أكدت مصادر ليبية مطلعة لـ«البيان» أن أطرافاً داخلية وخارجية تتحرك بقوة لمنع الصدام بين جماعات مسلحة في طرابلس ومدن الساحل الغربي ذات ولاءات تتوزع بين الحكومتين المتنافستين على حكم البلاد، ولا سيما في ظل اتساع رقعة التأييد للحكومة المنبثقة عن مجلس النواب والتي يتزعمها فتحي باشاغا. وقالت المصادر إن حالة الاحتقان باتت تتراءى للعيان بوضوح، وأن الجميع في طرابلس أصبح يخشى من أن تندلع المواجهات في أي وقت، وتابعت أن كل طرف يحمّل المسؤولية إلى الطرف المقابل بما يجعل من الصعب التوصل إلى حل، خصوصاً وأن لكل حكومة من الحكومتين المتنازعتين ما تستند عليه في زعمها التفرد بالشرعية أمام الحكومة المنافسة. مخاطر جدية ووفق المصادر، فإن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأطرافاً إقليمية ودولية تواصل اتصالاتها بجميع الأطراف الفاعلة لثنيها عن الاستمرار في إرسال إشارات العودة إلى مربع العنف، لكن الوضع ينذر بمخاطر جدية نظراً لأن أي قرار بالحرب قد ينطلق من الميليشيات وأمراء الحرب وليس من القوى السياسية كما يعتقد البعض. وتعيش العاصمة الليبية طرابلس هذه الأيام على صفيح ساخن، بينما ينتظر سكانها تطورات ميدانية قد تحصل في ظل حالة تجييش معلنة على أكثر من جبهة، وبروز نذر الدخول في صراع دموي بين القوات الموالية لحكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ونظيرتها برئاسة فتحي باشاغا. منع الحرب وحمّل السياسي والمرشح الرئاسي سليمان البيوضي، المسؤولية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ولكل القوى الدولية المتدخلة في ليبيا، خصوصاً تلك التي تسببت في إيقاف العملية الانتخابية، داعياً رئيسي الحكومتين للاتفاق على حل سلمي لأزمة السلطة التنفيذية، ومحذراً من مغبة تنازع الشرعيات واللجوء للقوة لترسيخها. ونادى البيوضي في بيان، بالبدء فوراً في استكمال العملية الانتخابية وإجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أجل أقصاه ديسمبر 2022، ودعا مجلسي النواب والدولة لتحمل مسؤولياتهما والاتفاق على موعد نهائي للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأن يسمحا لليبيات والليبيين باختيار ممثليهم عبر صناديق الاقتراع، وفق نص البيان، محذراً من «مغبة المضي نحو هذا الخيار التصعيدي، لما يمثله من مخاطر على وحدة الليبيين وتماسكهم، فالحرب لا تجلب إلا الدموع والآلام». دعوة للحوار أعلنت القوى الأمنية والعسكرية بطرابلس بعد اجتماع بحضور رئيس أركان القوات التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الدبيبة، محمد الحداد، أنها تواصلت «مع جميع الأطراف لمنع وقوع الحرب والوصول لحلول سلمية لإنهاء الصراع بين الأطراف السياسية»، ودعت هذه القوى الأطراف المؤيد لحكومة باشاغا إلى عدم التصعيد وتجنب الإخلال بالاستقرار. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :