أكد محمد بن سليّم، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات «فيا»، وضوح موقفه فيما يتعلق بصحة وسلامة سائقي الفورمولا 1، وأنه يعتبر جزءًا لا يتجزأ من رؤية الاتحاد لمستقبل رياضة السيارات، موضحًا أن إجراءات حاسمة سيتم اتخاذها لدعم هذا التوجه. وتأتي هذه التصريحات قبيل إعلان سباق الجائزة الكبرى ببلجيكيا، والذي سينطلق نهاية الأسبوع القادم، اتخاذ تدابير جديدة تهدف للحد من تأثير الارتداد الديناميكي الهوائي لسيارات الفورمولا 1، والمعروف باسم «بوربويزنغ»، على السائقين. وكان بن سليّم قد وجه باتخاذ تعديلات فنية لقياس ومراقبة تأثير الارتدادات الديناميكية الهوائية على السائقين، وذلك بعد مشاورات مكثفة مع فرق الفورمولا 1 والسائقين والفرق الفنية والطبية التابعة للاتحاد الدولي للسيارات. وأشادت وسائل الإعلام الدولية بحرفية بن سليّم وجديته في ضمان صحة وسلامة السائقين، وخاصة بعد القرار الذي أصدره في وقت سابق من الموسم بمنع السائقين من ارتداء المجوهرات أثناء مشاركتهم في السباقات، بهدف حمايتهم في حالة وقوع حادث. وقال بن سليّم: «يأتي هذا القرار في إطار الجهود التي نبذلها في الاتحاد الدولي للسيارات لضمان صحة وسلامة سائقي الفورمولا 1، وللارتقاء بمستقبل رياضة السيارات بشكل عام. حيث يقع على عاتقنا اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الرياضة، وسأعمل عن قرب مع كافة الأطراف المعنية لإشراكهم وضمان مساهمتهم في كافة القرارات الهامة». وتابع بن سليم: «لن أتراجع عن أية قضية هامة ومؤثرة. سأدرس القضايا بجدية وسأناقشها مع فريقي، وسأعمل جاهدًا على اتخاذ القرارات الصحيحة وأدعمها بإجراءات حاسمة». ووضع بن سليّم، الذي تولى منصب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات في ديسمبر الماضي، استراتيجية شاملة تهدف إلى مضاعفة المشاركة العالمية في رياضة السيارات في غضون أربع سنوات، وقد حازت قراراته على استحسان صحفيي الفورمولا 1 على وجه الخصوص. ويطمح بن سليّم إلى تطوير رياضات السيارات الإقليمية وتعزيز قاعدتها الشعبية والجماهيرية، وتنويع المبادرات الخاصة بالرياضة، بما يضمن الارتقاء ببطولات الاتحاد الدولي للسيارات. إلا أن هذه الطموحات لا تخلو من التحديات. ويتصدى بن سليّم للتحديات التي يواجهها بقناعة راسخة. وبعد 100 يوم من استلام منصبه، كتب بن سليم إلى رؤساء الأندية الأعضاء موضحًا أن الخسائر التشغيلية ستطغى على موارد الاتحاد الدولي للسيارات في السنوات الخمس المقبلة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. وقال بن سليّم: «علينا اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الطريقة التي يتم بها تنظيم وعمل الاتحاد. كما يتوجب علينا أن نوحد جهودنا ونقف يدا بيد لتطوير رياضة السيارات ودفعها للأمام. أمامنا شوط كبير لنقطعه، وجهودنا هذه لن تكون لتعزيز الرياضة في الوقت الحاضر فحسب، بل ستمهد الطريق للأجيال القادمة. لذا يتعين علينا تحديث قواعدنا واتخاذ الإجراءات المناسبة، ليس فقط في الفورمولا 1، ولكن في رياضة السيارات ككل». ولا تنحصر رغبة بن سليّم بتطوير الاتحاد الدولي للسيارات على دوره في رياضة السيارات فحسب، بل أيضا على مسؤولياته في السياحة والتنقل والسلامة على الطرقات. ولضمان استمرارية مبادرات الاتحاد الدولي للسيارات، قام محمد بن سليّم بتعيين مدير تنفيذي بدوام كامل للمساعدة في توجيه وتعزيز نهج الاتحاد في السنوات المقبلة. ويرى بن سليّم أنه من الضروري توفير تدريبات دورية ومكثفة لتمكين كوادر العمل وتأهيلهم للارتقاء بالأدوار الهامة التي يضطلع بها الاتحاد الدولي للسيارات. واستهل بن سليّم نهجه التطويري بتعيين مديرين متناوبين لسباق الفورمولا 1. وأكد نيته توظيف التحكيم الافتراضي في السباقات، والذي وجه باعتماده في وقت سابق، لتبنيه في سباقات السيارات الأخرى. وعندما اقترحت الفورمولا 1 زيادة سباقات السرعة «سبرينت» من ثلاثة إلى ستة سباقات في العام المقبل، طالب بن سليّم بمزيد من التفاصيل حول الآثار المالية والتشغيلية على تنظيم النوادي والمسؤولين. وأوضح بن سليّم: «العديد من مسؤولي السباق من منظمين ومتطوعين هم أعضاء في النادي، ومن واجبنا الاهتمام بهم أيضًا. لم أقدم إجابة بالنفي أو القبول على مقترح رفع سباقات السرعة، بل تركت الباب مفتوحًا، كل ما أريده هو فهم تأثير هذا القرار على الأندية المعنية». كما يرى بن سليّم أن توسيع نطاق جامعة الاتحاد الدولي للسيارات، والتي كانت تركز في السابق على التنقل فقط، سيوفر وظائف لعدد أكبر من الأشخاص في رياضة السيارات. وأوضح: «في الوقت الحالي، تضم الجامعة الدراسات المتعلقة بالرياضة، وهدفي هو توسيع نطاقها لتشمل الهندسة أيضًا. لن يكون الجميع أبطالًا للفورمولا 1 أو ابطال العالم للراليات. ولكن هناك أشخاص يمكنهم المشاركة في مجتمع رياضة السيارات، وهذا ما نطمح له بإضافة تعليم الهندسة. من واجبنا مساعدة المواهب، وبالأخص أولئك الذين لم تتح لهم الفرصة حاليًا. هذا طموحنا وسنعمل على تحقيقه».
مشاركة :