شهدت مناطق واسعة من موريتانيا موجة أمطار غزيرة، صاحبتها فيضانات، هجرت مئات الأسر في مدن الوسط والجنوب. وشردت الأمطار سكان بعض أحياء العاصمة نواكشوط وشلت الحركة داخلها، حيث لم تتمكن آليات شفط مياه الأمطار المتجمعة في أحياء وطرقات العاصمة، من فك الحصار عن السكان الذين يصلون بصعوبة لبيوتهم. وقطع أعضاء الحكومة الموريتانية إجازاتهم السنوية لمواكبة جهود إنقاذ المتضررين من هذه الامطار في ظل اتهامات بالفشل لجهود السلطات في مواجهة هذه الكارثة. وقال أستاذ ورئيس قسم التسيير في المدرسة الوطنية للإدارة، مع نبيل الحاج، الدكتور محمد أبو مدين، إن الفيضانات التي اجتاحت موريتانيا في الفترة الأخيرة هي نتاجا طبيعيا لموسم الأمطار، الذي ما زال في منتصفه، كما أنها تأتي في سياق موجة التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض. ولفت إلى أن هذا التغير المناخي ينعكس على الأرض في شكلين، إما بالجفاف في المناطق التي كانت رطبة وغير الصحراوية، وبالسيول في المناطق الجافة. وأشار إلى أن هذا المستوى غير المسبوق من هطول الأمطار أربك الحكومة في موريتانيا والبينة التحتية، وأن شبكة الصرف لم تكن مستعدة لاستيعاب هذا الكم من المياه، وهو ما استدعى السلطات الإدارية لعلاجات آنية وخطط طوارئ. وأكد أنه يجب التفكير مجددا في إيجاد حلول على المدى المتوسط والبعيد تمكن من تحويل هذه النقمة إلى نعمة يستفيد منها الاقتصاد الموريتاني.
مشاركة :