تواصلت الاشتباكات التي اندلعت ليل الجمعة/السبت في طرابلس بين مجموعات مسلحة تسعى كل منها لفرض نفوذها على مساحة أوسع من العاصمة الليبية. وأفادت وزارة الصحة الليبية بوقوع 13 قتيلاً بينهم الفنان الكوميدي مصطفى بركة و95 جريحاً، فيما تشهد منطقتا الزاوية والجمهورية في طرابلس أعنف المواجهات وحرائق كبيرة وسط قلق دولي، حيث دعت الأمم المتحدة وأمريكا وجامعة الدول العربية الأطراف الليبية المتناحرة إلى الحوار ووقف التصعيد. وبدأت المجموعات المسلحة الموالية لرئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، السبت، تتقدم باتجاه وسط طرابلس، بعد سيطرتها على البوابة الواقعة غرب العاصمة، بينما أعلنت المجموعات المسلحة المحسوبة على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة النفير العام، في خطوة تنبئ باندلاع صدام مسلح على السلطة. وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ حالة النفير القصوى بكل مكاتبه في طرابلس وضواحيها، محذراً السكان من مغادرة منازلهم، ومحمّلاً أطراف الاشتباكات مسؤولية سلامة المدنيين وطالبهم بوقف الاشتباكات التي وصفها بـ«المروّعة»، وأكد الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي قوله، إن «هناك إصابات في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات في طرابلس»، مشيراً إلى صعوبة في التحرك في أكثر من منطقة. وانطلقت المعارك عندما تم تبادل النيران في منطقتي باب بن غشير، وشارع الزاوية وسط المدينة، بين مجموعة «دعم الاستقرار» تحت إمرة رئيس جهاز الأمن القومي عبد الغني الككلي واللواء 777 قتال بزعامة آمر كتائب «ثوار طرابلس» سابقاً هيثم التاجوري، لتتسع المواجهات إلى عدد من المناطق الأخرى، مما أدى إلى غلق المؤسسات الحكومية والأسواق وتعطيل الامتحانات بجامعة طرابلس. وفي حين اضطر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي لقطع زيارته الرسمية إلى تونس، تبادلت حكومة الدبيبة وباشاغا الاتهامات بالتسبب في العنف. وقالت حكومة الوحدة الوطنية: إن «الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس جاءت بعد مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء، بمبادرة ذاتية تلزم جميع الأطراف الذهاب للانتخابات في نهاية العام كحل للأزمة السياسية»، وأضافت: إن «الطرف الممثل لفتحي باشاغا قد تهرّب في آخر لحظة، بعد أن كانت هناك مؤشرات إيجابية نحو الحل السلمي بدلاً من العنف والفوضى»، وفق نص البيان. وفي المقابل، نفى المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية المكلف ما ورد في بيان حكومة الدبيبة، وقال في بيان: «إن باشاغا رحّب طوال الأشهر الستة الأخيرة بعد منح الثقة لحكومته، بكل المبادرات المحلية والدولية لحل أزمة انتقال السلطة سلمياً، دون أي استجابة من حكومة الوحدة الوطنية»، وأضاف: «نثمّن كل الجهود المبذولة من جميع الأطراف المحلية والدولية، والتي اتضح لها جلياً في كل محاولاتها تعنت وتشبّث هذه الحكومة ورئُيسها بالسلطة، وأصبح واضحاً لكل الليبيين أن هذه الحكومة مغتصبة للشرعية وترفض كل المبادرات، بما فيها خطاب رئيس الحكومة الذي لم تمر عليه ثلاثة أيام، وناشدنا فيه رئيس الدبيبة أن يجنح للسلم» وفق نص البيان. وأمام هذه التطورات دخل المجتمع الدولي على الخط، حيث أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، ودعت بعثة الأمم المتحدة، في بيان إلى «الوقف الفوري للأعمال العدائية»، مذكرة جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية. بدوره قال السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنه ناقش مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي «أهمية تجنب الاشتباكات العنيفة في طرابلس وضرورة وقف التصعيد»، وفق تغريدة عبر «تويتر». وأضاف نورلاند عقب لقاء في تونس مع المنفي الذي يشارك في أعمال «ندوة طوكيو الدولية للتنمية بإفريقيا»: «اتفقنا على الحاجة الملحة لوضع اللمسات الأخيرة على قاعدة دستورية والتقدم نحو الانتخابات، وكذلك على أهمية اتخاذ الخطوات لتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة عائدات النفط الليبي». عربياً، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن قلقه إزاء الأوضاع في طرابلس، مطالباً الجميع بتحمّل مسؤولياتهم. وقال أبو الغيط في تغريدات على «تويتر»: «أستشعر قلقاً كبيراً إزاء الأوضاع في طرابلس، وأطالب الجميع بتحمّل مسؤولياتهم»، داعياً إلى الحوار وليس استخدام السلاح. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :