تواجه ليبيا حالة من الاحتقان الحاد مع ارتفاع وتيرة الصراع السياسي القائم نتيجة الانقسام الحكومي، الذي أثّر على جميع مناحي الحياة بالبلاد وأدى إلى عرقلة مساعي التقارب بين الفرقاء بما في ذلك المسار الدستوري، الذي لا تزال قاعدته الأساسية محل خلاف بين مجلسي النواب والدولة، والمسار العسكري حيث تعطلت جهود اللجنة العسكرية المشتركة مع بروز نذر العودة إلى مربع الحرب في العاصمة طرابلس ومنطقة الساحل الغربي بين مجموعات مسلحة موالية لحكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي برئاسة عبدالحميد الدبيبة وحكومة الاستقرار المنبثقة عن مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا. جماعات مسلحة وأعربت جماعات مسلحة في غرب ليبيا عن دعمها لحكومة باشاغا التي تباشر مهامها انطلاقاً من مدينة سرت، وهو الموقف ذاته الذي اتخذته فعاليات قبلية واجتماعية في عدد من المناط الغربية من بينها مصراتة والزاوية وورشفانة والزنتان في مواجهة القوى المساندة لحكومة الدبيبة. وخلال الأيام تتالت البيانات ورسائل التحذير الصادرة عن طرفي النزاع الحكومي، حيث أكد باشاغا أنه قد يلتجئ في أي لحظة لدخول العاصمة، ووجّه رسالة وصفها بـ«إبراء ذمة» إلى الدبيبة دعاه من خلالها إلى «الالتزام بمبادئ الديمقراطية التي تحتم علينا الالتزام بالتداول السلمي»، واصفاً إياه بـ«رئيس الحكومة السابق»، ودعاه إلى «الجنوح للسلم بعزة وشرف». وما كان من الدبيبة إلا الرد على باشاغا بدعوته إلى التوقف عن «إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين»، مردفاً: «إن كان لديك حرص على حياة الليبيين، فركز جهدك لدخول الانتخابات، ودع عنك أوهام الانقلابات العسكرية، فقد ولى زمانها». أوساط فاعلة وبحسب مراقبين، فإن باشاغا والدبيبة اللذين يتحدران من أوساط اجتماعية فاعلة في مدينة مصراتة، وصلا إلى مرحلة القطيعة التامة وكلّ منهما يستند إلى القوات التي تدعمه، وهو ما يطرح إمكانية الدفع بالعاصمة إلى صراع دموي غير مسبوق، ولا سيما في ظل عجز المجتمع الدولي على التوفيق بين الجانبين، واكتفاء الأمم المتحدة والدول الغربية بتوجيه رسائل التحذير. قوات الدعم ويعتمد باشاغا على قوات موالية لحكومته في الغرب الليبي يتزعمها آمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة الجويلي المتحدر من مدينة الزنتان الواقعة بالجبل الغربي على الحدود المشتركة مع تونس، أما الدبيبة، فيستند إلى مقدرات الدولة وأجهزتها بالمنطقة الغربية ومنها القوات التابعة لوزارة الدفاع التي يشرف عليها بنفسه. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :