محمد عبدالسميع (الشارقة) تزخر المشاركات العربية والعالمية في الدورة 18 لمهرجان الفنون الاسلامية بالشارقة، بتنوع كبير في فكر وشكل وعرض التجارب الفنية التي تحرص على دمجها، ضمن منظومة الفنون الإسلامية من وجهة عصرية، تعتمد الأفكار الفنية على يجاد علاقة وترابط وانسجام بين عناصر فنية إسلامية، وتقنيات تركيبية ولونية مبتكرة برؤية عصرية. لولوة الحمود، فنانة رائدة ضمن الحركة الفنية المعاصرة في السعودية، اشتهرت بأعمالها التي تعتمد آلية مركبة لتشكيل أعمال مجردة ومعقدة تخطف الأبصار باستخدام الحروف العربية. وحول مضمون اشتغالها الفني تقول: إن الخطوة الأولى نحو التنوير هي البحث عما هو نابع من أعماق المرء ودواخله، وهي الحقيقة الداخلية التي توصل إلى نور المعرفة. وفي هذا السياق، ينشغل عملي الفني بالصدق والحقيقة الداخلية حول كل شيء، حيث إن التأمل العميق للخلق وقواعده المخبأة هو ما قادني إلى حقيقة الوجود، وإلى إدراك التوازن الثابت في كل مادة والتفاعل الحيوي بين مختلف المواد، ضمن إطار الكون الواسع. يتصدى عملي الذي يحمل عنوان «لغة الوجود» لهذا المسعى، عن طريق تفكيك حروف اللغة العربية باستخدام مربع رياضي يعمل على تأليف رموز جديدة لكل حرف، وبواسطة هذه الرموز ذاتها، فإنني أقوم بإدراج أسماء الله التسعة والتسعين. فالله جل جلاله هو مصدر الضوء والمعرفة واللانهائي، ونوره ساطع عبر عالمنا المتناهي والمحدود. وأشارت الحمود إلى أن «لغة الوجود» من الأعمال الفنية العالمية المعاصرة، يعنى بإيجاد شيفرات جديدة للحروف العربية وله علاقة بعلم الرياضيات والفيزياء. وأضافت أنها تهتم بمتابعة كل جديد متعلق بفنون الخط العربي الذي تعتبره من أسمى أنواع الفنون الإسلامية، مؤكدة أن التطوير يتطلب البحث والتمرس في القواعد والأصول الخطية.