العاصفة الثلجية تشل الحركة في الأردن ومنطقة القدس والضفة الغربية

  • 12/14/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عمان: محمد الدعمة القدس: «الشرق الأوسط» شلت العاصفة الثلجية التي أثرت على الأردن الحياة العامة في المدن والبلدات التي تقع على ارتفاع 700 متر فأكثر، نتيجة تساقط الثلوج الكثيف وإغلاق الطرق في هذه المناطق خلال اليومين الماضيين، وتعمقت هذه العاصفة ليلة الخميس - الجمعة. وبلغ ارتفاع الثلوج في بعض المناطق نحو 60 سم، فيما عملت فرق الطوارئ في أمانة عمان والبلديات على مدار الساعة على فتح الطرق الرئيسة بين المدن الرئيسة والعاصمة عمان، بينما تأخرت في فتح الطرق الفرعية في الأحياء، حيث قام الأهالي بجهود فردية في إزالة الثلوج في محيط سكناهم وفتح ممرات لهم للخروج والدخول إليها. وقالت دائرة الأرصاد الجوية إن تساقط الأمطار والثلوج سيستمر فوق المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها على 700 متر حتى مساء اليوم السبت، وإن الجو يبدأ في الاستقرار تدريجيا في ساعات المساء، وتضعف فرصة الهطول. ويتوقع في ساعات الليل وساعات صباح يوم الأحد تشكل الانجماد في أغلب المناطق، وتتراوح درجات الحرارة العظمى والصغرى خلال الأيام الثلاثة القادمة في عمان بين 5 و2 تحت الصفر درجة مئوية. وأعلن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور تأخير الدوام في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية والمدارس لمدة ساعتين صباح يومي السبت والأحد، على أن يبدأ الدوام الساعة العاشرة صباحا باستثناء المؤسسات والدوائر التي تقتضي طبيعة عملها خلاف ذلك. وتقوم فرق وآليات أمانة عمان الكبرى ومنذ ساعات الليل على إدامة طرقات العاصمة عمان سالكة لمسير المركبات. ووفقا لما أعلنته غرفة الطوارئ في أمانة عمان صباح أمس الجمعة فإن اشتداد موجة الثلج يعمل باستمرار على إغلاق الطرق، مؤكدة أن آليات الأمانة تعمل على مدار الساعة على إعادة فتح الطرق. وناشدت المواطنين عدم الخروج إلا للحالات الطارئة وعدم استخدام مركباتهم لا سيما المركبات الصغيرة. من جانبه، قال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني العميد فريد الشرع إن كوادر الدفاع المدني ولليوم الثالث على التوالي تواصل جهودها في التعامل مع الحوادث المختلفة التي توزعت ما بين حالات إسعاف وإنقاذ وحوادث شفط المياه وتحرير المحاصرين وغيرها من الحوادث خلال هذا المنخفض الجوي الذي تشهده المملكة. وقال الشرع في تصريح صحافي إنه تم التعامل منذ بداية المنخفض الجوي ولغاية الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس الجمعة مع العديد من حالات شفط المياه في مختلف محافظات المملكة. وأخلت فرق دفاع مدني محافظة مادبا 100 لاجئ سوري يقطنون في خيم بمناطق الوالة والهيدان والجيزة وأم الرصاص حاصرتهم مياه الأمطار الغزيرة، وفق ما أدلى به مدير دفاع مدني مادبا العقيد عارف الطراونة. وقال الطراونة إن فرق المديرية تعاملت مع 23 حالة شفط لمياه الأمطار التي داهمت المنازل في مختلف مناطق المحافظة، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه تم إخلاء 40 مواطنا سوريا يقطنون في خيم على جانبي وادي الوالة والهيدان، حاصرتهم مياه الأمطار، كما قامت بإجلاء 30 لاجئا سوريا في منطقة أم الرصاص و30 آخرين في منطقة الجيزة التابعة للعاصمة، حيث تم نقلهم إلى مدارس المناطق المحيطة ليسكنوا فيها. من جهته، دعا المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام كل الإخوة المواطنين في العاصمة ومختلف المحافظات ومناطق البادية لتجنب الخروج في هذه الأثناء لوجود انجمادات تتسبب في انزلاق المركبات، إضافة إلى تعرض مختلف المحافظات لتساقط كثيف للثلوج في هذه الأثناء وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر في حال الخروج للضرورة القصوى حفاظا على سلامتهم. وفي القدس، غطت عاصفة ثلجية نادرة في شدتها منطقة القدس وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة أمس الجمعة، فأصابت الحياة وحركة المرور بالشلل. وذكرت السلطات الإسرائيلية أن ثلوجا بلغ ارتفاعها 50 سنتيمترا على الأقل سقطت منذ أول من أمس