وهو أول تأكيد دولي على إصابة روضة أطفال اتهم متمردو تيغراي الجيش الاثيوبي باستهدافها، في حين قالت الحكومة الإثيوبية إنها لم تقصف سوى "أهداف عسكرية". وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل في تغريدة أن "يونيسف تدين بشدة الغارة الجوية التي تعرضت لها ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي في إثيوبيا". وأضافت أن "الضربة أصابت روضة أطفال مما أسفر عن مقتل العديد من الأطفال وإصابة عدد منهم". وأشارت إلى أن "الأطفال دفعوا مرة أخرى ثمنا باهظا لتصعيد العنف في شمال إثيوبيا. منذ ما يقرب من عامين، يعاني الأطفال وعائلاتهم في المنطقة من أهوال هذا النزاع. يجب أن يتوقف". ولم ترد الحكومة الإثيوبية على الفور على تصريحات الأمم المتحدة. وأكد مسؤول في مستشفى أيدير في ميكيلي لوكالة فرانس برس أن المنشأة استقبلت "أربعة قتلى بينهم طفلان وتسعة جرحى". وقال تلفزيون تيغراي الحكومي إن "سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال" قتلوا. وليس باستطاعة الصحافيين الوصول إلى شمال إثيوبيا ما يجعل التحقق المستقل مستحيلا. كما أن شبكة الاتصالات في هذه المناطق غير منتظمة. القانون الدولي قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس المتحدر من إقليم تيغراي في تغريدة إنه "يعجز عن التعبير" امام "هذا الحدث الرهيب وخسارة أرواح بريئة" واصفا الضربة بأنها "وحشية". دان المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش الضربة "التي أسفرت عن مقتل مدنيين" داعياً إلى "احترام القانون الدولي الإنساني"، دون الإشارة إلى المكان الذي استهدفته الغارة. وكتب في تغريدة "المدنيون ليسوا أهدافا". تتبادل الحكومة ومتمردو جبهة تحرير شعب تيغراي الاتهامات بشأن المسؤولية عن استئناف القتال على الحدود الجنوبية الشرقية للإقليم، الذي أنهى الأربعاء هدنة استمرت خمسة أشهر. اقتصر القتال على منطقتين حول الحدود الجنوبية الشرقية لتيغراي، لكن الجمعة شنت الطائرات الإثيوبية غارة جوية على ميكيلي. وأكد المتمردون أن طائرة "ألقت قنابل على منطقة سكنية وروضة أطفال في ميكيلي". وردت الحكومة الإثيوبية بأن سلاح الجو الإثيوبي لم يستهدف سوى "مواقع عسكرية" متهمة متمردي تيغراي بأنهم "وضعوا أكياس جثث زائفة في مناطق مدنية للقول إن الطيران استهدف مدنيين". وما زال من الصعب تقييم الوضع الميداني الجمعة، وتعذر الاتصال مع الأطراف المعنية صباح السبت. تصعيد مخيف يثير استئناف المعارك مخاوف من عودة الصراع على نطاق واسع ويبدد الآمال الضعيفة التي أثارتها في حزيران/يونيو احتمالات تفاوض لم تتحقق. ودعت دول كثيرة ومنظمات من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى وقف النزاع وإيجاد حل سلمي للصراع المتواصل منذ 21 شهرا. اندلعت الحرب في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما شن رئيس الوزراء أبيي أحمد عملية عسكرية على تيغراي لطرد السلطات المحلية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي لاتهامها بشن هجمات على معسكرات للجيش الفدرالي. بعد انسحابهم في مرحلة أولى، استعاد متمردو تيغراي السيطرة على معظم أنحاء المنطقة في هجوم مضاد في منتصف 2021، تمكنوا خلاله من دخول أمهرة وعفر. وتسببت الحرب بسقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص، فيما تحذر الأمم المتحدة من أن آلاف الإثيوبيين في وضع أشبه بالمجاعة.
مشاركة :