الكلمة الضافية التي طرحها قائد هذه الأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – أثناء ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء الموقر التي أعلن من خلالها الميزانية العامة الجديدة للدولة تلقي بظلالها على معالم مستقبل مشرق بإذن الله؛ حيث تواجه المملكة مصاعب اقتصادية مستجدة بفعل تدني أسعار النفط، فالميزانية بمواجهتها لهذا الوضع الطارئ رسمت بداية لبرنامج عمل متكامل وشامل لبناء اقتصاد قوي ومتين. هذا التوجه الجديد لمواجهة ماحدث سوف يعتمد على تنويع مصادر الدخل، وهو تنويع لابد من الأخذ به في ظل ما استجد من ظروف اقتصادية صعبة، ومن خلال هذا التنويع فإن مدخرات الدولة سوف تنمو وسوف تتيح فرصا وظيفية متعددة، كما أن توجه الدولة الجديد سوف يركز على تقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهي شراكة مطلوبة سوف تتخذ الخطوات اللازمة لبلورتها وتحقيقها على أرض الواقع. ان العجز الطارئ في الميزانية الجديدة والناجم أساسا عن تدني أسعار النفط في الأسواق العالمية لن يمنع الدولة من مواصلة العمل الدؤوب لتنفيذ مختلف المشروعات التنموية والخدمية التي أقرت في الميزانيات السابقة، كما أن العجز ذاته لن يحول دون تطوير وتحديث الخدمات الحكومية المختلفة ورفع كفاءة الانفاق العام والعمل كذلك على مراجعة دقيقة لمنظومة الدعم الحكومي. تلك الخطوات في مجموعها سوف تؤدي الى تنفيذ مختلف البنود الموضوعة وصولا الى مرحلة التدرج المطلوبة لتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد والحيلولة دون الهدر، وهي خطوات تمثل بداية حقيقية لقيام اقتصاد شامل سوف يرسم مستقبلا أفضل للبلاد والعباد يقوم في أساسه على عدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، فتنويع مصادر الدخل سوف يؤدي الى تحقيق استمرارية تنفيذ كافة المشروعات التنموية الطموحة. وقد ركز خادم الحرمين الشريفين في كلمته الضافية التي أعلن من خلالها ميزانية الدولة الجديدة على الثروة البشرية للمملكة على اعتبار أنها تمثل الثروة الحقيقية للأمة، ووجه – يحفظه الله – بتقليل الآثار السلبية على المواطنين لاسيما ذوو الدخول المحدودة، فالانسان السعودي هو محور هام من محاور التنمية، واليه توجه الدولة كافة مشروعاتها الخدمية، وقد كان دائما محط ورعاية واهتمام القيادة الرشيدة. يمكن القول باطمئنان وثقة أن المستقبل المنظور للمملكة بعد اعلان الميزانية الجديدة يحمل تفاؤلا كبيرا بتحقيق آمال وتطلعات القيادة الحكيمة، وسوف يحقق للمواطنين أفضل مستويات الرخاء والعيش الكريم رغم التحديات الاقتصادية التي واجهتها المملكة، وهي تحديات لن تحول دون صياغة خطوات جدية نحو صناعة مستقبل عريض وشامل تتمتع فيه المملكة بمزيد من الاستقرار والأمن والتقدم وتحقق مزيدا من مشروعاتها التنموية العملاقة. الميزانية الجديدة تحمل دلالة واضحة على أهمية صناعة اقتصاد قوي يعتمد على تنويع مصادر الدخل ويعطي الأولوية لاستكمال تنفيذ المشروعات المقرة في الميزانيات السابقة والتي دخل كثير منها في حيز التنفيذ، ومن ثم الالتفات الى تحقيق التوجيهات الرشيدة بالعمل على بناء اقتصاد شامل سوف يؤدي بإذن الله الى كثير من الانجازات المأمولة على طريق قيام اقتصاد جديد للمملكة يؤدي الى تحقيق خيرات وافرة وواسعة للمملكة ومواطنيها.
مشاركة :