أعادت الحرب في أوكرانيا، اهتمام واشنطن بصورة بالغة بشركائها الأوروبيين، ليشهد التحالف عبر ضفتي الأطلسي “نهضة” ربما لم يشهدها منذ تسعينيات القرن الماضي. ودعمت الولايات المتحدة دعمت كييف بكميات هائلة من الأسلحة، وحشدت الغرب حول عقوبات اقتصادية غير مسبوقة ضد موسكو ، وعززت من وجود وقدرات الناتو في شرق القارة الأوروبية. وثمة مخاوف لا تزال قائمة تجاه استمرارية الشراكة والدعم الأمريكي لأوروبا خاصة عسكريا، ما قد يدفع القوى الكبرى في القارة، لتسليح نفسها بشكل أفضل بعيدا عن التبعية الأمنية لواشنطن. بوتين لن يخرج منتصرا وفي السياق، قال مفيد الديك، الدبلوماسي الأمريكي السابق، والباحث في الشئون الأمريكية، إنه لا يوجد أي نوع من أنواع سوء التفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وأضاف خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن الطرفان مجتمعان على أنه يجب أن يحاربوا روسيا التي فاجئت الجميع بغزو جارتها أوكرانيا بدون مبررات. وأكد مفيد الديك، أن الغرب استفاق على الدور الروسي المخرب في أوروبا مؤخرا، لافتا إلى أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فإن بوتين وضع أمن أوروبا على المحك. وأشار مفيد الديك إلى المعسكر الغربي لن يسمح لروسيا ولا لرئيسها فلاديمير بوتين بأن يخرج منتصرا من الحرب في أوكرانيا. وتابع قائلا: “الرئيس فلاديمير بوتين وضع العالم بأكمله أمام أزمة عالمية، لا لشيء سوى أن يعيد بناء الإمبراطورية الروسية، وأهدافه بإبعاد قوات الناتو عن الحدود فشلت”. انقسام الغرب بشأن أوكرانيا من جانبه، قال حسين الوائلي، الكاتب الصحفي المختص في الشئون الأوروبية، إن الدول الغربية منقسمة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية. وأضاف الوائلي أن هناك دول أوروبية تحاول التملص من كل القرارات والعقوبات التي وقعتها على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا. وأكد الوائلي أن رغم الخلافات والانقسام بشأن الحرب إلا أن هناك اتفاقا مشتركا بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة حول الرؤية العسكرية الأطلسية. وشنت روسيا هجوما واسع النطاق على جارتها أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي بعد إعلان الأخيرة نيتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” وهو ما تراه موسكو يمثل خطرًا على أمنها القومي بسبب تزايد الأنشطة العسكرية للغرب قرب حدودها. وفي أعقاب هذا الهجوم، قررت الولايات المتحدة وبريطانيا حظر النفط والغاز الروسي في رد على الغزو الروسي لأوكرانيا. وتعهد الاتحاد الأوروبي بإنهاء اعتماده على صادرات الغاز من روسيا بحلول عام 2030. ومثل الإعلان تصعيدا للعقوبات التي كانت القوى الغربية قد فرضتها بالفعل على موسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
مشاركة :