الجفاف يغزو نصف الأراضي الصينية .. المحاصيل ترزح تحت موجة حر غير مسبوقة

  • 8/25/2022
  • 23:43
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل درجات حرارة خانقة وندرة هطول الأمطار، تسببت موجة حر غير مسبوقة في زحف الجفاف، الذي بات يسيطر على أكثر من نصف أراضي الصين الشاسعة، من جبال التيبت المغطاة بالثلوج إلى السواحل الشرقية. ومن بين أكثر المدن الصينية حرارة في الأيام الأخيرة، مقاطعة تشونجتشينج في جنوب غرب الصين، حيث يعيش 31 مليون شخص، كما رزحت آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية تحت موجة الحر غير المسبوقة. ومثلت موجة الحر هذه تحديا للزراعة، في بلد يعاني حتى في الأوقات العادية نقصا في الأراضي الصالحة للزراعة، ويطرح الجفاف مشكلة خاصة بالنسبة إلى محاصيل الأرز وفول الصويا التي تستهلك كميات كبيرة من المياه. ووفقا لـ"الفرنسية" قررت الحكومة صرف عشرة مليارات يوان "نحو 1.5 مليار يورو" لدعم المزارعين في مواجهة الجفاف، بحسب التلفزيون الحكومي وسيخصص هذا المبلغ بشكل أساسي لضمان محصول الأرز في الخريف. وتعهدت سلطات تشونجتشينج باتخاذ تدابير طارئة لحماية المزارع، بينما انتشر على الإنترنت مقطع فيديو لمزارعة من سيتشوان وهي تبكي بعد نفوق دجاجاتها بسبب موجة الحر وانقطاع التيار الكهربائي. كما أن جفاف مجاري الأنهار، التي تغذي السدود المائية يجعل السلطات مضطرة إلى تقنين الكهرباء محليا، ولا سيما في سيتشوان حيث يعتمد 84 مليون نسمة بنسبة 80 في المائة على مصدر الطاقة هذا. وفي حين بلغت الحرارة 41.9 درجة مئوية أمس، توجه عديد من السكان بحثا عن القليل من الهواء البارد إلى مراكز التسوق أو المترو. وجلس بعضهم على ما توافر لهم أو لعبوا بورق اللعب لتمضية الوقت، وجلس آخرون على الأرض وقد أنهكهم الحر. على شبكات التواصل الاجتماعي، اشتكى البعض من اضطرارهم إلى الوقوف في طوابير في وسط موجة الحر لإجراء اختبار كوفيد بعد ظهور بؤر جديدة في المدينة الكبيرة. لا تعد موجات الحر في منتصف الصيف غير معتادة في الصين، خصوصا في المناطق القاحلة في غرب البلاد وجنوبها، لكن العلماء يقولون إن البلاد تواجه طقسا قاسيا هذا العام، يفاقمه الاحترار المناخي. ومن ثم، فإنها تشهد الصيف الأشد حرارة منذ بداية تسجيلات الأرصاد الجوية قبل أكثر من 60 عاما، وهو وضع غير مسبوق، سواء في مدته - فهو مستمر منذ أكثر من 70 يوما - أو في نطاقه. وسجل عديد من المدن الكبرى أكثر الأيام حرارة في تاريخها، وبسبب نقص هطول الأمطار، جف عديد من الأنهار ومنها نهر يانجتسي، أكبر نهر في البلاد. وتعرض هذه الظروف المناخية المحاصيل للتلف وتضعف شبكة الكهرباء في الوقت الذي يقوم فيه ملايين السكان بتشغيل مكيفات الهواء. وبات الجفاف يطغى الآن على نصف أراضي الصين بدرجات متفاوتة، وفقا لخريطة نشرتها الأربعاء مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية. فقد تأثرت مناطق بأكملها، بما في ذلك شريط عريض يشمل الجزء الجنوبي من منطقة التيبت، التي تتمتع بالحكم الذاتي في الغرب، وهي منطقة تكثر فيها الجبال وتمتد إلى المناطق الساحلية في الشرق التي تمثل القلب الاقتصادي للصين. هذه المنطقة الشاسعة، التي يبلغ مجموع سكانها أكثر من 370 مليون نسمة تتبع بشكل رئيس مسار نهر يانجتسي، وهو مصدر لا غنى عنه لتوفير مياه الشرب. تقع بعض أجزاء التيبت ضمن مناطق وصفتها هيئة الأرصاد الجوية الوطنية بأنها "شديدة" الجفاف أو أن الجفاف فيها "استثنائي". في سيتشوان، في جنوب غرب البلاد، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 44 درجة الأربعاء، هطلت أمطار غزيرة فخففت من وطأة الحر في هذه المنطقة الجبلية على مستوى محلي. وأفادت محطة التلفزيون الحكومي CCTV أمس، أنه تم إجلاء نحو 30 ألف شخص حفاظا على سلامتهم. وضربت أمطار غزيرة مفاجئة الأسبوع الماضي شمال غرب الصين وقتلت 26 شخصا، وفي الطرف الآخر من البلاد، كان إعصار ما-أون يجتاح الخميس جنوب الصين. إلى ذلك، يعرض نظام رقمي يربط بين مليون مهندس للبحث والتطوير الإلكترونيين و100 ألف من مصانع المنبع والمصب ومستهلكين من أكثر من 210 دول، معلومات فورية في شركة جيانجشي جيهبي المحدودة للإنترنت الصناعي في مدينة شانجراو بمقاطعة جيانجشي شرقي الصين. وقال هوانج