2015 فضائح وفساد وابتزاز

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن أن تجد اسما غير عام الفضائح، الفساد، والأزمات للعام الذي ينتهي الليلة، حيث شهدت أشهر عام 2015 كثيرا من الأحداث الرياضية الغريبة والمفاجآت المثيرة. الاتحاد الدولي لكرة القدم، المنشطات في روسيا، ابتزاز أشرطة الفيديو، كانت بين مسلسل القضايا المعروضة على المحاكم التي هزت عالم الرياضة ومرشحة للاستمرار في 2016. ويقول الإنجليزي باتريك نالي أحد أقطاب التسويق الرياضي «هناك ضغط هائل على الرياضة لتغير ممارساتها وتصبح أكثر شفافية». تغيرت مفردات الرياضة هذا العام، فمن ورقة المباراة، سوق الانتقالات والحكام، أصبحت: أمرا قضائيا، طلبات تسليم، مكتب التحقيقات الفيدرالي و=قضاة التحقيق. شبهات ورشاوي الميدالية الذهبية أحرزها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من دون أي منازع، بعد معاناته أخطر فضيحة فساد منذ تأسيسه قبل أكثر من 100 عام، هي المنظمة الرياضية الأقوى في العالم بما يساوي قوة دولة بأكملها، بما أن كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم. منذ سنوات، تضخمت شبهات الفساد إلى أن انفجرت في أيار (مايو) الماضي، وكان الانفجار مدمرا. اعتقل أبرز مسؤولي اللعبة خصوصا من القارة الأمريكية، وتم سحبهم من فندق فاخر في زيوريخ بطلبات قضائه أمريكية. الرئيس المنتخب لولاية خامسة، السويسري جوزيف بلاتر، يعلن استقالته بعد أيام تحت الضغوط، ثم يوقف ويتم اتهامه من قبل السلطات السويسرية. خليفته المنتظر الفرنسي ميشال بلاتيني، سار على طريق الإيقاف عينه لدفعة مشبوهة من الأول إلى الثاني بقيمة 1.8 مليون يورو. رئيس جديد قد ينتخب في الـ 26 من شباط (فبراير) المقبل وسيكون على عاتقه مهمة بالغة الصعوبة تتمثل في إعادة الثقة بالمنظمة المهترئة. تؤكد الألمانية سيلفيا شنك المتخصصة الرياضية في منظمة مكافحة الفساد الدولية "أصيب الناس بالاشمئزاز بسبب ذلك. البعض يعتقد أن التغيير لن يحصل، ويأمل آخرون في تغيير جذري بين ليلة وضحاها، أي من الافتراضين ليس جيدا: سوف يستغرق وقتا طويلا ليتغير "فيفا" من العمق". كان منح شرف تنظيم مونديالي 2018، و2022 إلى روسيا وقطر على التوالي الشرارة التي فجرت التحقيقات حتى الآن، تم شطب، إيقاف أو الاشتباه بـ17 من الأعضاء الـ24 الذين صوتوا للملفين عام 2010. تم اتهام 39 شخصا حتى الآن من قبل القضاء الأمريكي، الذي يعد أن مستوى الفساد في فيفا "لا يمكن تصوره"، وبحسبه، فإن 200 مليون دولار أمريكي من العمولات جالت على شكل رشاوى في أروقة الاتحاد الدولي منذ 1991. تنشط حكومي هذا بالنسبة لكرة القدم، أما في ألعاب القوى الروسية فالأمر مختلف. تنشط حكومي. عبارة تعيد إلى الأذهان الحرب الباردة، اتهام موجه إلى روسيا فلاديمير بوتين، بسبب التنشط الممنهج في ألعاب القوى من قبل السلطات الرسمية، الذي قد يبعدها عن ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية الصيف المقبل. قنبلة كمنت في تقرير من 300 صفحة نشرته الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. بدوره، الرئيس السنغالي السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى لأمين دياك حتى آب (أغسطس) الماضي، اتهم من قبل القضاء الفرنسي بسبب تغطيته المتنشطين الروس. بلاتيني هذه ليست سوى البداية، فالجزء الثاني من التقرير منتظر مطلع عام 2016 وقد يتهم كينيا مثلا ورياضات مختلفة. كل هذه الحالات أبصرت النور بسبب الممارسات غير الشفافة للمنظمات الرياضية، ما دفع شنك إلى القول: "في الماضي لم نكن نعلم، أو بالأحرى لم يرغب كثيرون في أن يعلموا". هذه المؤسسات هي منظمات متعددة الجنسيات تساوي الملايين لكنها تعمل بأسس قليلة المهنية وموروثة من مرحلة ما بعد الحرب، قبل حقبة تدفق المال في الرياضة من خلال الحقوق التلفزيونية. تضارب في المصالح، بحث عن التأييد وفساد: أصبحت الخطوط الصفراء غير واضحة. من جهته، اضطر الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لألعاب القوى البريطاني سيباستيان كو إلى التنازل عن عقده مع العملاق الأمريكي نايكي بعد اتهامه بتضارب في المصالح حول منح مدينة يوجين الأمريكية حقوق استضافة مونديال القوى لعام 2021، والمرتبطة بالعلامة الأمريكية الشهيرة، وهنا أيضا القضاء الفرنسي يحقق. تهم فساد تنظيم مونديال ألمانيا 2006 لكرة القدم كان محط جدل واسع بسبب تهم فساد، وصف القيصر فرانتس بكنباور المطارد بدوره بهذه التهم كيفية الحصول على الاستضافة "لقد ذهبنا إلى الحد الأقصى"، لكن ما هذه الحدود؟. يتوقع باتريك نالي: "بعد هذه الإضاءة على اتحادي كرة القدم وألعاب القوى سيأتي دور باقي الاتحادات الرياضية". ابتزاز بنزيما دور الفضائح لعب دور البطولة فيه المهاجم الفرنسي كريم بنزيما لاتهامه بقضية ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا بشريط غير أخلاقي. المال، الإذلال والعدالة، كوكتيل فريد من نوعه بين زميلين في منتخب وطني واحد، لكن تقبله من الجماهير كان بالغ المرارة: أبعد بنزيما عن المنتخب، وسيغيب مبدئيا عن كأس أوروبا 2016 على أرضه. لم يمنع كل ذلك حقوق بيع البطولات من التضخم: 6.9 مليار للدوري الإنجليزي و2.65 مليار للدوري الإسباني في السوق المحلية بين عامي 2016 و2019. وعلى الرغم من آفات عام 2015، رطب ثلاثي برشلونة الإسباني "M S N" الأجواء، وتعد كأس أوروبا وألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية في 2016 بإثارة تخفي ما يحصل من موبقات وراء الكواليس.

مشاركة :