مباشر: أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أهمية بحث سبل تحقيق الشعوب الإفريقية آمالها وطموحاتها بالتعاون المثمر مع الشريك الياباني، واصفا القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية (تيكاد 8) باللقاء التاريخي. وقال سعيد - في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة التي تعقد بقصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية التي تستضيف القمة على مدى يومين - "لابد من أن نبحث خلال اللقاء التاريخي عن السبل التي تمكن الشعوب الإفريقية من تحقيق آمالها وتطلعاتها وأحلامها التي كانت تراود الجيل الأول من القادة إثر الاستقلال"، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت. وتابع قائلا: "نشعر اليوم أننا دخلنا مرحلة جديدة من التاريخ المختلف عن المراحل السابقة، وكأن القرن 21 بدأ في عام 2022 حيث تغيرات الأوضاع سريعا إثر جائحة كورونا وما نتج عنها من آلام، أبرزت مرة أخرى أن التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب على الأقل في المرحلة الأولى من الجائحة". وأضاف الرئيس التونسي، أنه التقى أمس، بعدد من المسؤولين وبحث معهم التجربة الإفريقية والشراكة بين دول الاتحاد الإفريقي وعدد من الدول الأخرى، موضحا أنه من بين المحاور التي تم التركيز عليها في هذه اللقاءات الأسباب التي جعلت إفريقيا في الوضع الذي لا تزال تعيشه اليوم إثر استقلالها. وأشار، إلى أن "الأحلام بعد الاستقلال كانت كبيرة وكان هناك زعماء أسسوا منظمة الوحدة الإفريقية لإيمانهم بها ولكن هذه الأحلام والتطلعات لم تلق حظها ولم تجد طريقها إلى التطبيق". وشدد، على ضرورة النظر في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الأوضاع في القارة الإفريقية المليئة بالخيرات، مضيفا أن الدول الإفريقية تلتقي اليوم مع اليابان، الشريك الذي نجح في الاحتفاظ بثقافته وقيمه وفي نفس الوقت اختصر المسافة بسرعة في التاريخ ونجح بجدارة في أن يكون من الدولة المتقدمة رغم الظروف الصعبة التي مر بها. وقال الرئيس التونسي، إن هذا اللقاء الذي يعد تاريخيا لابد أن يتم خلاله البحث عن السبل الكفيلة التي تمكن الشعوب الإفريقية من تحقيق آمالها وتطلعاتها. وتابع، أن العالم دخل في مرحلة جديدة نتيجة للحروب التي بدأت تظهر بين الحين والآخر في عدد من الدول، لافتا إلى أن العولمة التي بدأت في الظهور في بداية التسعينيات عقب سقوط الاتحاد السوفيتي انقلبت على ذاتها وكأن البعض يريد أن يعود إلى الوراء إلى فكرة الدولة الأمة وهو فكر تجاوزه الزمن، مؤكدا أن العالم في حاجة إلى تصور آليات جديدة لتحقيق الأهداف المنشودة. ولفت الرئيس التونسي، إلى أن بلاده دعت - بعد أن دخل العالم المرحلة الجديدة في التاريخ - إلى خلق توازن جديد، مؤكدة أن العالم لا يمكن أن يستمر على ما كان عليه، مشيرا إلى أن إفريقيا خاصة التي تعج بالثروات والخيرات لا يمكن أن يتصور أن تتوفر بها كل هذه الثروات وشعوبها تشكو الفقر. وأكد سعيد، أن ما يجب أن يتم حاليا في ظل هذه التطورات العمل على استنباط آليات جديدة مختلفة عن الآليات السابقة، وأنه لا يمكن أن نحقق النجاح المنشود، إلا في ظل أنظمة سياسية مستقرة وفي ظل عدالة اجتماعية مستمرة، موضحا أن القضايا التي شهدتها الدول الإفريقية على مر أكثر من نصف قرن جاءت نتيجة لجملة من الأسباب ليس أقلها التدخلات الخارجية وغياب المؤسسات، فضلا عن غياب العدالة الاجتماعية المنشودة. وألمح الرئيس التونسي، ضرورة بناء مجتمعات عادلة وبناء مرحلة جديدة في تاريخ الإنسانية، كما علينا النظر في التاريخ وفي الأسباب التي أدت إلى هذه الأوضاع. وأضاف، أن إفريقيا يوجد بها الكثير من الثروات والقدرات البشرية، ونعتز بهذه القدرات التي تتوفر في تونس وفي العديد من الدول، وسنعمل على إيجاد الحلول والظروف الملائمة للاستثمار. ودعا الرئيس التونسي، في ختام كلمته، إلى ضرورة الحديث عن كافة القضايا بقراءة موضوعية نقدية، معربا عن شكره لجهود كافة الحاضرين فى القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8" .
مشاركة :