ربما تكون بطولة الدورى التى حققها نادى الزمالك هذا العام هى الأغلى فى تاريخه.. ولن أبالغ إذا قولت أنها الأغلى فى بطولة الدورى العام منذ نشأته.. لسبب واضح مهما حاول البعض التهرب منه.. وهو أن نادى الزمالك وبعد ما مر به عقب حسمه لبطولة الدورى العام للعام الماضى.. كان على أقصى تقدير يمكن أن يكون من الفرق التى تتنافس على المركز الخامس فى مسابقة الدورى.. وهذا فى تصور الأشخاص المتفائلين فكيف لفريق بعد حصده لبطولة الدورى العام للعام الماضى أن يدخل مسابقة جديدة وفجأة ترحل اللجنة التى تديره ويتم انتخاب مجلس إدارة جديد كان قد رحل منذ شهور ليعود مرة أخرى!! كيف شعر اللاعبون الذين وقعوا عقود جديدة بعد أن علموا أن من وقع معهم هذه العقود قد رحلوا وجاء آخرون سيطلبون منهم التفاوض من جديد وهو ما حدث! كيف لفريق بدأ الدورى مترنحًا بسبب عقوبة وقف القيد ورحيل لاعبين مؤثرين عن الفريق فى بداية المسابقة مثل مصطفى محمد وفرجانى ساسى وجنش وحسين فيصل وأسامة فيصل ومروان حمدى ومحمد صبحى   الذى رحل منهم من رحل باختياره والباقى خرج للإعارة فى تصرف غريب من لجنة كابتن حسين لبيب رغم عقوبة وقف القيد! كيف يفوز فريق ببطولة بدأها بسلسلة هزائم وتعادلات وتمرد أهم لاعبى الفريق على اللعب وهما طارق حامد ومحمد أبو جبل! لمحاولة فرض شروط تجديد تعاقدهم مع الفريق! كيف يفوز فريق ببطولة بعد إقالة جهاز فنى تسبب فى خروجك من دورى أبطال إفريقيا وحجته أنه لا يوجد لاعبون  بالفريق بسبب منع القيد! كيف يفوز فريق ببطولة بعد أن قرر أن يتعاقد مع مدرب فى السادسة والسبعين من عمره وجاء ليجد فريقا مهلهلا تضربه المشاكل والتمرد وغياب المستحقات وانتهاء عقود اللاعبين مع حقهم فى الرحيل عن النادى مجانًا فى نهاية الموسم!! أو الضغط على مجلس الإدارة للسماح برحيلهم عن الفريق فى انتقالات يناير حتى يستفيد النادى بأى مقابل مادى بدل من الرحيل المجانى وهو ما فعله لاعب الفريق مصطفى فتحى ومحمود عبدالعزيز. كيف يفوز فريق ببطولة بعد أن قرر أن يكمل قائمته بمجموعة لاعبين من الشباب لا يملكون خبرة الدورى الممتاز وضغط مبارياته ولا حتى ضغط الجمهور والإعلام. كيف يفوز فريق ببطولة بعد رحيل أخطر لاعب فى فريقه وهو أشرف بن شرقى بسبب انتهاء تعاقده! ويصطحب معه محمد أوناجم لنفس السبب! كيف يفوز فريق ببطولة وأمامه ٥ لقاءات متتالية أمام فرق مثل الأهلى وسموحة وبيراميدز فيوتشر وسموحة ليتعادل فيها مع الأهلى ويفوز تباعًا فى باقى المباريات بنصف فريق من الشباب! واحتياطى الدكة! كيف يفوز فريق ببطولة وصدر ضد رئيس مجلس إدارته حكم بالحبس لمدة عام وأصبح مهددا بعزله من منصبه كرئيس لمجلس الإدارة وهو ما يعيد كل شيء لنقطة الصفر من جديد. ألم أخبركم أن الزمالك حقق أغلى بطولة فى تاريخ الدورى المصرى منذ نشأته، ولكن الحقيقة أيضًا أن الزمالك لم يفز ببطولة الدورى العام وكأس مصر فقط هذا العام. ولكنه أيضًا هزم الجميع.. هزم الإعلام المتعصب وهزم لجان السوشيال ميديا التى حاربته بالسخرية والشائعات. هزم الفرق الكبرى التى تمتلك لاعبين بالمليارات هزم خيانة اللاعبين ورحيلهم عنه وهزم قبل كل هذا الفشل وأعداء النجاح ليحلق بعيدًا عن الجميع بفضل توفيق الله وإخلاص أبنائه ولاعبيه وشبابه وجمهوره وحكمة مجلس إدارته والمجهود الكبير للجهاز الفنى بقيادة القدير فيريرا وخبرة وهدوء المشرف على فريق الكرة أحمد مرتضى منصور.