أكد الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، أن مشروع القمر الصناعي البحريني يعتبر مشروعا وطنيا من الطراز الأول، ويتميز بتطبيقاته الخاصة بالذكاء الصناعي والأمن السيبراني وتضمنه بناء محطة أرضية فضائية، إضافة إلى ثلاث ابتكارات فريدة من نوعها تحقيقا للرؤية التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم ، وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء ، لتوظيف العلوم الحديثة في التنمية الوطنية. وأوضح العسيري أن القمر الصناعي البحريني يحتوي على حمولة رئيسية مخصصة لمراقبة الأرض عبر استخدام كاميرات مصممة لتصوير الأرض من الفضاء، مما سيجعل المملكة على قائمة الدول التي تنافس على الريادة في علوم الفضاء، وعلى حمولة فرعية تتضمن ثلاث ابتكارات فريدة من نوعها في مجالات ذات علاقة بالتطبيقات الفضائية والذكاء الصناعي والأمن السيبراني، مبينا أن العمل على تنفيذها قد بدأ فعليا وستتم تجربتها في بيئة الفضاء عند انطلاق القمر الصناعي إلى مداره مع نهاية العام المقبل. وأكد أن هذه الابتكارات تعتبر بحد ذاتها إنجازات علمية متقدمة في مجالات تصنف ضمن علوم المستقبل، وتؤسس لتكوين قاعدة علمية وطنية متخصصة ومساهمة بفعالية في البحث العلمي ونشر المعرفة والتشجيع على الابتكار. وبين الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء أن المشروع يتضمن بناء محطة أرضية فضائية لتشغيل وإدارة القمر الصناعي البحريني وأية أقمار صناعية أخرى في المستقبل ضمن الاتفاقيات التي أبرمتها الهيئة مع عدد من وكالات الفضاء، الأمر الذي يعد إضافة نوعية للبنية التحتية لقطاع الفضاء على المستوى الوطني. كما عبر العسيري عن تفاؤله بمشروع القمر الصناعي البحريني الذي سينفذ في مملكة البحرين وبأيدي شباب البحرين، ليترجم الاهتمام الذي توليه الحكومة الموقرة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ومتابعتها الحثيثة للمبادرات التي تستثمر مواهب وقدرات الطاقات البحرينية الشابة من مختلف التخصصات الهندسية والتقنية، للتنافس على الريادة العالمية في مجال الفضاء وعلومه المتنوعة، مؤكداً أن الهيئة تدعم الكفاءات الوطنية وتعمل على تعزيز إمكانياتها المعرفية والتقنية والعملية، إذ أن جميع كوادرها من البحرينيين المؤهلين، وتشكل المرأة البحرينية 65% من أعضاء الفريق. من جانبه، أكد الدكتور محمد جاسم العثمان مستشار مجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، أهمية المشروع باعتباره يمثل الخطوة الثانية من عملية توطين القطاع الفضائي في المملكة، حيث يأتي بعد مشروع القمر الصناعي (ضوء 1) بالتعاون مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أكسب مهندسو الهيئة مستوى متقدم من الخبرات. وأوضح أن هذا المشروع سيضيف المزيد من الخبرات لمنتسبي الهيئة من خلال دورهم الأساسي في عملية التصميم والتخطيط والبناء والتطوير، وذلك في مختبرات الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، إضافة إلى تضمنه إنشاء محطة أرضية مصغرة يتم من خلالها إدارة عمليات تشغيل القمر الصناعي من تخطيط للمهمة وارسال الأوامر واستقبال البيانات. وقال الدكتور العثمان: "يعد هذا المشروع استكمالا للمنظومة الفضائية الوطنية، فبعد إنشاء مختبر لتحليل البيانات والصور الفضائية في الهيئة، ويأتي ليمثل مرحلة تجميع هذه البيانات والصور من الفضاء، وبذلك يتم تنفيذ مرحلة مهمة في هذه المنظومة، حيث يتم من خلاله بناء نظام التشغيل للقمر الصناعي وتطوير عدة برمجيات للأنظمة الفرعية تعتمد على الذكاء الصناعي ويمكن استخدامها وتطويرها للأقمار الصناعية المستقبلية وتسجيلها كبراءات اختراع باسم المملكة"، مشيرا إلى احتواء القمر الصناعي على حمولة ثانوية تضم تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الصناعي وتدعم الأمن السيبراني، مما يضع هذا القمر محل اهتمام المجتمع الفضائي.
مشاركة :