يرتبط تطوير تجارة الخدمات ارتباطًا وثيقًا بحياة الشعب نحو الأفضل، إذ يعتبر هذا النوع من التجارة جزءً هاما ومجالا واسعا ضمن قطاع التجارة وقطاع التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي. منذ بداية هذه السنة وعلى الرغم من الوضع الدولي المعقد والمتغير، لا تزال تجارة الخدمات الصينية تحقق إنجازات ملحوظة. إذ أنه في النصف الأول من السنة بلغ إجمالي الواردات والصادرات الصينية من الخدمات 2891.09 مليار يوان أي بزيادة سنوية قدرها 21.6٪. حيث بلغت قيمة صادرات الخدمات 1405.95 مليار يوان بزيادة 24.6٪ بينما بلغت الواردات 1485.14 مليار يوان بزيادة 18.9٪. يعكس التقرير نصف السنوي اللافت للنظر إنجازات الانفتاح الصيني رفيع المستوى. إذ أنه في السنوات الأخيرة اتخذت الصين تدابير متعددة لتعزيز التنمية عالية الجودة للتجارة في الخدمات وتسريع وتيرة الانفتاح، ويتجلى ذلك في حرص الصين على الاستمرار في تعزيز تنفيذ مختلف السياسات والتدابير للمشاريع التجريبية للتطوير المبتكر للتجارة في الخدمات، والترويج لبناء مشاريع تجريبية شاملة لتوسيع الصناعة في هذا المجال، وإنشاء وتحسين نظام إدارة القائمة السلبية لتجارة الخدمات عبر الحدود وتطوير التجارة الرقمية والاستمرار في تسهيل الوصول إلى الأسواق في مجال الخدمات، وتوسيع نطاق استيراد الخدمات عالية الجودة إلى غير ذلك. حافظت الصين على مكانتها كثاني أكبر دولة في تجارة الخدمات العالمية لسنوات عديدة، واستمرت تجارة الخدمات كثيفة المعرفة في النمو بشكل مطرد. وبالمقارنة مع المتطلبات الكامنة في التنمية عالية الجودة، لا يزال هناك مجال كبير للتحسين في تجارة الخدمات في الصين. من منظور الطلب يخضع هيكل الاستهلاك في الصين حاليًا لعملية تحول وترقية من استهلاك المواد إلى استهلاك الخدمات. إذ يتوقع تقرير صادر عن معهد أبحاث الإصلاح والتنمية في مقاطعة هاينان الصينية أنه بحلول عام 2025 ستشكل نفقات الاستهلاك الموجهة نحو الخدمات في الصين أكثر من 50٪، وبحلول عام 2035 ستصل إلى نسبة بين 60 و65٪. هذا ويستمر تطوير هيكل الاستهلاك في زيادة الطلب على تجارة الخدمات. أما من منظور جانب العرض، فقد ازدادت القيمة المضافة لصناعة الخدمات في الصين بنسبة 8.2٪ سنة 2021 على أساس سنوي وهو ما يمثل 53.3٪ من الناتج المحلي الإجمالي. كما أظهرت صناعة الخدمات اتجاهاً نحو التنمية المتسارعة وزاد الطلب على تجارة الخدمات في تحديث الهيكل الصناعي بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك تم دمج تطوير الصناعة الصينية وتطوير تجارة الخدمات بشكل عميق. على سبيل المثال ستساعد رقمنة صناعة الخدمات وخدمة الصناعة الرقمية في تعزيز تطوير تجارة الخدمات إلى أعلى مستوى في سلسلة القيمة. وبناءً على المرحلة الجديدة من التطور أصبحت التجارة في الخدمات بشكل متزايد قوة دافعة جديدة للصين لتعميق انفتاحها ومحركًا جديدًا لتحفيز إمكانات الطلب المحلي، وتلعب دورًا مهمًا في بناء نمط تنموي جديد. لذلك تعمل الصين على توسيع انفتاح سوق صناعة الخدمات، وتسريع الترويج للمعايير والقواعد ذات الصلة في هذه الصناعة والاعتراف المتبادل بالمعايير الدولية، وإنشاء بيئة أعمال مناسبة لتطوير تجارة الخدمات. منذ بداية هذا العام وفي مواجهة بعض العوامل غير المتوقعة في الداخل والخارج، استجابت الصين بثبات إلى عوامل عدم اليقين الخارجية بمستوى عالٍ من الانفتاح وزرعت بنشاط مزايا تنافسية جديدة في تجارة الخدمات. في شهر مارس قامت وزارة التجارة وسبع إدارات أخرى بمراجعة وتحديد دفعة جديدة من 40 قاعدة تصدير للخدمات التخصصية المهنية. وغطت قواعد تصدير الخدمات المميزة في الصين في الوقت الحالي 112 مجالا بما فيها 7 مجالات رئيسية تشمل الثقافة والطب الصيني التقليدي والخدمات الرقمية إلى غير ذلك. في الآونة الأخيرة أصدرت وزارة التجارة و27 إدارة ذات صلة بشكل مشترك خطة "سبر الآراء حول تعزيز التنمية عالية الجودة للتجارة الثقافية الخارجية" مع التركيز على تعزيز الثقافة الصينية لتصبح عالمية. سيتم افتتاح معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات لعام 2022 في أوائل سبتمبر، لذلك فإن الصين لن تتوقف عن الانفتاح وستجذب بالتأكيد المزيد من الخدمات العالمية عالية الجودة، وستساعد في التحول الصناعي والارتقاء بمستوياته، وستضيف المزيد من البهجة لحياة الناس وستضخ زخمًا جديدًا في تطوير تجارة الخدمات.
مشاركة :