من المسافة بين الدول الراعية والممولة للإرهاب والمعتدين وضحاياهم».ويختم تحليله مؤكدا أن «التصعيد التدريجي للإرهاب الداخلي المرتبط بإيران هو تحذير من أن جهودها الأخيرة لتأسيس كادرها الشيعي الخاص من «الذئاب المنفردة» على الإنترنت قد يكون ناجحا، وأن الأسوأ قد يكون قادما».اغتيالات إيرانفي الخارج:360عملية اغتيال40دولة شهدت الحوادث الإجرامية14تورطوا في حوادث اغتيالداخل أمريكاأشهرالاغتيالات الإيرانية:• شابور بختيار آخر رئيس وزراء في عهد الشاه.• اللواء غلام علي أويسي الحاكم العسكري لطهران.• شهريار شقيق ابنة أخت الشاه وهو ضابط بحري كبير.• محمد رضا كولاهي صمدي، الذي تتهمه طهران بالوقوف خلف مقتل محمد بهشتي.• علي أكبر محمدي أحد طياري طائرة هاشمير رفسنجاني الذين فروا إلى ألمانيا.• فريدون فرخ زاد.. فنان يعيش في ألمانيا.• رضا فضلي.. الممثل المقيم في بريطانيا.• كاظم رجوي، أول سفير لإيران في المكتب الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف.• صادق شرفكندي الأمين العام للحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني.• عبدالرحمن قاسملو، أحد قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.• مولوي عبدالملك ملا زاده، رئيس المنظمة الإسلامية السنية.• مولوي عبدالناصر جمشيدزي، عضو المجلس الأعلى للسنة الإيراني في كراتشي بباكستان.
مشاركة :