دشن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، مشروعاً لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان، بهدف زيادة المساحة الزراعية بمقدار 20 في المئة، لتصل إلى 9.5 ملايين فدان خلال الأعوام القليلة المقبلة، بينما سعى لتهدئة مخاوف المصريين بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، وقال إن المفاوضات مع الجانب الإثيوبي بشأن الآثار المحتملة للسد تسير بشكل جيد. وفي كلمة ألقاها بمنطقة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد في جنوب غرب مصر، وصف السيسي المشروع بأنه خطوة من خطواتنا على الطريق. وأكد أنه يقدّر القلق المثار بين المصريين حول مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، مطمئناً إياهم بأن الأمور تسير بشكل جيد ومُطمئن، وقائلاً إنه حريص على حقوق المصريين في ملف سد النهضة وإنه لن يضيعها، ومشيراً إلى أن مصر تتعامل تجاه ملف السد من خلال الاتفاق المبرم مع إثيوبيا منذ البداية، حيث تتفهم مصر الطموح الإثيوبي إلى التنمية والعيش. وأكد الرئيس المصري، الذي قدم التهنئة للشعب المصري على إطلاق المرحلة الأولى من مشروع الـ1.5 مليون فدان، أنه لا حديث عن أي مشروع إلا بعد إطلاقه بالفعل، وأن الدولة التي تريد خلق مجتمع حقيقي عليها الإسراع في التنمية، مضيفاً أن إطلاق المرحلة الأولى من مشروع الـ1.5 مليون فدان خطوة على الطريق الصحيح. وطالب الحكومة والبنوك بتقليل نسبة الفائدة على القروض المالية التي يحتاج إليها المشترون. وقال إن سبعة في المئة وستة في المئة كثير. أقول هذا الكلام كي نستكمل العمل. كما طالب السيسي الحكومة بمنح عقود ملكية للمشترين على الفور دون اللجوء إلى الإجراءات الروتينية المعتادة، وذلك بهدف التيسير على الناس ومكافحة الفساد. وقال إن المشروع سينفّذ في غضون عامين على الأكثر، كاشفاً عن أنه خلال أيام ستطرح شركة الريف المصري المليون ونصف المليون فدان طبقاً للشروط. وأوضح أن الزيادة السكانية في مصر تجبرنا على العمل بكل سرعة وجهد، مضيفاً أن الدولة تعمل على توفير كل الإمكانات لتزويد إنتاجية الأراضي الزراعية وتوفير أجود البذور. وأوضح السيسي أنه جارٍ التخطيط حالياً لتنفيذ مشروع متكامل في النوبة، مؤكداً أنه سيتم توفير جميع الخدمات المطلوبة لسكان القرى الجديدة. سد فجوة من جهته، قال رئيس الوزراء شريف إسماعيل: سنحتفل معاً بتدشين مشروع قومي جديد يسهم في بناء مصر المستقبل، ويعمل على سد الفجوة الغذائية، والإسهام في الحد من اعتماد مصر على استيراد الغذاء من الخارج. وأضاف أن الحكومة اتخذت الإجراءات التنفيذية لإنشاء شركة الريف المصري التي ستتولى إدارة المشروع وتطويره وتسويقه. ووفقاً لما أعلنته الحكومة، سينفذ المشروع على ثلاث مراحل في ثماني محافظات، أغلبها بصعيد مصر الذي عانى فترات كبيرة الإهمال والتهميش. وهذه المحافظات هي قنا وأسوان والمنيا والوادي الجديد ومطروح وجنوب سيناء والجيزة والإسماعيلية. وأكد وزير الري حسام مغازي أن المشروع يتضمن حفر 5114 بئر مياه جوفية، إذ سيعتمد بنسبة 88.5 في المئة على الري بالمياه الجوفية، فيما سيعتمد الجزء المتبقي على مياه نهر النيل. وتابع أن الري في المشروع الجديد سيعتمد على نظام التنقيط والرش بدلاً من الغمر. وقال الوزير إن مخزون مصر من المياه الجوفية ثمانية مليارات لتر مكعب، بينما يحتاج المشروع إلى ملياري لتر مكعب فقط. ويتضمن المشروع بناء مجتمعات عمرانية جديدة وقرى ريفية. ووصف وزير الإسكان مصطفى مدبولي مشروع المليون ونصف فدان بأنه مشروع تنمية مجتمعية. وأشار إلى أنه سيتضمن بناء 85 ألف وحدة سكنية، ويحتوي على مناطق صناعية ستقام على ثلاثة آلاف فدان. وأضاف مدبولي أن المشروع بالكامل سيوفر 75 ألف فرصة عمل. ويتولى الجيش مشروع استصلاح عشرة آلاف فدان في منطقة سهل بركة التابعة لمحافظة الوادي الجديد ضمن مشروع المليون ونصف فدان. اكتفاء قال وزير الزراعة عصام فايد، خلال مراسم تدشين المشروع في الفرافرة التي تقع على بعد 650 كيلومتراً جنوب غربي القاهرة، إن 70 في المئة من أراضيه ستُستخدم في زراعات حقلية، وستُستخدم بقية الأراضي في زراعات بستانية. وأضاف أن الأراضي الجديدة ستُستخدم بشكل رئيس في زراعة القمح والشعير والذرة الصفراء والفول الصويا إلى جانب البطاطس. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن فايد قوله إن مصر تسعى لتغطية 80 في المئة من احتياجاتها من القمح ذاتياً بحلول عام 2018.
مشاركة :