ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن أكثر من ألف شخص لقوا مصرعهم بسبب الأمطار الغزيرة في باكستان، والتي تسببت في فيضانات وأضرار واسعة النطاق قد تترك تداعيات سلبية على الانتعاش الاقتصادي المنتظر بعد قرار صندوق النقد الدولي “الحاسم” بشأن حزمة مالية عاجلة لإسلام أباد بقيمة 1.2 مليار دولار. وقالت الصحيفة ـ في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن ـ إن ما يقرب من مليون منزل تضرر جراء أسوأ فيضانات ضربت باكستان منذ ما لا يقل عن عقد من الزمان، ليُصبح جليًا بأن أحدث كارثة في سلسلة من الكوارث الناجمة عن تغير المناخ تهدد الانتعاش الاقتصادي لباكستان. وأوضحت الصحيفة أن الأمطار الغزيرة والفيضانات اجتاحت باكستان في الأسابيع الأخيرة، وضربت السند وبلوشستان وخيبر بختونخوا، وهي ثلاث مقاطعات من أصل أربع مقاطعات في البلاد، فيما تلقت السند ما يقرب من ثمانية أضعاف متوسط كمية الأمطار في أغسطس، وفقًا لبيانات حكومية، مما أدى إلى القضاء على محاصيل مهمة مثل الأرز والقطن. وقدر مسؤولون أن أكثر من 30 مليون شخص قد تأثروا، أي نحو 15 في المئة من سكان باكستان، بينما أجبر الآلاف على ترك منازلهم. وقالت وزيرة التغير المناخي والبيئة شيري رحمن لـ”فاينانشيال تايمز” في مقابلة:” إنها كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى..ففي الذاكرة الحية، لم نشهد مثل هذا الفيضان يأتي إلى باكستان“. وأبرزت الصحيفة أن منطقة جنوب آسيا عانت من أحداث مناخية قاسية في الأشهر الأخيرة، مع موجات الحر التي تلتها أمطار غزيرة قتلت آلاف الأشخاص في جميع أنحاء الهند وبنجلاديش وأفغانستان. وقالت إنه رغم ذلك، زادت الفيضانات من ضائقة باكستان المالية، فمن المتوقع أن يوافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي يوم غد الإثنين على صرف 1.2 مليار دولار لدعم احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية المتضائلة، والتي باتت تكفي ما يقرب من خمسة أسابيع فقط من تغطية تكاليف الاستيراد، كما ارتفع معدل التضخم، حيث ارتفع مؤشر المواد المهمة مثل الطعام والضروريات الأخرى الأسبوع الماضي إلى 45 في المئة على أساس سنوي. وتوقعت وزيرة التغير المناخي والبيئة شيري رحمن أن الحكومة قد تضطر إلى تحويل منح التنمية وتمويل الميزانية المحتمل من أجل إدارة تداعيات الأزمة الأخيرة. وأضافت”سنواجه مشكلة في فواتير الاستيراد الخاصة بنا وسيتأثر احتياطي النقد الأجنبي، لأننا سنستورد الغذاء الآن بطريقة أكبر بكثير، وبمجرد أن يتأثر ميزاننا التجاري، ستضعف الروبية أكثر، نحن نواجه وقتًا عصيبًا للغاية“. وعلى الصعيد الاقتصادي، تخوف المستثمرون من أن تحذو باكستان حذو سريلانكا في التخلف عن سداد ديونها – حسبما أبرزت الصحيفة البريطانية – على الرغم من أن احتمالية إقرار المساعدة القادمة من صندوق النقد الدولي – وهي جزء من حزمة بقيمة 7 مليارات دولار تم إطلاقها في عام 2019 – خففت إلى حد كبير هذه المخاوف، وقامت الصين مؤخرا بتقديم أكثر من ملياري دولار لإسلام أباد، في حين وافقت المملكة العربية السعودية على تجديد وديعة بقيمة ثلاثة مليارات دولار في البنك المركزي الباكستاني.
مشاركة :