الطالب عبد الله الصوري يتحدَّى اليأس بروح الإرادة

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سطَّر الشاب عبد الله محمد الصوري طالب في سنته الثانية بكلية التقنية العليا في رأس الخيمة قصة نجاح تُروى عبر الأجيال، حيث لم تمنعه إعاقته التي اصيب بها منذ كان طفلا في السابعة من مواصلة حياته بشكل طبيعي، فكانت الإعاقة رديفا للإصرار والعمل الجاد، فكانت كالبلسم الذي بث فيه روح الأمل، فحارب اليأس وأقسم على الولاء للوطن وقدسية الإنسان الذي خلق ليقدِّم لا أن يكون عالة على الآخرين، فخاض تفاصيل الحياة بروح إيجابية. أنفة يقول عبد الله الذي استضافنا في منزله بحفاوة بالغة: نحن لسنا بحاجة إلى عطف وإنما لدعم؛ فظروفنا الصحية تتطلب بعض المراعاة، ونحن جزءٌ من المجتمع الذي نرى فيه أننا لسنا أقلَّ حظًا بالمقارنة مع المجتمعات الأخرى التي ما زالت تضع ( المعاق) في ذيل القائمة، ويتابع الطالب، في كلية التقنية العليا والذي كان من المتفوقين في الثانوية العامة: منذ السابعة من عمري وأنا أعاني ضمورا في العضلات ورويداً رويداً كل الأعضاء ضمرت، ما استدعى استخدام كرسي متحرك وجهاز تنفس خارجي يوضع حول الرقبة لمساعدتي على التنفس، ولعل ما استطيع فعله هو تحريك رأسي فقط وبصعوبة أصابع يدي، وفي عام 2002 أنهيت المرحلة الثانوية من مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي، وحاولت الانتساب للجامعة، لكن كان لعدم توفر الوسائل التعليمية والمرافق التي تخدم حالتي توقفت عن الدراسة لمدة سبع سنوات، وفي العام 2009 التحقت بكلية التقنية العليا في رأس الخيمة لكني توقفت ايضا بسبب التهاب رئوي حاد تعرضت له، وعلى إثر ذلك استعملت جهاز تنفس خارجي، لأعاود الكرة مرة اخرى عام 2014 وأنا طالب في السنة الثانية بالكلية التي وفرت لي كافة الاحتياجات وذللتِ الصعوبات كي أواصلَ مشواري وطموحاتي التي لن تتوقف لانها بمثابة التوقف عن الحياة، فقررت أن أكمل دراساتي العليا (الماجستير والدكتوراه). إصرار البراءة يَحكي عبد الله عن طفولته التي أحب فيها رفاقه الأسوياء، برغم صعوبة التعامل معهم، ويستدرك رغم كل المعاناة والمرض الذي عرقل مسيرته العلمية إلا انه وبدعم أسرته ومدرسته وجامعته لم يضع اليأس في قلبه بل زرع الأمل ليمضي بخطوات متزنة لتحقيق أحلامه وطموحاته، مؤمن في الوقت ذاته أن الإعاقة ليست بالجسد، بل بالفكر، لأنها اختبار من الله وأن الله يبتلي العبد المؤمن. ويقول عبد الله إنه يعشق الأدب والكتابة حيث وقَّع مجموعته القصصية الأولى المكونة من 12 قصة قصيرة تحكي معظمها عن الإنسان وعظمته بدعم من وزارة الثقافة ويصف هذه المجموعة بأنها تتويج لجهد شخصي على فترات وخيبات متفاوتة ولكن بالعزيمة والإصرار تم تجاوزها لتخرج إلى النور، مشيرا إلى أن ذلك ما كان ليكون لولا دعم والدته وأشقائه وشقيقاته والعديد من الأصدقاء. وذكر أن ابرز عناوين مجموعته القصصية هي:البحر دائما هكذا من أجلك يا مريم جزيرة في الوجدان كما يستعد حاليا لخوض تجربته الثانية في مجموعة قصصية جديدة. مشاركة كثير من الأوقات، يحاول عبد الله المشاركة في المبادرات التطوعية التي تسهم في توعية المجتمع وتقديم العون لكل أفراده، إلا أنه يحاول أن يغير نظرة المجتمع لمن يعانون من إعاقات بغض النظر عن طبيعتها، مع انه يقول إن نظرة المجتمع أصبحت مختلفة لفئة ذوي الإعاقة، تحديدا في وقت سنت الدولة تشريعات تمنح فئة المعاقين حقوقهم وامتيازاتهم ووفرت المرافق والخدمات في شتى المجالات. ومن تلك المبادرات النوعية التي يستعد لإطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مبادرةنعم لعطائي لا لإعاقتي، والتي تُعنى بخدمة ودمج ذوي الإعاقة في المجتمع من خلال توفير مرافق خدمية لهم في الأماكن التي تولي هذه المسألة أهمية ويدعو فيها إلى تعزيز الثقة بالنفس عند الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع.

مشاركة :