نبّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، مواطنيه إلى «التحوّل الكبير» الذي سيميّز بداية العام الدراسي مع «نهاية الوفرة». وخلال اجتماع للحكومة في باريس، قال ماكرون «إنه تحوّل كبير نمرّ به»، مستعيداً «سلسلة الأزمات الكبيرة» الأخيرة، من أوكرانيا إلى الجفاف. وأضاف: «تبدو الأوقات التي نعيشها وكأنها مبنية على سلسلة من الأزمات الكبيرة، وقد يرى البعض أن مصيرنا دائماً محكوم بإدارة الأزمات أو الحالات الطارئة. من جهتي، أعتقد أننا نمرّ بتحول كبير أو اضطراب كبير». وفي مواجهة هذا الوضع «قد يشعر مواطنونا بقلق بالغ»، داعياً الحكومة إلى «قول الأشياء وتسميتها بوضوح كبير ومن دون تهويل». وأمام «صعود الأنظمة غير الليبرالية وتعزيز الأنظمة الاستبدادية»، دعا الرئيس وزرائه إلى «التحلي بالجدية والمصداقية وعدم الانصياع لإغراء الغوغائية». وأشار إلى أنه «من السهل أن تعد بأي شيء وبكل شيء، وأحيانًا قول كل شيء وأي شيء. دعونا لا نستسلم لهذه الإغراءات، إنها غوغائية. إنها تزدهر في جميع ديموقراطيات العالم الآن، في عالم معقد يثير الخوف». وأضاف: «قد يبدو قول ما يريد الناس سماعه أمراً جذاباً، لكن يتعين أولاً التفكير فيما إذا كان ذلك فعالاً ومفيداً». من ناحية أخرى، وفي مسعى لتعزيز الشراكة بين البلدين يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة رسمية إلى الجزائر تبدأ غدا، وتنتهي السبت المقبل. ويعود ماكرون إلى الجزائر، إحدى المستعمرات الفرنسية السابقة، وهي واحدة من أكبر منتجي الغاز بالعالم، في ثاني زيارة له بعد ديسمبر 2017، بدعوة من نظيره عبدالمجيد تبون، بهدف إعادة إحياء العلاقات بين البلدين بعد أشهر من الأزمة. وأعلنت الرئاسة الفرنسية بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري أن «هذه الرحلة ستساعد في تعميق العلاقات الثنائية التي تتطلع إلى المستقبل، وتعزيز التعاون الفرنسي - الجزائري في مواجهة القضايا الإقليمية ومواصلة العمل على تضميد الذكريات». لكن من غير المرجح أن يعود الرئيس الفرنسي وفي جعبته الشيء الوحيد الذي يبحث عنه الزعماء الأوروبيون في أرجاء «المعمورة»، وهو التزامات بإمدادات بديلة من الغاز الطبيعي المسال. وعلى الرغم من أن ماكرون سترافقه الرئيسة التنفيذية لشركة «إنجي إس إيه»، كاثرين ماكغريغور، فإن الزيارة لا تتعلق باستبدال واردات الغاز من روسيا، وفقاً لمسؤولين فرنسيين مقربين من الرئيس. وعلاوة على ذلك، من غير المحتمل أن يكون لدى الجزائر فائض في العرض لتقديمه لفرنسا. وشهدت أسواق الطاقة حالة من الاضطراب، منذ أن بدأت روسيا في تقليص إمدادات الغاز إلى أوروبا، مما دفع المستشار الألماني أولاف شولتس إلى اتهام موسكو باستخدام الطاقة سلاحاً للرد على عقوبات الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لمدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والمتوسطي في جنيف، حسني عبيدي، فإن «أزمة الساحل ستكون على رأس الملفات، ففرنسا تعد حاليا استراتيجية جديدة لها بعد انسحابها من مالي، سيتم الإعلان عنها في الخريف المقبل»، مضيفاً أن «مشكلة الهجرة غير القانونية وملف التأشيرات، وملف (ذاكرة الاستعمار) ستتم مناقشتها خلال الزيارة».
مشاركة :