أدمى الإرهاب الأسود قلب الكويت بتفجير انتحاري استهدف مسجد الصادق في منطقة الصوابر بقلب العاصمة الكويتية، وأدى إلى سقوط 27 شهيداً، إضافة إلى 222 جريحاً تم نقلهم إلى عدد من مستشفيات الكويت الحكومية، ليكون هذا الحادث المأساوي علامة فارقة في تاريخ الكويت. أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي زار موقع التفجير بعد دقائق معدودة من حدوثه، وذرفت عيناه على الشهداء، ستظل كلمته هذولا عيالي، التي قالها عندما أصر دخول المسجد فور وقوع الحادث والتي جاءت رداً على تنبيه وزير الداخلية له بأن موقع التفجير غير آمن، ستظل خالدة في ذاكرة الكويتيين. وكان لزيارة الأمير بالغ الأثر والسبب في توحد الكويتيين جميعاً لأول مرة بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم، حيث أقيم استقبال المعزين في شهداء حادث الغدر بمسجد الدولة الكبير، ووقف الكويتيون سنة وشيعة في العزاء، وخصصت الجمعة التالية في المسجد نفسه لتكريس الوحدة الوطنية بأروع صورها، حيث حضر خلف الأمير الكويتيون بجميع أطيافهم. المتابع للوضع في الكويت لا يتوقع أبداً أن يشهد البلد الذي جبل أهله على الوحدة الوطنية أن يحدث بها هذا العمل الجبان، وأن تكون داعش موجودة في الكويت وتنجح في اختراق أعين الداخلية وتحقق مرادها. الكل هنا في الكويت سنة وشيعة وبدواً وحضراً دانوا ما حدث، واتفقوا على رسالة واحدة مفادها أن هذا العمل لن يزيدهم إلا قوة وتماسكاً ووحدة، ومهدت السلطتان الطريق للتأكيد على ذلك من خلال الإعلان عن استقبال المعزين في مسجد الدولة الكبير، فنجحت بذلك الدولة في وضع الحدث في إطاره الصحيح، وستظل كلمة هذولا عيالي خالدة في ذاكرة الكويتيين.
مشاركة :