الخميس. واستمر تساقط الثلوج معظم ساعات أمس الجمعة. وقال نير بركات، رئيس بلدية القدس «خلال سنوات عمري الأربع والخمسين لا أتذكر مشهدا كهذا». وتجاوز نطاق العاصفة الثلجية قدرة خدمات الإنقاذ في القدس، وساعد الجيش الإسرائيلي الشرطة في إنقاذ مئات الأشخاص الذين حوصروا في سياراتهم على الطرق السريعة قرب القدس، وتم إيواء أكثر من 500 شخص في مركز مؤتمرات بالمدينة بعد تحويله إلى مأوى مؤقت. وقال «راديو إسرائيل» إنه جرى إغلاق كل الطرق السريعة المؤدية إلى القدس لحين إشعار آخر، إذ أعاق استمرار تساقط الثلوج استخدام الجرافات في رفع كتل الجليد. وأضاف الراديو أن فروع الأشجار المتساقطة أطاحت بخطوط للكهرباء، مما أدى لانقطاع التيار عن آلاف من السكان. وفي قطاع غزة، تعرضت عشرات المنازل في مناطق مختلفة للغرق نتيجة الأمطار الشديدة التي هطلت الليلة الماضية، فيما تم إغلاق جميع الطرق في مدن رام الله والخليل ونابلس بالضفة الغربية بشكل كامل. وقال محمد الميدنة، الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني، لوكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية المستقلة، إن «منطقة كاملة في حي النفق بمدينة غزة تم إخلاؤها نتيجة ارتفاع منسوب المياه في بركة الشيخ رضوان، مما أدى إلى غرق عشرات المنازل». وأشار إلى عدم وجود إصابات في المنطقة، مؤكدا «ارتفاع منسوب المياه في منطقة وادي السلقا بدير البلح نتيجة فتح الاحتلال لسد مياه، مما أدى إلى غرق منازل في المنطقة وإخلاء سكانها». وتحدث المسؤول الفلسطيني عن إغلاق الطريق الساحلي أمام المركبات نتيجة ارتفاع منسوب المياه في وادي غزة. وفي جنوب قطاع غزة، أخلى الدفاع المدني عددا من المنازل في منطقة حي الجنينة في رفح والمستشفى الأوروبي. وأنقذت طواقم الإنقاذ التابعة لجهاز الدفاع المدني بمحافظة شمال غزة أربعة أشخاص من الغرق نتيجة فيضان «وادي جباليا»، شرق عزبة عبد ربه. وأفاد مدير الدفاع المدني في محافظة شمال غزة المقدم أنور أبو العمرين بأن طواقم الدفاع المدني قامت بعمليات إنقاذ متعددة خلال أيام المنخفض الجوي. وأوضح أن طواقم الإنقاذ سحبت 10 سيارات غارقة في المياه وأزالت 8 أشجار ساقطة في الشوارع. في غضون ذلك، أفادت الشرطة الفلسطينية اليوم بأن جميع الطرق في مدن رام الله والخليل ونابلس مغلقة بشكل كامل أمام حركة المرور (دخول وخروج وداخل المدينة نفسها) مناشدة المواطنين عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى. وذكر بيان للشرطة، بثته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أن الطرق في محافظة سلفيت سالكة داخليا مع وجود صعوبة في الدخول والخروج. أما في باقي محافظات الوطن فإن الطرق سالكة دون معوقات مع أخذ الحيطة والحذر. وفي لندن، قالت شركة «ويليس ري» للتأمين إنه ثبت أن موسم أعاصير عام 2013 كان الأهدأ منذ عدة عقود، إذ شهد أقل عدد من الأعاصير منذ عام 1982، كما أن أيا من هذه الأعاصير لا يعد من الفئات الكارثية. ولا تمثل فحسب مواسم الأعاصير الهادئة بصورة غير معتادة أهمية لصناعة التأمين نظرا لصرف مبالغ أقل للتعويضات، بل لأنها تقلل أيضا من أسعار إعادة التأمين. وتراقب شركات التأمين عن كثب موسم أعاصير المحيط الأطلسي لأن هبوب عاصفة مدمرة يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة بمناطق مزدهرة بها كم كبير من أنشطة التأمين على غرار ميامي، كما أنه يكبد صناعة التأمين المليارات في صورة تعويضات. وأوضحت دراسة أجرتها شركة «ويليس ري» للتأمين نشرت نتائجها أول من أمس الخميس لموسم أعاصير 2013 أنه شهد عاصفتين الأولى همبرتو والثانية انجريد، وصنفتا على أنهما إعصاران. وقالت الدراسة «لم يحدث أن مر موسم دون وقوع إعصار مدمر منذ عام 1994، وعدد الأعاصير التي اجتاحت المنطقة هذا العام هو الأقل منذ عام 1982». ويبدأ الموسم الرسمي للأعاصير من الأول من يونيو (حزيران) وحتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. وكان كثير من خبراء التنبؤات الجوية توقعوا أن يكون هذا الموسم «نشطا أو فوق المتوسط». وقالت شركة «ويليس ري»: «إلا أنه كان في واقع الأمر واحدا من أهدأ المواسم التي شهدتها الأعوام العشرون الماضية».

مشاركة :