تعرضت باكستان إلى موجة من الأمطار الموسمية تسببت خلال ساعات بفيضانات هائلة مدمرة غيرت معالم حياة ملايين السكان، وقضت على مساحات واسعة من الفدادين المزروعة في مقاطعاتها الأربع الكبرى: البنجاب والسند وبلوشستان وخيبر بختونخوا، وشردت أكثر من 33 مليون شخص، وسط أزمة في الإغاثة تلوح في الأفق بسبب تعرض كثير من الجسور والطرق إلى دمار وخروج من الخدمة. وأعلنت الحكومة حالة طوارئ على مستوى البلاد، وشارك الجيش في عمليات الإجلاء والإغاثة، إلا أن بعض المناطق لا يمكن الوصول إليها إلا عبر مروحيات، خاصة في إقليم بلوشستان التي تحولت إلى جزر معزولة بسبب دمار لحق بشبكة النقل. وذكرت صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية أن جسراً للسكك الحديدية يعود إلى الحقبة البريطانية جرفته الفيضانات وعزل مدينة كويتا، عاصمة بلوشستان. وأغلقت الجسور المدمرة والانهيارات الأرضية جميع الطرق السريعة الأربعة التي تربط بلوشستان بالمقاطعات الأخرى في جميع أنحاء البلاد. كما انقطعت الاتصالات في مناطق ريفية نائية. وتم إنشاء حوالي 43 معسكراً للإغاثة الغذائية في السند، لتزويد الناس بالأغذية والأدوية. وقالت السلطات إن عشرات الأشخاص فقدوا حياتهم، بينما تضررت مئات الآلاف من المنازل في أعقاب الفيضانات الكارثية. وحث رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الدول الصديقة والمانحين على دعم جهود الإغاثة وإعادة التأهيل. وكرر شهباز طلبه للدعم خلال اجتماع لسفراء ومفوضين أمميين وكبار أعضاء السلك الدبلوماسي لإطلاعهم على وضع الفيضانات. وقال رئيس الوزراء أثناء إحاطة بالاجتماع، إن أكثر من 900 شخص من بينهم 300 طفل فقدوا حياتهم وأصيب 1300 حتى الآن في إحصائية تشمل الفيضانات منذ الشهر الماضي. من جانبها، قالت وكالة مكافحة الكوارث الإقليمية إن مليوني فدان من المحاصيل المزروعة قضي عليها في إقليم السند وحده، حيث يعيش العديد من المزارعين يوماً بيوم. جرف فنادق في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، جرفت مياه الفيضانات فندقاً كبيراً في كالام - وهو واد في منطقة سوات في خيبر باختونخوا. ويقع الفندق على ضفة نهر سوات، وقد تم إخلاءه مسبقاً ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. وقال جنيد خان نائب مفوض منطقة سوات في مقاطعة خيبر بختونخوا لوكالة فرانس برس إن 14 فندقاً مبنياً على ضفاف نهر جرفت، بالإضافة إلى محطتين صغيرتين للطاقة الشمسية. مخاوف من انهيار سدود وتتخوف السلطات من حدوث انهيارات على سدود الأنهار في حال استمرار هطول الأمطار الأمر الذي يشكل خطراً مميتاً على عشرات الآلاف من السكات المقيمين بالقرب من السدود، وفق تحذيرات مركز عمليات الطوارئ الإقليمية في الأقاليم الأربعة. وفي شامان، البلدة الحدودية الغربية المجاورة لأفغانستان، اضطر المسافرون للخوض في المياه التي وصل ارتفاعها إلى الخصر، لعبور الحدود بعد انفجار سد قريب، ما زاد إلى الفيضانات الناجمة عن الأمطار. إحصائية أولية ووفق إحصائية أولية للخسائر غير البشرية لفيضانات أمس، أوردتها وسائل إعلام باكستانية نقلاً عن السلطات، فإن خسائر الثروة الحيوانية بلغت نحو 800 ألف رأس من الماشية، في حين قالت وكالة مكافحة الكوارث في البلاد إن نحو 220 ألف منزل دمر فيما تضرر نصف مليون آخر بشدة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App