الإعداد والتأهيل النفسي للاعبين، بمثابة الحلقة المفقودة في الوسط الرياضي بمختلف ألوانه ومجالاته، فالفكرة «محلك سر» لا تراوح مكانها، وهي مجرد ملفات تتكدس في أدراج الأندية والاتحادات الرياضية دون أن تجد طريقها للتنفيذ، رغم التقدم الهائل الذي شهده العالم انطلاقاً من القيمة الفنية العالية التي يمثلها هذا الجانب والتي لا تقل أهمية عن التدريبات العضلية والجسمانية المتنوعة، والمحاضرات الفنية، وغيرها من الأمور المرتبطة بالتطور الذي يحدث بشكل دائم في الكرة على جميع المستويات. وإزاء هذا التجاهل المستغرب لهذا العامل المهم والخطير في إعداد اللاعبين، تقفز إلى الواجهة العديد من علامات الاستفهام حول تغاضي الأندية وحتى على مستوى الاتحادات الرياضية عن هذا الجانب المهم، في الوقت الذي كشفت فيه الممارسات العالمية عن أهمية كبيرة لهذا الأمر، كان يجب أن تمثل دافعاً نحو العمل على إطار زمني يستهدف الوصول إلى قناعة كبيرة بوجود المتخصص في مجال التأهيل النفسي. ومع التحول الكبير في وسائل التواصل المتطورة، أصبح جميع الرياضيين أمام ضغوط هائلة تفرض عليهم تحمل الكثير من العبء والمتاعب التي تؤثر بشكل سلبي على مردودهم الفني، وتعصف بتطلعات وطموحات الجماهير، إذ تمثل هذه النتائج الكارثية نتيجة حتمية لتجاهل الأمور الخاصة بالتأهيل النفسي. هدف أكد الدكتور ناصر العامري، عضو مجلس إدارة الجمعية العربية لعلم النفس الرياضي، رئيس المجلس التنفيذي للجمعية العربية للميكانيكا الحيوية والسلوك الحركي، أهمية الإعداد النفسي للرياضيين، ولجميع المستويات الأخرى في المجتمع، وقال إن اللاعب في مختلف الرياضات وحتى يقدم الخدمات الفنية المطلوبة يحتاج بجانب الإعداد البدني إلى الشجاعة والمثابرة لاستحداث الوسيلة التي تعينه على الصمود ومجاراة الصراع القوي والمستمر تطلعاً لتحقيق الهدف، وهنا يظهر الإعداد النفسي كعامل مهم، وهو أسلوب من أساليب عملية التخطيط والاستعداد للمنافسات، جنباً إلى جنب مع الإعداد البدني، بل وفي أحيان كثيرة يصبح أكثر فاعلية في إحداث التفوق المنشود كونه يرتبط مباشرة بالصفات النفسية للاعب ويؤدي دوراً مهماً وناجعاً في تطورها بما يساعده في التكيف مع مختلف الظروف والتغييرات التي تحدث أثناء المباريات. شخصية وقال العامري: عملية التأهيل النفسي للاعبين تحتاج لمعد نفسي يتمتع بشخصية تربوية متطورة التفكير وطني مخلص لوطنه، يعلم دور الرياضة في المجتمع، يتسم بالشخصية المتزنة، متعقل في تصرفاته لنيل احترام الجميع، مع ضرورة أن يتمتع بالذكاء الاجتماعي وهذا يعني قدرته على التعامل الجيد مع الغير، وخاصة الذين لديهم علاقة بعملية التدريب، ويتمتع بالذكاء في حل المشاكل التي تقابله خلال العمل، وأن يكون متمتعاً بلياقة بدنية وصحية ونفسية. من أجل تطوير الأداء وذكر أن أنديتنا الرياضية تحتاج لمعد نفسي من أجل تطوير الأداء على النحو المطلوب كما هو الحال في الأندية الأوروبية الكبيرة مثل برشلونة، وريال مدريد وغيرهما، موضحاً أن أغلب المدربين ليس لديهم اهتمام كبير بمعرفة الجانب النفسي للاعب، مع أن هذا أمر مهم يساعد على نجاح المدرب وحتى في امتحان رخصة التدريب هناك برنامج لعلم النفس ولو لفترة محدودة، وأوضح أن أهمية علم النفس تتمحور في إعداد اللاعب نفسياً وتطوير شخصيته وأدائه ونظامه الحياتي وثقافته، وكيف يوزع برنامجه، ورياضتنا لن تتطور إذا لم يدخل فيها الجانب العلمي