يقول رئيس مجلة «تايم»، كيث غروسمان، لموقع «كوين تليغراف» الأمريكي، إن المجلة تظهر إمكانيات الانخراط الجديدة التي تجلبها «ويب 3» إلى صناعة النشر، معرباً عن اعتقاده بأن «ويب 3» قادرة على تطوير العلامة التجارية في عالم ينتقل فيه الأفراد من مستأجرين إلى مالكين عبر الإنترنت، وتتحول الخصوصية من المنصات إلى الفرد. مجتمع وأوضح غروسمان أن «تايم» طرحت ما يقرب من 30 ألف رمز غير قابل للاستبدال حتى الآن، وتلك تم جمعها بواسطة أكثر من 15 ألف عنوان محفظة، بينها 7000 مرتبطة بـ«تايم.كوم» لإزالة جدار الحماية دون الحاجة إلى تقديم معلومات شخصية، مشيراً إلى أنه على طول الطريق نما مجتمع «ويب 3» للمجلة باسم «تايم بيس» إلى أكثر من 50 ألف فرد. وكانت تايم قد أطلقت في سبتمبر 2021 مشروع «تايم بيس»، وهو عبارة عن مساحة معرض رقمي تمت استضافته في سوق «أوبن سي» للرموز غير القابلة للاستبدال، وقد نما عدد فناني «تايم بيس» من 38 إلى 89 فناناً. بالنسبة إلى غروسمان، يكمن الجانب الأهم في هذا النمو في التمييز بين «الجمهور» و«المجتمعات»، موضحاً أن الجمهور يتفاعل مع المحتوى للحظة، في حين أن المجتمع يتواءم مع القيم المشتركة ويتم تزويده بفرص المشاركة المستمرة. ومما قاله بهذا الخصوص: «المجتمعات الصحية لديها خنادق تجعل من الصعب تعطيلها أو التحايل عليها. ومع ذلك، فإنها تتطلب الكثير من العمل لتطويرها ورعايتها. وتكمن فائدة المجتمعات طويلة الأمد في الاستقرار، فيما النشر يفتقر إلى الاستقرار». وقد تكون الرموز غير القابلة للاستبدال مفتاحاً لتزويد عالم النشر بالاستقرار وبالتفاعل الجماهيري. طوابع ومن شركات النشر التي دخلت مساحة «ويب 3»، هناك أيضاً شركة «رويال يو انسخديه»، وهي شركة طباعة هولندية عمرها 300 عام، زودت زبائنها بمنصة رموز غير قابلة للاستبدال لـ «طوابع رقمية». عن ذلك، أفاد الرئيس التنفيذي للشركة، غيلمر لايبراندت، لموقع «كوين تليغراف» أن الطوابع البريدية وعالم الطوابع تقليديان للغاية، وأن الرموز غير القابلة للاستبدال سوف تتيح التوسع، مشيراً إلى أن الطابع الرقمي يفتح سوقاً عالمية لشراء الرموز غير القابلة للاستبدال وادخارها والمتاجرة بها. وهذا جذاب جداً، حسب قوله، لزبائن الشركة الرئيسيين بأكثر من 60 منظمة بريدية وطنية في أنحاء العالم. وأوضح لايبراندت أن جامعي الطوابع لن يكونوا قادرين فقط على امتلاك رمز غير قابل للاستبدال فريد، ولكن ستعمل الرموز أيضاً كـ «توائم رقمية» تهدف إلى توفير طبقة إضافية من الأمان والمصادقة على منتجاتها المادية. كذلك، لفت إلى أن ربط الأشياء المادية بنظيراتها الرقمية يوفر للزبائن ميزات إضافية، موضحاً أن الشركة بدأت في تطوير «شخصيات» تهدف إلى منافسة الأوراق النقدية المطبوعة الآمنة. وعلى غرار مجلة «تايم»، فإن الطوابع الرقمية و«الشخصيات» تمكن الشركة من بناء مجتمع من القادرين على الانخراط مع المنصة ومع بعضهما بعضاً. وكل أنواع التطبيقات الحديثة يمكن ربطها بها، كالوصول إلى مناسبات واقعية، مثل «فورمولا 1» وغيرها، حسب قوله. أخبار في جانب آخر، باشرت مؤسسات إخبارية مستقلة أيضاً في تطبيق تقنيات «ويب 3» لحل أحد أكبر التحديات التي تواجه صناعة الإعلام اليوم، وهي «الأخبار المزيفة»، كالمنصة الإخبارية اللامركزية «باي واير» التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبلوك تشين لتحديد المحتوى المزيف أو المضلل. