الروهينجا يحيون ذكرى «الإبادة الجماعية» لشعبهم في بورما

  • 8/26/2022
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كوتوبالونغ،‭ ‬بنجلاديش‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تظاهر‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الروهينجا‭ ‬واللاجئين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬موقتة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬بنجلاديش‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬لإحياء‭ ‬الذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬للمجازر‭ ‬التي‭ ‬نفذت‭ ‬بحق‭ ‬شعبهم‭ ‬في‭ ‬بورما‭ ‬والتي‭ ‬يصفونها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭. ‬وتجمع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬هذه‭ ‬الجالية‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬كوكس‭ ‬بازار،‭ ‬أكبر‭ ‬مخيم‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حاملين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللافتات‭. ‬ انتهز‭ ‬كثر‭ ‬الفرصة‭ ‬للمطالبة‭ ‬بإلغاء‭ ‬القانون‭ ‬البورمي‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬وحرمهم‭ ‬من‭ ‬جنسيتهم‭ ‬في‭ ‬بلدهم‭ ‬الأصلي،‭ ‬ومعظم‭ ‬سكانه‭ ‬بوذيون‭. ‬وقال‭ ‬زاهد‭ ‬حسين‭ (‬65‭ ‬عاما‭) ‬‮«‬بمجرد‭ ‬استعادتنا‭ ‬حقوقنا‭ (‬في‭ ‬بورما‭) ‬نريد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‮»‬‭. ‬فر‭ ‬حوالي‭ ‬750‭ ‬ألفا‭ ‬من‭ ‬الروهينجا‭ ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬دامٍ‭ ‬شنه‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬بورما‭ ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬تحديدا،‭ ‬ووجدوا‭ ‬ملجأ‭ ‬في‭ ‬بنجلاديش‭ ‬المجاورة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬لاجئ‭ ‬ضحايا‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬سابقة‭.‬ واصطف‭ ‬المتظاهرون،‭ ‬ومعظمهم‭ ‬يرتدي‭ ‬الزي‭ ‬البورمي‭ ‬التقليدي‭ ‬بسلام‭ ‬لإحياء‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬ذكرى‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬نولين‭ ‬هايزر‭ ‬مبعوثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬بورما‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬المخيمات‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تتأثر‭ ‬أجيال‭ ‬إذا‭ ‬فشلنا‭ ‬في‭ ‬التزامنا‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الروهينجا‭ ‬وجميع‭ ‬سكان‭ ‬بورما‭ ‬وحقوقهم‭ ‬الأساسية‭ ‬وكرامتهم‮»‬‭. ‬ يصادف‭ ‬هذا‭ ‬الخميس‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬قُتل‭ ‬فيه‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الروهينجا‮»‬‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬مونغ‭ ‬سويدالله‭ ‬وهو‭ ‬مسؤول‭ ‬مجتمعي‭ ‬شاب‭ ‬يقود‭ ‬مسيرة‭ ‬في‭ ‬كوتوبالونغ‭. ‬في‭ ‬مارس،‭ ‬اعترفت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬بأن‭ ‬الروهينجا‭ ‬كانوا‭ ‬ضحايا‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭ ‬ارتكبها‭ ‬الجيش‭ ‬البورمي‭. ‬وأضاف‭ ‬سويدالله‭ ‬‮«‬الروهينجا‭ ‬فقط‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يمكنهم‭ ‬فهم‭ ‬ألم‭ ‬25‭ ‬أغسطس‭. ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬في‭ ‬ذاك‭ ‬اليوم،‭ ‬نزح‭ ‬حوالي‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬الروهينجا‭. ‬وفي‭ ‬ذاك‭ ‬اليوم،‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬دمّرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬من‭ ‬قرانا‭ ‬واستحالت‭ ‬رمادا‮»‬‭. ‬ يعيش‭ ‬الروهينجا‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬مكتظة‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬اللائقة‭ ‬ويرفضون‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بورما‭ ‬قبل‭ ‬منحهم‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنة‭ ‬وضمانات‭ ‬أمنية‭. ‬وبهدف‭ ‬تخفيف‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬نقلت‭ ‬دكا‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬لاجئ‭ ‬إلى‭ ‬بهاشان‭ ‬شار،‭ ‬وهي‭ ‬جزيرة‭ ‬مهجورة‭ ‬ذات‭ ‬ظروف‭ ‬طبيعية‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬البنغال‭. ‬وقال‭ ‬سيدالله،‭ ‬وهو‭ ‬مسؤول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬الروهينجا‭ ‬‮«‬كل‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬هو‭ ‬عودة‭ ‬آمنة‭ ‬وكريمة‭ ‬إلى‭ ‬وطننا‭. ‬للأسف،‭ ‬لا‭ ‬تُسمع‭ ‬نداءاتنا‮»‬‭.‬ وأضاف‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لا‭ ‬يفعل‭ ‬شيئا‭. ‬هنا،‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬نتعفن‭ ‬تحت‭ ‬خيام‭ ‬من‭ ‬القماش‭ ‬المشمع‭ ‬والخيزران،‭ ‬وبالكاد‭ ‬نستطيع‭ ‬البقاء‭ ‬بفضل‭ ‬المساعدة‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭. ‬أما‭ ‬بنجلاديش‭ ‬فترفض‭ ‬بقاء‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاجئين‭. ‬وبرر‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬بنجلاديش‭ ‬أ‭.‬ك‭. ‬عبدالمؤمن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬بالمشكلات‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‮»‬‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تدفق‭ ‬الروهينجا‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬‮«‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬والمستدامة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬للأزمة‮»‬‭.‬ لكن‭ ‬مفوضة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السامية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ميشيل‭ ‬باشليه‭ ‬حذّرت‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬شروط‭ ‬العودة‭ ‬غير‭ ‬متوافرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬بورما‭ ‬التي‭ ‬تحكمها‭ ‬مجموعة‭ ‬عسكرية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬انقلاب‭. ‬وأظهر‭ ‬مسح‭ ‬نشرته‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‮»‬‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬تتدهور‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬حالات‭ ‬الزحار‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭ ‬‭%‬‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2019‭ ‬فيما‭ ‬تنتشر‭ ‬حالات‭ ‬عدوى‭ ‬جلدية‭ ‬مثل‭ ‬الجرب‭. ‬

مشاركة :