مثل علم النفس وعلم التغذية، فهذه جوانب مهمة جداً لكن بعض الأندية لا تهتم بها، خصوصاً التغذية التي تعتبر عاملاً مهماً مثل التهيئة النفسية والبدنية، فبعض اللاعبين لا يعرفون ماذا يأكلون، وإذا لم نهتم بتغذيتهم الصحيحة فكل الجهود ستضيع هباء، ويصبح احترافنا ناقصاً. منظومة الاحتراف ووضع العامري علامات استفهام أمام السياق المرتبط بالاحتراف في دورينا أو حتى على مستوى بعض الدول في المنطقة، وقال إن التطور الذي يشهده العالم يجب أن يحفز الوسط الرياضي عن البحث في الواقع الحالي، ويسعى لتعزيز العناصر المرتبطة بمنظومة العمل استناداً إلى النتائج الحقيقية والتطورات المستمرة في الكثير من الجوانب التي يجب أن تمثل دافعاً لكل ما يعزز الأهداف التي نسعى إليها في المجتمع. فوز وخسارة وأكد جمعة العبدولي، مدير الفريق الأول بنادي دبا الفجيرة، أن الإعداد النفسي لا يقل أهمية عن الإعداد البدني بالنسبة للاعب، موضحاً أن تهيئة اللاعب نفسياً قبل وبعد المباريات في حالتي الفوز والخسارة، أمر مهم ينبغي أن تطلع به إدارة الفريق أو المتخصص في هذا الشأن لأن اللاعبين غالباً يعانون ضغوطاً كبيرة قبل المباراة، وفي حال لم يتم إعداد اللاعب نفسياً فهذا سيؤثر سلباً على عطائه ولن يستفيد منه الفريق على النحو المأمول. وقال: هناك نجوم كثر تؤثر عليهم سلوكياتهم سلباً داخل الملعب وهؤلاء يحتاجون تعاملاً خاصاً سواء من المدرب أو الإداري أو الشخص المسؤول، وبالنسبة للإداري فعليه أن يكون دائماً قريباً من اللاعب لمعرفة ما يدور حوله ويتعرف على مشاكله، وأن يشعره بأنه أخوه الأكبر وليس إدارياً يتعامل معه بالجدية والجزاء والحساب. وأردف: هناك أندية كبيرة في العالم تستعين بالاختصاصي النفسي بل وتتعاقد معه رسمياً طوال الموسم مثل المدرب تماماً، وهذا يؤكد أهمية العامل النفسي في إعداد الفريق خصوصاً في المنافسات الكبيرة داخلياً وخارجياً، ولذلك فالإعداد النفسي عامل خطير إما لك وإما عليك. معسكر إعدادي وأكد فيصل علي لاعب العين والمنتخب الوطني السابق، أن الضغوط النفسية التي يتعرض لها اللاعب سواء في المعسكر الإعدادي أو مع بداية وأثناء الموسم التنافسي كبيرة وهنا يأتي دور التحضير النفسي وهو دور مكمل للإعداد البدني ولا غنى عنه لأنه في حال غاب ربما تنعدم فاعلية اللاعب حتى لو كان في كامل لياقته البدنية، وهذا الأمر ينطبق على جميع المجالات، فالموظف مثلاً لن يقوم بواجبه على أكمل وجه إذا كان يعاني من الضغوط وربما ارتكب أخطاء كبيرة. 4 عناصر مهمة تشتمل عليها الصلابة الذهنية في إعداد اللاعب نفسياً قبل وأثناء وبعد المنافسات الداخلية والخارجية 1 ــ الالتزام على اللاعب أن يلتزم التزاماً كلياً في مشواره بالتركيز على الهدف والإنجاز المحدد كالفوز بلقب الدوري مثلاً، ويتبع ذلك الالتزام في الأكل والشرب والنوم والراحة. 2 ــ التحكم ويعني ذلك تحكم اللاعب بعواطفه كالانفعالات والأخلاق والضغوطات، وكذلك التحكم بحياته الشخصية من كافة الاتجاهات، وغير ذلك من الأمور الحياتية التي تخصه. 3 ــ التحدي يقتضي هذا الأمر أن يتمتع اللاعب بروح المغامرة والمخاطرة دون خوف أو رهبة ويميل إلى التعلم من التجارب. 4 ــ الثقة ثقة اللاعب في قدراته ومهاراته وتمارينه وكل ما يخص رياضته وكذلك ثقته في الإداري والمدرب والجمهور والنادي وكل ما يتعلق بعلاقاته الشخصية. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :