صلالة - الرؤية في أجواء خريفية ثقافية، أقامت جمعية الكتاب والأدباء فرع ظفار أمسية ثقافية نقدية حول الأنساق الثقافية في القصة القصيرة العمانية (حدائق السلطانة للقاصة ثمنة الجندل – الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون 2020 م – أنموذجًا). وقدمت الجلسة النقدية الدكتورة والناقدة والمؤلفة فاطمة العلياني، رئيسة صالون فاطمة العلياني الأدبي. في قاعة الاجتماعات بمنتجع بلاد بونت – شمال العوقدين في صلالة. تحت رعاية سعادة الشيخ المحامي/ سعيد بن مسلم بن سمحان الكثيري، عضو مجلس الشورى (ممثل ولاية ثمريت). في البداية عرفت الدكتورة فاطمة العلياني النسق، والنسق الثقافي وارتباطه بالنقد الثقافي الذي يتناول النص الأدبي بشكلٍ أعمق وأكبر من مجرد شكله الأدبي، ومعرفة المعاني والجوانب الخفية التي يحملها النص، وابرازها بشكل أوضح عما كتبه وفصح عنه الكاتب بقراءة نقدية ثقافية مستفيضة. وتطرقت الدكتورة في مجمل حديثها إلى عدة محاور أهمها: إماطة اللثام عن نسق عنوان “حدائق السلطانة” والإهداء الذى كان لروح والدة القاصة ” السلطانة”، وتحتوى المجموعة على واحد وعشرين نصا أدبيا، و أربعة نصوص من الحكايات الشعبية. شبهت الدكتورة النصوص بأزهار جميلة في حديقة ملكية فخمة. وشبهت النسق الثقافي والجمالي والوظيفي للنصوص بأنها كالحكايات، التي يحكيها بشكل مقلوب شهريار لشهرزاد. كي تعطيه من خبرتها ومعرفتها وحكمتها، من خلال تنوع الموضوعات في النصوص، وخلطها ما بين الواقع والخيال، لتزيل عنه الأرق والقلق. وأشارت الدكتورة في ورقتها النقدية إلى أنساق ثقافية أخرى في المجموعة القصصية “حدائق السلطانة” مثل النسق الثقافي للموروث الشعبي في النصوص، والذي اشتمل على اللباس التقليدي والمأكولات الشعبية وأدوات الزينة والحلي والحنة والأهازيج الشعبية، والحكايات الشعبية، والأمثال الشعبية. وتزخر المجموعة بالنسق الثقافي للذات الأنثوية للمرأة في محافظة ظفار، برزت الذات القوية، الرصينة، الحكيمة، الذكية، المحافظة والمتمسكة بالأسرة وإيجاد الحلول للمشاكل التي تصادفها. كما إن النسق الثقافي عن الأنا والآخر، ظهر في عدة نصوص، سواء إن كان بالتأثر بالأحداث والخبرات التي حصلت في الخارج، أو بالتعامل المباشر مع الآخرين، ونظرتهم إلى طبيعة الحياة في المجتمع الظفاري، بما فيها من موروثات ثقافية تراثية وشعبية. لفت انتباه الدكتورة فاطمة الانساق الثقافية التي ترتبط بالمكان والبيئة المحلية المحيطة بالقاصة، مع ذكر بعض أسماء الأماكن، ووصف طبيعتها، وزمن وقوع الأحداث فيها. وأوضحت الدكتورة بحسب القراءة الثقافية الظاهرة عن الأنسنة للحيوانات وإشارات المرور في بعض النصوص يتعارض نسقها الثقافي مع النسق المضمر والغير معلن. أشادت الدكتورة فاطمة بالدور الإيجابي لجمعية الكتاب والأدباء فرع ظفارعلى تنظيم الفعاليات واللقاءات الثقافية المختلفة. التي تهدف إلى البحث عن الأدب والكاتب في محافظة ظفار، وتسليط الضوء عليهم، والكشف عن إنتاجهم الأدبي، وتعريف الآخرين بهم سوى في السلطنة أو خارجها. وفى الختام، فتح المجال للنقاش والحوار والمداخلات للحضور.
مشاركة :