فتح فريق بحثي دولي باستخدام حفرية أسنان قرد تم العثور عليها في كينيا، نافذة على مناخ الماضي، إذ أظهر الباحثون كيف يمكن لعينات دقيقة من نظائر الأكسجين، يتم الحصول عليها من الأسنان المتحجرة، تقديم رؤى أعمق حول الدور الذي يلعبه المناخ والسلوك الموسمي في تطور الحيوان. وفحصت الدراسة الجديدة، بقيادة دانيال غرين من جامعة كولومبيا الأميركية، وتانيا سميث من جامعة «غريفيث» الأسترالية، نظائر الأكسجين بالأسنان المتحجرة للقرد الغامض ذي الجسم الكبير المعروف باسم «أفروبيثكس توركانينسيس» من موقع عمره 17 مليون عام في كينيا، وذلك بعد أن قاموا بقياس نظائر الأكسجين (المتغيرات الطبيعية للأكسجين) في أسنان الرئيسيات الحديثة في جميع أنحاء أفريقيا بدقة شبه أسبوعية. وسمحت دراسة أسنان الرئيسيات الحديثة للباحثين بتسجيل تفاصيل هطول الأمطار الموسمية، والظروف البيئية، وسلوك الحيوان، حيث إنه من المعروف أن نظائر الأكسجين الأثقل تكون أكثر وفرة في مياه الشرب والأطعمة بالمناطق الجافة وفي أثناء فترات الجفاف. كما وجد الباحثون أيضاً أن أسنان الرئيسيات يمكن أن تعكس التغيرات التي أدخلها البشر على الطبيعة مثل سد الأنهار، وحتى تقديم مؤشرات لأحداث الأرصاد الجوية التاريخية. وخلال الدراسة المنشورة أول من أمس في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، قارن الباحثون نتائجهم مع الرئيسيات الأفريقية الحديثة، مع تحليل نظائر الأكسجين في أسنان القرد الأحفوري، وذلك جنباً إلى جنب مع أنماط هطول الأمطار القديمة التي تمت محاكاتها بواسطة نماذج مناخية متطورة. تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن القردة الأحفورية شهدت مواسم جافة ورطبة ذات كثافة متغيرة بمرور الوقت، وأن تكيفات الأسنان والفك المتخصصة في «أفروبيثكس» كانت ستدعم استهلاك الأطعمة الصلبة خلال مواسم الجفاف أو ندرة الموارد. وتقول سميث، من مركز جامعة «غريفيث» للبحوث الاجتماعية والثقافية والمركز الأسترالي للبحوث البشرية، وذلك في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «هذا البحث له أهمية كبيرة لأنه يشير إلى أن التغيرات الموسمية في توافر الموارد قد أثّرت على تطور القردة العليا».
مشاركة :