تشنج، المدير العام للشركة إنه من خلال هذا النظام الرقمي المطور ذاتيا، تستطيع الشركة تتبع وتحليل التقدم المحرز بشأن الطلبات بشكل تفصيلي، وفي الوقت الفعلي، لضمان إكمال كل طلب في الموعد المحدد. ووفقا لوكالة الأنبار الصينية "شينخوا"، يعد ذلك نموذجا مصغرا للتنمية عالية الجودة المدفوعة بالاقتصاد الرقمي في الصين. وخلال مؤتمر الصين لصناعة الاقتصاد الرقمي 2022، والذي عقد في مدينة شانجراو خلال يومي 20 و21 أغسطس الجاري، تشارك أكثر من 300 من المختصين في مجال الاقتصاد الرقمي، بمن فيهم أساتذة وأكاديميون وقادة أعمال، أحدث الإنجازات المحققة في هذا القطاع بالبلاد وناقشوا تنميته المستقبلية. وقال شيوي يان هاو، نائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بالأكاديمية الصينية للعلوم والتكنولوجيا، إن تطوير الاقتصاد الرقمي أصبح مفتاحا لتحقيق التعافي الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة. وأضاف أن الصين قد أصدرت سلسلة من السياسات والتدابير لتعزيز تنمية الاقتصاد الرقمي. وأظهرت بيانات أن حجم الاقتصاد الرقمي في الصين ارتفع من 11 تريليون يوان "نحو 1.6 تريليون دولار" في 2012 إلى 45.5 تريليون يوان "6.64 تريليون دولار" في 2021، ليمثل 39.8 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد خلال 2021. وقال ليوي وي بينج، نائب المدير العام لشركة المجموعة الصينية للتكنولوجيا الإلكترونية: "باعتبارها واحدة من أكثر البلدان نشاطا في الاقتصاد الرقمي في العالم، قامت الصين بتسريع التحول الرقمي لصناعاتها التقليدية وتسريع الابتكار في عدة سيناريوهات تطبيقية مثل الحوكمة الاجتماعية والخدمات العامة والإنتاج وسبل كسب العيش". ويشير كتاب أبيض صدر أخيرا حول الاقتصاد الرقمي العالمي، إلى أن حجم الاقتصاد الرقمي في الصين يحتل المرتبة الثانية عالميا منذ عدة أعوام. وقال وانج نينج، رئيس الغرفة التجارية الصينية للإلكترونيات، إن على جميع الأطراف إجراء أبحاث تعاونية حول التكنولوجيات الرئيسة، والاستغلال الكامل لمزايا البيانات الضخمة والسيناريوهات التطبيقية الغنية، وتعزيز التكامل المعمق بين التكنولوجيات الرقمية والاقتصادي الحقيقي، ودفع التحول الرقمي في جميع القطاعات، والعمل بشكل مشترك لإيجاد نظام بيئي مبتكر للاقتصاد الرقمي. بدوره، قال شيوي إن "على الصين المشاركة النشطة في التعاون الدولي في المجال الرقمي، ووضع المعايير والقواعد وخطط الحوكمة للتكنولوجيات والمنتجات والخدمات الرقمية، وجعل الاقتصاد الرقمي أكثر انفتاحا وشمولا". وفي سياق الشأن الصيني، ضخ بنك الشعب الصيني "البنك المركزي" أمس، ملياري يوان "291.82 مليون دولار" في النظام المصرفي عبر عمليات إعادة الشراء العكسي للحفاظ على السيولة. ووفقا لبنك الشعب الصيني، تم تحديد سعر الفائدة على اتفاقيات إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام عند 2 في المائة. وقال البنك المركزي إن هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على استقرار السيولة في النظام المصرفي. وتعد عمليات إعادة الشراء العكسي أو ما يعرف بـ"الريبو العكسي" عمليات مالية يقوم فيها البنك المركزي بشراء أوراق مالية من البنوك التجارية من خلال عروض محددة، مع اتفاق بإعادة بيعها إليها مجددا في المستقبل. وشهدت منطقة قوانجشي ذاتية الحكم لقومية تشوانج جنوبي الصين وصول حجم تجارتها الخارجية إلى 61.56 مليار يوان "تسعة مليارات دولار في يوليو، بزيادة 18.8 في المائة على أساس سنوي، حسبما ذكرت إدارة التجارة في المنطقة. ويعد هذا رقما قياسيا من حيث حجم الواردات والصادرات، التي شهدتها المنطقة خلال شهر واحد. وفي الفترة من يناير إلى يوليو، بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية في قوانجشي نحو 301.2 مليار يوان، بانخفاض 12.4 في المائة على أساس سنوي. وفي شهر يوليو، بلغ حجم الواردات والصادرات من التجارة العامة في قوانجشي 27.01 مليار يوان، بزيادة 60.6 في المائة على أساس سنوي، بينما بلغ حجم الواردات والصادرات في تجارة المعالجة 12.52 مليار يوان، بزيادة 16.3 في المائة على أساس سنوي، بينما بلغت صادرات وواردات المنطقة من الخدمات اللوجستية 13.51 مليار يوان، بزيادة 9.8 في المائة عن العام الماضي.

مشاركة :