أزهار البياتي (الشارقة) تجربة إبداعية مدهشة تستعد لموعد الاختتام، خاضتها مجموعة «كلمات» عبر مخيمها الشتوي المميز للأطفال الذي افترش ضفاف قصباء الشارقة على مدى عشرة أيام متتاليات، جمعت من خلالها عناصر الثقافة بالترفيه الموجه، ضمن دعوة مفتوحة للفئات العمرية الصغيرة ما بين سن 5-12 عاماً، لتحتضنهم من خلال المقهى الأدبي التابع لها «مكتبة»، وتحتفي معهم بجملة من الفعاليات والأنشطة المفيدة والممتعة في ذات الوقت. وسط أجواء شائقة ومرحة تخللتها جلسات قرائية وورش فنية، مهارية، واستكشافية، جاء هذا المخيم بالتزامن مع عطلة منتصف العام الدراسي، ليحفل ببرنامج حيوي شامل، هادفا في معطياته ونهجه العام إلى تفعيل دور الكتاب وإعادة ثقافة القراءة وغرس حب المطالعة بين الأجيال الصغيرة على وجه خاص، ليصوغها ضمن قوالب ترفيهية وأساليب عصرية ومدروسة استقطبت الأطفال واستفزت فضولهم المعرفي. استثمار النتاج الإبداعي ويشير إلى هذا الأمر تامر سعيد، مدير عام المجموعة، ليقول: «إن فكرة إقامة مخيم «مكتبة» الشتوي كان الهدف من ورائها استثمار النتاج الإبداعي المميّز من المؤلفات والقصص وكتب الحكايات التي أصدرتها «كلمات» على مدى السنوات الماضية، بحيث يجتمع كل الأطفال والناشئة تحت مظلة واحدة وفي مكان مفتوح، ملّون، ومثير، فتلتقي كافة مفردات المتعة والترفيه والمعرفة، من خلال برنامج منّوع يشمل العديد من الروافد المعرفية، ويهتم بتطوير المواهب وترقية القدرات، كما يتيح للصغار فرصا للاستمتاع بلذة العمل الجماعي ضمن روح الفريق». ويتابع: نحن وبالتعاون مع «أطفال الكاراج»، نظمنا خلال الأيام الماضية سلسلة من الفقرات العملية والأنشطة الغنية بالمعارف والعلوم، لعب فيها الكتاب المقروء دور البطولة بلا استثناء، ليستحوذ بكافة مجالاته العلمية والأدبية والفنية على اهتمام الأطفال ويشدهم نحو الاستزادة والنهل من روافده المثيرة، فيما خصصنا حصص كبيرة أيضا للورش العمل الحية وحلقات «الحكواتي» القرائية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى التي تهتم بفنون المسرح، اللياقة البدنية، الهندسة وعلم الروبوتات، مع حقول التدريب على الخطابة وتعّلم جماليات الخط العربي، والرسم والتلوين وخلافه. آفاق تربوية وقيم عالية وتنوه مشرفة المخيّم داليا زاهر، إلى النجاح الذي حققته المكتبة والمقهى الخاص لمجموعة «كلمات» للنشر خلال أيامه الماضية، مؤكدة على تميّزه في تسجيل نسبة مشاركة عالية من قبل الأطفال والعائلات على حد سواء، موفرة للجميع مزيجا فريدا من الدروس التعليمية مع الألعاب الداخلية والخارجية المفعمة بالحركة، مانحة إياهم مساحات واسعة للعب والنشاط، بعيدا عن حصار الأماكن المغلقة في البيوت أو المولات، كما نظم المخيّم أيضا مسابقات تنافسية للجمهور، وزعت خلالها الهدايا والجوائز مع شهادات الإنجاز المستحقة للمشاريع الصغيرة الناجحة. والجدير بالذكر أن مجموعة «كلمات»، ومنذ تأسيسها تهتم بإصدار الكتب المتخصصة في أدب الطفل، بحيث يحمل كل مؤلف تنتجه من القصص والحكايات، آفاقا تربوية رفيعة وقيما عالية في تهذيب السلوكيات والأخلاق، تأتي عادة وفق صياغات مبسّطة وضمن أطر مدروسة ومحببة تجذب الصغار وتثري عالمهم المحيط، كما تعتني بعض الإصدارات الأخري بتطوير الجوانب المهارية والإبداعية عند الأطفال وتعمل على دفعها للنمو والارتقاء متبعة أحدث الأساليب والتقنيات في هذا المجال.
مشاركة :