قال السفير خالد اليماني، مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، إن التحضيرات متواصلة لعقد الجولة المقبلة من المشاورات بين الحكومة الشرعية من جهة، والمتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مؤكدا أنه لم يتم تحديد مكان عقد جولة المشاورات، وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحضر للجولة المقبلة من المشاورات، ولكننا طلبنا من المبعوث الخاص إلزام الحوثيين بموضوع المعتقلين وموضوع تعز باعتبارهما من إجراءات بناء الثقة». وحول الوضع الإنساني الذي يزداد سوءا في محافظة تعز، جراء الحصار المطبق الذي يفرضه المتمردون الحوثيون وقوات المخلوع صالح على المدينة، ذكر سفير اليمن لدى الأمم المتحدة أن الرئاسة الأميركية لمجلس الأمن، لهذا الشهر، «تُمارس كل أشكال الضغط على الطرف الانقلابي من أجل رفع الحصار عن تعز، وهم يعرفون أن السلوك الحوثي هو سلوك من يمارس العقاب الجماعي واستخدام التجويع كأداة من أدوات الحرب، وهي عناصر يعاقب عليها القانون الدولي»، وكشف اليماني عن أنه «سيتم وضع مزيد من الانقلابيين ضمن قوائم العقوبات باعتبارهم مخترقين للقانون الإنساني الدولي». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كانت المباحثات التي أجرها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مع مسؤولين إيرانيين، عقب انتهاء مشاورات سويسرا، الأسبوع الماضي، ترجع إلى إشراك طهران في الحل السياسي في اليمن، قال السفير خالد اليماني: «لا نعتقد أن لإيران أي دور يمكن أن تلعبه في سلام اليمن»، مؤكدا أن «إيران تعمل على تأجيج النزاع من خلال دفع الطرف الانقلابي لرفض تنفيذ القرار 2216»، وأن «إيران هي جزء من المشكلة ولا تريد أن تسهم في الحل، لأن الحل بتقديرها يشكل هزيمة لمشاريعها التوسعية ونشر الفوضى الطائفية في العالم العربي». ودارت في إحدى ضواحي مدينة جنيف السويسرية، خلال الفترة من 15 إلى 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، جولة مشاورات بين وفدين يمثلان الحكومة الشرعية والمتمردين، برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقد حظيت تلك المشاورات باهتمام ومتابعة من الدول الكبرى، ورغم عدم توصل المشاورات إلى أية اتفاقات موقعة، فإن الوسيط الأممي أكد التوصل إلى تفاهمات معينة بخصوص موضوع المعتقلين والحالة الإنسانية في محافظة تعز، على وجه الخصوص. وخلال الفترة الماضية لم يلتزم المتمردون بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية، وتقول الحكومة اليمنية إن المساعدات التي وصلت تم الاستيلاء عليها خارج المدينة من قبل الميليشيات، في الوقت الذي لم تعلن أية معلومات بشأن المعتقلين الذين تطالب الحكومة اليمنية بالإفراج عنهم، وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي وعدد من السياسيين، في إطار إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، وهي الإجراءات التي كانت في صدارة أجندة المشاورات. ومن المتوقع أن تعقد الجولة المقبلة من المشاورات بين الطرفين في دولة أفريقية، كما أعلن المبعوث الأممي، غير أن مسؤولين في الرئاسة اليمنية أكدوا لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام أن المشاورات قد تعقد في دولة أوروبية، دون تحديد اسمها.
مشاركة :