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، مايكل أوسوليفان، لموقع «كوين تليغراف» إن المنصة أنشأت ونشرت خوارزميات «موثوقة أم لا» يمكنها أن توفر تطمينات «سريعة» للقراء لأن المحتوى الذي تتعامل معه منصة «باي واير» جدير بالثقة، وأن من ينتجه يخضع للمساءلة، موضحاً أن تقنية الذكاء الاصطناعي في «باي واير» قادرة على «قراءة» مقال في غضون ثوان قبل نشره مباشرة لتحديد مدى مصداقية المحتوى. وبمجرد تأكيد الأمر، تنشئ الخوارزميات توصية مع الأسباب الكامنة وراءها لمساعدة «المستهلكين على إدراك دوافع ونوايا منتجي المحتوى»، حسب قوله. وأشار إلى أن «باي واير» لديها مجتمع من القراء المرتبطين بالمنصة، حيث يحظى كل قارئ على حساب عملة تشفير «إي أو إس» مجاني ليبدأ بكسب مكافآت رمزية على الفور. تأثير لكن في الوقت الذي «ويب 3» لديها القدرة على تحويل صناعة النشر، إلا أن التأثير يظل موضع تساؤل، وفقاً للكاتبة رايتشل ولفسون في موقع «كوين تليغراف»، حيث هناك نقص في الوضوح بين الناشرين بكيفية استخدام بلوك تشين. لكن رئيس مجلس إدارة «كونكورديوم»، لارس سيير كريستنسن، وهي شركة بلوك تشين سويسرية تشغل منصة الرموز غير القابلة للاستبدال لشركة «رويال يو انخسيديه»، أعرب لموقع «كوين تليغراف» عن اعتقاده بأن الرموز غير القابلة للاستبدال وتقنيات «ويب 3» الأخرى ستصبح هي القاعدة قريباً. وقد أكد غروسمان، رئيس مجلة «تايم» ذلك حيث قال: أثار صعود أجهزة الكمبيوتر نقاشاً مستمراً حول التكنولوجيا. وأوضح ستيف جوبز أن جهاز أيبود يمكنه استيعاب «ألف أغنية في الجيب»، وهو يعتقد بحدوث لحظة مشابهة لـ «ويب 3» لكن ليس بعد. مع تحول «ويب 3» إلى أكثر قطاعات الاستثمار رواجاً في عام 2022، وظهور منافع استخدام «الرموز غير القابلة للاستبدال» و«ميتافيرس» وتطبيقات «بلوك تشين» الأخرى، بدأت قطاعات مختلفة في صناعة النشر باستخدام التكنولوجيا، بهدف تغيير نماذج أعمالها التقليدية وبناء مجتمعاتها وتعزيز تفاعلها مع الجمهور. من شركات النشر التي دخلت هذا المعترك، شركة نشر الكتب المدرسية العملاقة «بيرسون» التي أعلنت أخيراً عن خطط لاستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال في تتبع مبيعات الكتب المدرسية الرقمية لالتقاط الإيرادات المفقودة في السوق الثانوية. كما طرحت مجلة «تايم» الأمريكية رموزاً غير قابلة للاستبدال لإنشاء تدفقات إيرادات جديدة، ومن أجل بناء إحساس بالانتماء لمجتمع داخل صناعة النشر. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :