الملك عبدالله والفيصل تركا بصماتهما على خارطة العالم

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عام يمضي، رحل فيه كبار تركوا بصمات واضحة على مجمل القضايا العربية، فعلى مدار سنوات أمسك الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والراحل سعود الفيصل بن عبدالعزيز مهندس العلاقات السعودية مع العالم، الذي تربع على العرش الدبلوماسي والسياسي كأقدم وزير خارجية في العالم 40 عاما، القضايا العربية لتكون الأبرز في المحافل الدولية، وعلى رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين المركزية. ولأن السعودية لم تتوقف يوما عن حمل رسالتها الدينية والأخلاقية والسياسية تجاه الأمة لم يمنعها وجع رحيل عبدالله بن عبدالعزيز الذي استشعر خطر الإرهاب مبكرا من مواصلة نهج الآباء والأجداد في محاربة الظلام، دخلت مرحلة جديدة بقيادة قرأت المستقبل ولجمت الإرهاب بقوة وحزم، قيادة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تملك رؤية مختلفة عن غيرها من الوجهات الغربية التي تعطي الأولوية لكبح صعود «الإرهابيين» في الشرق الأوسط، فالسعودية تضع خطر التوسع الإيراني وخطر تنظيم داعش في نفس المستوى ودرجة الخطورة والتعاطي معهما بنفس الطريقة. قاد سلمان بن عبدالعزيز المملكة عند أخطر المنعطفات التي وصلت إليها الأمتان العربية والإسلامية وعمل على تنحية الخلافات، داعيا إلى التركيز على تداعيات الحرب في العراق وسوريا واليمن وما يحدثه تنظيم داعش من فوضى، فخادم الحرمين استثمر اللحظة التاريخية فأحكم على أجندة التوسع الإيراني في المنطقة من البوابة اليمنية، وأسس التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب وبناء مجتمع إسلامي لا يخضع لرؤية الآخرين. الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أنشأ المركز الدولي لمكافحة الإرهاب حمل على عاتقه قضايا الأمة وهواجسها خاصة في ملف الإرهاب، فيما توج الملك سلمان جهود المملكة التي أعلنت تشكيل التحالف العسكري الإسلامي الذي يستعد ليكون «ناتو إسلامي» يؤهل لإعادة بناء المنطقة من جديد. برحيل الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعميد الدبلوماسية الدولية الراحل سعود الفيصل في عام 2015 بقيت المملكة متمسكة بمواقفها التي لا تتغير بتغيير القادة فيها؛ لأنها تحمل رسالة خالدة لخدمة الأمتين العربية والإسلامية فهي المرجعية التي تتوقف عواصم القرار فيها، فلا يمكن تجاوز الرياض لأنها تعمل بإرثها التاريخي والإسلامي والعربي. نهج أقدم وزير خارجية في العالم الذي كان يعتبر بوصلة الدبلوماسية السعودية، وراسم خطوطها، ركز طوال 40 عاما بتعليمات مباشرة من قيادة المملكة على دعم القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية وخاصة القضية الفلسطينية التي تعد أم القضايا العربية والإسلامية التي أولتها السعودية اهتماما خاصا. ولأن نظام الحكم في السعودية يرتكز على قواعد ثابتة لا يغير وجع الرحيل فيها تبقى سياسته ثابتة وواضحة ما يمنحه الاحترام الدولي فهو لا يوارب أو يجامل ويصر دوما أن إيران هي جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل في العراق وسورية واليمن وأي مكان. ندخل العام الجديد ونتذكر عظيم إنجازات لأنها إنجازات سيتوقف عندها التاريخ طويلا.

مشاركة :